إساءة | حسن برما
حسن برما
منذ قرأت عن تهمة الإساءة للدين الإسلامي وأنا أحاول فهم نوع وطبيعة هذه الإساءة لديننا الحنيف، وللحقيقة.. فقد سقطت في شباك الحيرة والشك بل وداهمني إحساس عارم بالخوف من القادم الغامض لاعتبارات كثيرة واحتراز مشروع، بالنظر إلى تناسل محاكمات الشرق الجريح للفكر الحداثي الحر المتمرد وتهمة ازدراء الأديان الجاهزة على الدوام.
قمة الاستخفاف بالذكاء الإنساني طغيان جماعة ضالة تسود الناس بحد السيف وبالنصب على السذج والجهلة ، تفرض على الجميع الخضوع لمنطق استبدادي إقصائي تحكمه رؤية انتقائية نكوصية جامدة يتوقف معها الزمن في متاهات كهف مظلم يحتفي بجمود العميان ومشلولي الفكر والقناعة العاجزين عن تقبل الاختلاف .
رجاء، لا تحدثني عن سوء الفهم التاريخي اللعين ، أكره الهروب الغامض الجبان ومطاردة الساحرة الحمقاء ، تعال نعشق رعشة البدايات ، نعيد تشكيل العالم كما نريد، نكسر مرايا الوهم، ونخرج معا منتصرين على وقاحات الظلمة وزَيْف الادعاء !!!
بكل هدوء، نعم أنا يساري مقتنع بالحرية الفردية ومؤمن بالاختلاف المبني على أسس حداثية ديموقراطية تعترف بحق الآخر في الوجود.. ولكني أرى في قانون الإساءة المفتوح على التأويلات تخندقا مغلفا لمرجعية إقصائية ضيقة وأفق ظلامي يحارب قيم الحرية والكرامة والمساواة.
أكبر إساءة للدين الإسلامي هي التحريض الأعمى على قطع رؤوس المعارضين وتعليقها فوق أبواب المدن الجبانة وأبراج الأسوار المتآكلة بالاحتكام إلى تأويل مسعور وقراءة مغرضة للموروث الظلامي المهووس بالنزعة الدموية التي تقدس خرافيات القبر من أجل الاستحواذ الكلي على المال والبهائم والبشر واكتساب شرعية الحكم والتحكم من فقه القتل والاقتتال ومعارف متجاوزة تعتقد امتلاك الحقيقة المطلقة.
والإساءة الأكثر حقارة في حق الدين هي تلك الفتاوى السائبة الحمقاء التي تحلل للزوج مضاجعة الزوجة في جميع الظروف والأحوال حتى ولو كانت ميتة وجثة هامدة ، وتبيح لمرضى البيدوفيليا اغتصاب الطفلات القاصرات والزواج بصبايا الست السنوات، إضافة إلى تحقير الجنس البشري بالترخيص للمرأة بممارسة الجنس مع الجزر والموز ويد المهراز، والسخرية من ذكاء الكائن العاقل بوعد المؤمنين بممارسة الجنس مع آلاف الحوريات والغلمان دون انقطاع مع هدية عودة بكارات الحوريات المستعملات من طرف الفائزين بالإقامة في جنات الحوريات ودمى صينية ساحرة لا ترفض للملتحي الجائع طلبا.
2016-08-25