الرئيسية | شعر | أَيُّهَا الرَّاقِدُونَ | خالد بودريف

أَيُّهَا الرَّاقِدُونَ | خالد بودريف

خالد بودريف (المغرب):

 

 

 (دعوة إلى بناء صروح ممردة بالحكمة)

أيُّهَا الرَّاقِدُونَ على وطَنٍ نائمٍ

بَيْنَ أَحْضَانِ “وَحْشِ لُوِيتَانَ”

لِلْبَحْرِ أَلْفُ صَدِيقٍ

وَلَيْس لَكُمْ

في مَدَائِنِ صَمْتِ السَّرَابِ المُحَجَّلِ فَوْقَ الصَّدَى

مِنْ صَدِيقْ

لَيْس لي وَلَكُمْ مِنْ تُرَاب الخُرَافَةِ

غير السَّرَابِ وَبَعْضِ لَفَائِف جِلْدٍ قَدِيمٍ

 لِوَجْهِ الطَّرِيقْ

أَيُّهَا الرَّاقِدُونْ

لاَ كُنُوزَ بمَخْطُوطِ أَوْرِدَةِ الغَيْمِ

غيرَ خُطُوطِ يَدِ الماءِ

تَرْقُصُ بَيْنَ شِفَاهِ فَمِ الضِّفَّتَيْنِ

 لِنِيلَيْنِ مِنْ وَجَعِ الماءِ

                      تَحْتَ الحَرِيقْ

أَيُّهَا الرَّاقِدُونْ

مَالَكَمْ بَين أَحْلاَمِكُمْ

بَيْنَ أَرْصِفَة اليَأْسِ وَالمُبْتَغَى

بَيْنَ أَضْرِحَةِ الموتِ وَالمشْتَكَى

تَرْكُضُونْ

مَالَكُمْ تَكْتُمُونَ ضِيَاءَ الشُّمُوسِ

وَتَسْتَصْغِرُونَ الظَّلاَمَ

بِدَنِّ اللَّيَالي

وَمِنْ سُكْرِكُمْ

بِالمعَاني وَخَمْرِ المنىَ

تَهْرُبُونْ

لَيْس لي بَيْنَكُمْ

في الممَالِكِ عَرْشٌ لأَحْكُمَ كَيْفَ أُرِيدُ

وَكَيْفَ تُرِيدُونَ،

فَالحَاكِمُ العَرَبيُّ شَرِيدٌ طَرِيدُ

وَأَنْتُمْ عَلَى هَامِشِ التِّيهِ

وَالضَّوْءِ لِلْمُنْتَهَى

تَشْرُدُونْ

لَمْ تُعِدُّوا طَرِيقًا جَدِيدًا

لِيَعْرِفَ أَطْفَالُكُمْ

نَحْوَ أَيَّةِ خَارِطَةٍ

أَوْ عَلَى أَيِّ جِسْرِ ضِيَاءٍ

إِلى بَيْتِكُمْ

يَعْبُرُونْ

لَمْ تُمِيطُوا الأَذَى

عَنْ نِسَاءِ القَبِيلَةِ

عَنْ نَهْرِكُمْ في الحَيَاةِ

وَأَنْتُمْ لَهُنَّ لِبَاسٌ لِعُرْيِ المَدَائِنِ

تَحْت فُصُولِ الشَّقَاءِ

فَكَيْف بِأَرْجُلِهِنَّ عَلَى الأَرْضِ

لاَ تَشْعُرُونْ

لَمْ تَلُفُّوا سَلاَسِل أَعْمِدَةِ العَقْلِ حَوْلَ رُؤُوسِ الظَّلاَمِ

وَلَمْ تَصْنَعُوا إِبْرَةً مِنْ نُحَاسِ الحَقِيقَةِ

لم تُبْدِعُوا

بُرْدَةَ الضَّوْءِ

مِنْ جُبَّةِ اللَّيْلِ

إِذْ أَنْتُمُ مُبْلِسُونْ

أَيُّهَا الرَّاقِدُون عَلَى سُرُرِ اللَّيْلِ

يَكْفِيكُمُ اللَّيْلُ

اَلصُّبْحُ طَلَّ بِرَأْسِ المعَارِفِ

وَالوَقْتُ يَرْكُضُ مُنْتَعِلاً سَيْرَهُ

