الرئيسية | شعر | الربان الأعمى | عبد الرحيم الخصار

الربان الأعمى | عبد الرحيم الخصار

 

في زحمة الفصول
لم أنتبه إلى خطاي
فوضعت قدمي باكرا في الخريف.
لم تجن علي الجسور التي عبرتها
ربما جنى علي هوسي بالغابة…

في وضح النهار
و بعيون غير مغمضة
رأيتني أكبر في أحلامي
قامتي غارت في السحاب
و بخطوة واحدة عبرت أكثر من نهر
راوغت غيمة داهمتني
أومأت للشمس فسقطت
دسست أشجارا في جيبي فاخضرت يداي
و حين أيقظني رذاذ النهر من أحلامي
رأيتني أنحدر من الخرافة
تضاءلت حتى أن أقدام النمل
كانت تدوسني بلا رحمة.

لقد وضعت يدي في فوهة بركان
و جلست أنتظر رجة الأرض.

سأنزل الشراع عن الصواري
و أوقف حفلة الرقص
فهاته السفينة ستغرق بي لا محالة
أنا الربان الأعمى
استعجلت اليابسة
فاصطدمت بما يكفي من جبال الجليد
سأنتظر الموت هنا بهدوء
فلا داعي العاصفة.
حين تخترق المياه شقوق الخشب
و تسحبني الأمواج إلى غضبها
ماذا سأفعل بالأسطرلاب و البوصلة؟
ماذا سأفعل بالخرائط و صناديق الذهب؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.