الرئيسية | حدائق الكتب | إميل سيوران، تاريخ ويوتوبيا

إميل سيوران، تاريخ ويوتوبيا

تاريخ يوتيوبيا

لتحميل الكتاب

عاش سيوران فـي مرحلة تتحدث عن الحداثة، وما بعد الحداثة، لكنه اختار الابتعاد عن زمانه، وعن الزمن. سعى إلى تحطيم المعنى من أجل خوض تجربة اللامعنى. أعلن أنه ضد الفلاسفة وضد المنظومات الفلسفية والمقولات، كما أنه ضد المفكرين الذين ينطلقون من الاقتباس والاستشهاد، وفضّل شكل الكتابة المقطعية، والاعتراف، والحكمة المختزلة، على الخطاب المتماسك زوراً وزيفاً كما يقول: يمكننا تحمل الشر وليس مفهمته، ولا معرفة لديه إلّا عبر الحواس (كل تجربة عميقة تصاغ بعبارات فيزيولوجية).
يطرح سيوران- في كتابه- قضية علاقتنا مع التاريخ، في تبلورها وسيرها جنباً إلى جنب مع اليوتوبيا، ويُحفزنا بأسلوب تغلب عليه الشاعرية، على العودة إلى هوية إنسانية واحدة، مستمداً مرجعياته من النصوص التكوينية الأولى، كالملاحم والأساطير التي تشهد على معنى إنساني مشترك، لا يخص حقبة معينة من الزمن أو شعباً دون غيره من الشعوب، ومن ثم يحتضن الإنسانية جمعاء، ويصورها لنا كما هي، بائسة وفانية، وعلى رغم ذلك فهي تبحث عن المعنى وتنشد الخلود.
يُفتتح «تاريخ ويوتوبيا» برسالة إلى صديق بعيد، وهو النص الذي صدر في المجلة الفرنسية الجديدة عام 1957، وله قصة خاصة تجعله شاهداً على الحقبة الزمنية التي كتب فيها، وعلى البنية الفكرية للكاتب، لم يذكر سيوران اسم أو هوية هذا الصديق، بغرض التشويق، بل خوفاً على صديقه الكاتب والفيلسوف الروماني كونستنتيننويكا، من بطش النظام الشيوعي، الذي كان يعتبر سيوران عدواً لدوداً له.
تتمحور الرسالة حول نوعين مختلفين من المجتمعات الأوروبية، يُبين سيوران أوجه التضاد والتصادم بينهما من دون أن يخضع قراءاته التحليلية لأي أسس، فجاءت كتابته حرة ذات تراكيب حادة وجمل لاذعة.

لتحميل الكتاب

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.