مَالَكُمْ تَمْتَرُونْ

لَيْس لي بَيْنَكُمْ

في مَجَالِسِكُمْ مَسْمَعٌ

بَعْدَمَا أَصْبَحَ النَّفْيُ لي قَدَرًا حَاضِرًا بَيْنَكُمْ

بَيْنَمَا كُنْتُ

بَيْنَ القَبَائِلِ مُنْذُ القَدِيمِ

نَبِيًّا وَمُنْتَظَرًا

مَالَكُمْ كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونْ

بَيْنَ حَدِّ الشُّكُوكِ وَدَمْعِ اليَقِينِ

تَسِيرُ المنَافي وَتَعْبُرُهَا كُلَّ يَوْمٍ وُجُوهٌ تُضِيءُ السُّطُورَ

إلى حَيْثُ لاَ تَعْلَمُونْ

مَالَكُمْ تَحْلُمُونْ

مَا مَرَرْتُمْ عَلَى مُدُنِ السَّهْرَوَرْدِيِّ

حَيْثُ هَيَاكِلُ نُورٍ تُضِيءُ الطَّرِيقَ لأَرْوَاحِكُمْ

حَيْثُ تَشْتَعِلُ الجَنَبَاتُ بِأَنْوَارِهَا المُنْتَقَاةِ

وَحَيْثُ كُشُوفٌ لِذَائِقَةِ اللَّوْزِ تَخْتَصِرُ الدَّرْبَ

بينَ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

كَيْفَ إِذَنْ تحكُمُونْ

مَا قَرَأْتُمْ كِتَابَ الطَّوَاسِينِ

في بَيْتِ حَلاَّجِكُمْ

تِلْكُمُ قِصَّةُ البَدْءِ كَيْفَ أَضَاءَتْ حَدَائِقُهَا

الْعَالِقَاتِ عَلَى أُذُنِ الكَشْفِ

أَدْمِغَةَ الحُكَمَاءِ

أَلمَ ْ تَقْرَأُوا بَعْدُ مَا كُنْتُمُ تَكْتُبُونْ؟!!

تَكْتُبُونَ عَلَى لَوْحَةِ الجَهْلِ أَيَّامَكُمْ

رَغْمَ أَلْفِيَّةِ القَرْنِ لابْنِ الزَّمَانِ المحيطِ بِكُمْ

تحتَ

“بِسْمِ العَدَالَةِ وَالأَنْبِيَاءِ”

بِسَيْفِ القَدَاسَةِ كَيْفَ يَشَاءُ الرَّدَى تَقْتُلُونْ

أَيْنَ مَنْ زَرَعُوا الضَّوْءَ في تُرْبَةِ الحُلْمِ

أَيْنَ الَّذِينَ بَنَوْا بَيْتَ حِكْمَتِهِمْ

وَالصُّرُوحُ مُمَرَّدَةٌ مِنْ قَوَارِيرِ أَسْئِلَةِ الغَيْبِ،

لاَ وَقْتَ لِلْمَوْتِ

يَا أَيُّهَا النَّائِمُونْ

تَقْطَعُونَ جَوَانِحَ أَلْوِيَةِ الطَّيْرِ

ثُمَّ إلى جُحْرِ ضَبٍّ

عَلَى بَطْنِ دَمْعِ الأَسَى تَزْحَفُونْ

هَلْ سَيَأْتي رَبِيعٌ جَدِيدٌ

لِيَنْفُضَ عَنَّا رِدَاءَ الشِّتَاءِ,

أرَى مَنْزِلاً أُفُقِيًّا

عَلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى

رُبَّمَا

هُوَ بَيْتٌ جَدِيدٌ

لِمَنْ بِالوُرُودِ المُضِيئَةِ

وَالقَلَمِ الحُرِّ

وَالعَمَلِ المسْتَنِيرِ

سَيَسْتَيْقِظُونْ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.