الرئيسية | شعر | البلاد سفينةٌ وبحرٌ والجهات الأربع | عصام خليل
شعر

البلاد سفينةٌ وبحرٌ والجهات الأربع | عصام خليل

 

عصام خليل | شاعر من مصر

 

تركنا البلد

ليبقى متسعٌ في الشارع،

لنأكل،

ليكون الخبزُ صاحياً

قفاهُ كوجهه / تامُ الحمرة والدقيق.

ليسَ ليَ نصيبٌ

حتى من رصيف البلدية.

برأسٍ بثقبٍ

وجفنٍ يشبهُ كرنيب المطبخ

أصحو على جُنيهٍ جنبَ حذائي

لأفطر.

لففتُ قصيدتين في جيب لقمة
ألوكُ وألوكُ ..
الكلام تعشّب في الصدر
وأثمر حنجرة.

والشايُ على الله .

***

أمرّنُ الحقائبَ
للطلوع إلى سُلّمِ
البضائع
بلا تذاكر،
أغسلُ كلّ أثرٍ للعرَقِ
وأعدل البدنَ في مقعدٍ رخيص،

أشربُ الشاي ..

كلُّ حلَمةٍ في (دكرنس)

حنانٌ ضاربٌ في البطن.

أكتبُ وأخبئُ الحبرَ مع الأُرز

تحت شقفةٍ مترّبة،

جعّدتها قلّةُ الحيلة،

وأفطرُ على جسرِ المصرف.

كلّما حكتْ حكاية
ضربتُ في الأرض خيمة،

وعلقت على الأوتاد شاياً لمن يمرّ
وعنباً للراوية.

الحيطان عالية
عالية بلا جذوع وكل نتوءاتها حفر
قالت حمامةٌ
بيضها على العشّ

بلا شقٍّ واحد !

الحيطان
عاليةٌ جدّاً
حتى أن الطوب اختنق وفتح رئةً في الدهان.
المعقول، أن يحملني السلم بلطف
إلى سدرة الجدار
لكن الملائكة وعدتني بعشاء ومقعدين على النيل !

أركن رأسي على المخدة
وظهري على الحصير
والحكاية
لا تنتهي إلا بعسلٍ
ينساب على الحصير.

يا بنتُ

من عشّبكِ بهذي النعمة ؟!

***

الصبحُ يجري إلينا ما إن فتحنا العيون،
يلحقنا،
يفرد منديلاً،
نتورك عليه كي لا تطير جبن الأريش
أمزّق (الباسبور) تحت شجرة توت،
أهزّ الجذْع لآكل
ويرطب الحلق.

يا غالية

ليس أجمل من صباح الخير

أصبّها عليكِ فتخدلين أكثر

لا يبقى بيننا أيُّ قماش .

***

التقويمُ الجديدُ سيبدأ أول الحصاد

وكلما ثقل المحصول       سنزيدُ الأيام

وبالي ألا نكبر

ألّا تنسانا الموسيقى في الأفراح.

المهمُّ

أن يبقى الصوت قُدّام الحنجرة

وأن نتجشأ إذا لزم الأمر .

***

الإلهُ الذي أعطانا الأرضَ
والزرع
ابتسم في الربيع.
على الفور؛
ابتسمتْ ساقٌ في نهايتها وردة.
المحصولُ كله يميل طوال النهار إلى غروب الشمس.
في الليل
كأننا غرباء

..
بعضنا أحسّ بمنجلٍ يُريقُ عسلَ الحياةِ الجامحِ
بضربةٍ في السرة !

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.