الرئيسية | شعر | مَــــحـَــــرْ | جمال خيري – فرنسا

مَــــحـَــــرْ | جمال خيري – فرنسا

جمال خيري 

 

“وَخَالَفَهُمُ اللَّيْثُ فَوَضَعَ الْمَحَارَةَ فِي بَابِ مَحَرٍ، قَالَ:وَلَا نَعْرِفُ مَحَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ…” اللسان

كَانَ اللَّيْلُ الْأَوَّلُ يُشْبِهُ النَّهَارَ الْأَوَّلَ فِي دَقَائِقِ السِّمَاتِ وَالشِّيمَاتِ كَأَنْ هُوَ نَفْسَهُ هُو يَلْهُو بِمِرْآةٍ تَزْهُو بِهِ لَا يَلُوحُ فِيهَا إِلَّا وَنَفْسُهُ تَعَّاقَبُ (بِتَشْدِيدٍ مِنَ الْعَارِفِينَ) عَلَى نَفْسِهَا يَبْيَضُّ وَيَسْوَدُّ مِثْلَمَا يَحْلُو لَهُ يَنْسَدُّ وَيَنْفَتِحُ (يَنْسَدِحُ) عِرْبِيداً (عَنْ صَلَاتِهِ يَسْهُو) عَرَبِيًّا عَجَمِيًّا مَعاً (عَرْجَمِيًّا) يَتَعَثَّثُ لاَ ذَكَرَ لاَ أُنْثَى (ذُكْثَى لَا خُنْثَى) يَبْحَثُ فِي مَعْنَى الرُّفَاتِ بَدْءَ الْبِدَايَاتِ (مِنَ الْفُرَاتِ إِلَى النِّيلِ الرَّحِيلِ) يَسُحُّ وَيَسِيلُ وَأَنَا فِيهِ مَاءٌ بِهِ يُهَدْهِدُنِي نَفْحُ طِينَتِهِ بِشَطَحَاتٍ أَزَلِيَّةٍ خَارِجَ الْمَوْتِ خَارِجَ الْحَيَاةِ (زُنْبُوءٌ) وَلَوْلاَ الْبُوَيْضَةُ وَهُدْهُدٌ يَنْقُرُ قِشْرَتَهَا مَا كُنْتُ إِلَّا خَارِقَةً بِالصُّلْبِ (مُمْكِنٌ لَا حَاصِلٌ) يُحَرِّرُهَا الِاسْتِنْكَاحُ (اِسْتِمْنَاءً أَوِ اسْتِحْلَاماً سَيَّانَ) فَتَضْعَفُ وَتَقْضِي فِي غِيَابِ الرَّحِمِ (مَرَحاً مِزَاحاً) فِي مَغَبَّةِ الْغَبَاءِ الْهَبَاءِ فِي غَيَابَاتِ الْمَحَرِ الْمُحَرَّمِ إِلَّا بِإِحْرَامٍ رَضِيعاٌ كَيْلَا أَخْمِشَ وَجْهِي وَضَعَتْ أُمِّي جَوْرَبَيْنِ بِيَدَيَّ فَمَشَيْتُ إِلَى ثَدْيِهَا عَلَى كَفَّيَّ (لُقِّبْتُ فَقُلِبْتُ) مَا مَرَّةً شَرِقْتُ وَمَا مَرَّةً أَسْكَرَنِي تَعَطُّلُ الْجُشَاءِ فَقِئْتُ عَلَى حُضْنِهَا وَهْيَ تُطَبْطِبُ عَلَى طُهْرِيَ بِالنَّشِيدِ الْوَطَنِيِّ لَمْ أَسْمَعِ الْأَذَانَ فِي الْبَدْءِ الْأَوَّلِ بَلْ زَغْرَدَاتٌ هَزَّتْ جُدْرَانَ الْغُرْفَةِ بِالسَّعَادَةِ وَبِالْفَرَحِ (رَأَيْتُ الْأَسْمَاءَ فِيهَا وَالصِّفَاتِ مِنْهَا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) وِسَادَتَانِ عَلَى مَقْرَبَةٍ مِنْ مَهْدِي بَعْداً كَانَتَا كُلَّ لَيْلَةٍ تَمْلَآنِ صَخَبَ الْغُرْفَةِ بِالْإِيغَافِ وَبِالسُّعَالِ وَأَحْيَاناً كَثِيرَةً بِبَعْضِ الْحَشْرَجَةِ وَالدَّمْعِ الْمَخْنُوقِ كَبَرْتُ بِمَهْدٍ مَحَرٍ طَوِيلٍ (وَلَا نَعْرِفُ مَحَرَ فِي شَيْءٍ) دُونَ فَصْلٍ أَوْ فَاصِلَةٍ وَحِينَ الْجَوْرَبَانِ لَمْ تَعُدْ تَصْلُحَانِ لِيَدَيَّ بَعْدَ أَنْ تَصَلَّبَتْ عَلَى رُؤُوسِ أَصَابِعِي بَشْرَةُ آدَمَ إِذٍ (بِكَسْرِ التَّنْوِينِ، وَحَذْفِ الْحِينِ) بَدَأَ الْقَلَمُ مِثْلَمَا بَدَأَ التَّقْلِيمُ بَعْدَ قَصِّ الشَّعْرِ وَبَعْدَ الْخِتَانِ (بَيْنِي وَإِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ حُقُوقَهُ مَحْفُوظَةٌ) بِحِرْزٍ مِنْ نُحَاسٍ وَلُفَافَةِ صَوْفٍ لَمْ أَخْمِشْ جَسَدِي وَلَمْ تَضُرَّ بِيَ عَيْنٌ (وَلَا خَطَاطِيفَ حَلَّقَتْ حَوْلَ رَأْسِي) بَلْ بَعْضُ نِسَاءِ حَيِّيَ الْمَيِّتِ بِالْحَيَاةِ قَهْراً وَبَهْدَلَةً عَضَضْنَ أُذُنَيَّ وَغَرَفْنَ الْمَاءَ بِيَدَيَّ الصَّغِيرَتَيْنِ وَجَرَعْنَهُ سَبْعاً (كَيْ تَلِدْنَ بِيَ لِيَ لَا مِنْ لَدُنِيَ بَعْضَ الشَّبِيهِ) تَعَرَّفْتُ عَلَى قَدَمَيَّ وَفَهِمْتُ أَنِّيَ كُنْتُ أَمْشِي إِلَى الثَّدْيِ مَقْلُوباً أَشْرَقُ مِنْ صَوَائِتَ وَلَا أَتَجَشَّأُ لِعُسْرِ الصَّوَامِتِ وَعَرَفْتُ أَنْ لَيْسَ لِيَ ظِلٌّ بِشَمْسٍ سَابِحَةٍ مِثْلِي (إِلَى مَقَرٍّ لَنَا) وَلاَ صُورَةَ بِمِرْآةٍ كَالِحَةٍ (تَعْكِسُ مَا تَنْعَكِسُ فِيهِ لَا مَدَى فِيهَا إِلَّاهُ) كُنْتُ أَرَانِي عَبْرَ أُمِّي وَإِخْوَةٍ أَضَرَّتْ بِهَا الرُّؤْيَا فَكَبَرَتْ بِمَوْلِدِي أُنُوفُهَا مُرْغَمَةً بِالْفَرْحَةِ وَبِقُرْحَةِ السُّؤَالِ (فِي الْقُلُوبِ نَخَافُ شَبَحَهُ فِي اللَّاهِي لَا صُورَتَهُ فِينَا) بِاللَّعِبِ وَبِالشَّغَبِ وَبِعَيْشِ الاِرْتِجَالِ الْمُحَالِ (كَإِخْوَةِ يُوسُفَ، مَثَلاً لَا حَصْراً) وَأَبٍ كَانَتْ تُتْعِبُهُ الْحَيَاةُ مِثْلَمَا كُتِبَ (عَلَى آدَمَ خَطًّا وَخَطِيئَةً فِي مَا كَبَتَ مَرِيئُهُ) وَزَرَافَاتٍ وِحْدَاناً وِحْدَاناً بِعُيُونٍ تَرْنُو إِلَى عَيْنَيَّ وَتَعْبَثُ بِكَفَّيَّ تُدَاعِبُ أَظَافِرِي وَتُحَلِّقُ حَوْلِي (بِالْحَمْدَلَةِ وَالْبَسْمَلَةِ كَالْآلَةِ الْمُسَجِّلَةِ دُونَ دَلَالَةٍ وَدُونَ مِلَّةٍ) بِأَصْوَاتٍ تَخْرُجُ مِنْ أَشْكَالِهَا الَّتِي كَانَتْ تَتَكَلَّمُنِي جَيِّداً وَلَا تُجِيدُ الْكَلَامَ وَلَا تُجِيبُ (وَالْعَيْشُ سُؤَالٌ جَوَابُهُ مُحَالٌ) وَلَا تُشْبِهُنِي بِالْمَرَّةِ كَانَتْ صُورَتِي ثَدْيَ الْأَطِيطِ وَرَوْثَ الْغَطِيطِ فَقَطُّ (أَنِطُّ أَخُطُّ أَطِيرُ بِلَا جَنَاحٍ وَلَا أَحُطُّ) مِنْ حِينٍ لِحِينٍ بَيْنَهُمَا كُنْتُ ثِقْلاً ثَقِيلاً عَلَى الْآخَرِينَ (صَحَابَتِي وَالْأَسْبَاطَ) أَصْحُو أَلْهُو أَبْكِي وَأَسْهُو وَمِنْ حِينَ أَحِنُّ إِلَيْهِ لِحِينَ يُنَاحُ عَلَيْهِ أَلْثَغُ بِمَا تَبْغِيهِ وَظِيفَةُ اللِّسَانِ الْأَوَّلِ (الْمُبْهَمِ لاَ كَمَا لِسَانُ الْبَهِيمَةِ بَلْ كَيَدٍ دُونَ الْإِبْهَامِ) لاَ تَفْقَهُهُ إِلَّا أَحْدَاسُ الْوَالِدَاتِ وَالْعَاقِرَاتِ وَالثَّكَالَى وَالْعَاهِرَاتِ (وَالنِّسَاءُ تَصْنَعُ الرِّجَالَ أَحْيَاناً كَثِيرَةً وَإِلَّمْ تَلِدْهَا) وَالْمَاءُ عَلَى جَسَدِي يَتَقَاطَرُ بَيْنَ أَصَابِعِي وَأُمِّي تُوَضِّئُنِي كَانَ يُذَكِّرُنِي بِالْغَارِ وَبِالْجُبِّ (مِنَ الْمَنِيِّ التُّرَابُ وَمِنَ الطِّينِ الْحُبَابُ) فَارِغَيْنِ إِلَّا مِنْ هَوَاءِ الْوَحْيِ الْمُلِحِّ بِنَارِهِ (وَلَوْ أُنْزِلَ عَلَى جَبَلٍ لَمَا وَصَلَ عَلَى جَمَلٍ) يَحْمِلاَنِ وَيَتَحَمَّلاَنِ مِثْلَ أَبِي تَعَبَ الْحَيَاةِ أَوْ بِشَيْءٍ يُشْبِهُ رُطُوبَةَ وَنُعُومَةَ الشَّرْنَقَةِ أَوْ حَرَارَةَ وَلُزُوجَةَ بَطْنِ الْحُوتِ (لَمْ تَكُنْ ثَمَّةَ لَا الْحَمَامَةُ وَلَا الْعَنْكَبُوتُ) كَانَ الْفَرْجُ تُفْشِيهِ الْأَسْرَارُ وَأَنَا دُونَ صَاحِبٍ أَنْهَارُ عَارِياً (كَإِثْمٍ أَوْ كَافْتِرَاءٍ) كَأَنِّي كَفَّرْتُ شَيْئاً إِذْ كَفَرْتُ بِشَيْءٍ حِينَ مَسَسْتُ (لَعِبٌ عَيْبٌ) جَسَدِي وَتَبَنَّيْتُهُ فِي سُجُودٍ لِيَ بِثُقُوبٍ تَبَيَّنْتُ بَعْضَهَا لاَ قَعْرَ لَهُ كَاللَّيْلِ النَّهَارِ وَهْوَ يَتَعَاقَبُ دُونَ خَيْطٍ بَائِنٍ بَيِّنٍ وَدُونَ سُرَّةٍ أَوْ مِصْرَانٍ كَانَ مَجْدِي حِينَ تَرَجَّلْتُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ حِينَ مَشَيْتُ فَصَادَفْتُ أَوْ صَادَفَتْنِي الْمِرْآةُ (الْمَرْأَةُ أَوَّلاً ثُمَّ الْمِرْآةُ ثُمَّ الْمُرُوءَةُ عَلَى مَرْأَى مِنْ أَمَّارَتِي) وَرَأَتْنِي فَجْأَةً وَبَحْلَقَتْ فِيَ بِدَهْشَةٍ مَزِيجَةٍ بِالْهَلَعِ ثُمَّ تَشَبَّهَتْ بِيَ عَلَّهَا تُشْبِهُنِي وَتَأْمَنُ وَتَطْمَئِنُّ (يَبْدُو فِيهَا مَا لَسْتُهُ) بِالنَّسْخِ وَبِالْمَسْخِ (وَالْخَلْفُ إِمَامٌ) لِذَا كُنْتُ أَفْعَصُهَا بِالْكَفِّ فَتَنْزَلِقُ وَأَصْفَعُهَا بِالْقَدَمِ فَلاَ تَنْزَاحُ فَلاَ أَتَقَدَّمُ لَكَمْ ضَحِكْتُ مِنْ صُوَرٍ لِيَ فِيهَا وَلَكَمْ لَطَّخْتُ هَالَتَهَا بِالْبُصَاقِ (لاَ لِكَفِّيَ فِيهَا رُؤَى وَلاَ لِقَدَمِيَ مَنْأَى) لَمْ تَكُنْ لَهَا لاَ عُيُونُ الْأَشْكَالِ وَلاَ أَشْكَالُ الْعُيُونِ كَانَتْ أَنَا نِيَّةً عَلَا نِيَةً (وَأَنَا عَلَى نِيَّةٍ) مَارِدَةً بِالْغُرُورِ أَمَّارَةً بِالْمُغَالاَةِ مَشَيْتُ قُبَيْلَ ذَا أَذْكُرُ بِحِكْمَةِ الْمُحَاكَاةِ وَرَأْسِيَ أَقْدَامُهَا دُونَ سَبِيلٍ إِلاَّ فِي فَرْوَتِهَا النَّاعِمَةِ مَسَالِكَ وَعْرَةً وَاتِّجَاهَاتٍ غَرَابَاتٍ وَكَثِيرَ الطُّرُقِ وَالْغُرْبَةِ وَمَشَيْتُ فِيهَا وَالْفِتْنَةُ بِأَنْفِي (وَأَمَّارَتِي تَفِي بِالْتِزَامَاتِ الشُّورَى وَالسَّقِيفَةُ تُعْفِي) وَحِينَ وَضَعْتُ إِصْبَعِي لِأَوَّلِ مَرَّةٍ بِسُرَّتِي فَهِمْتُ السِّرَّ فِي لَمْ يَلِدْ إِذْ لَمْ يُولَدْ إِذَنْ أَنَا الْأَوَّلُ وَأَنَا الْآخِرُ بِزَمَنِ الْوِلاَدَةِ مِنْ ذَاتِ الْوَالِدَةِ ( الدَّجَاجَةُ وَالْبُوَيْضَةُ فِيهَا سَابِقٌ أَمَّا الْحَيَوَانُ الْمُلَقِّحُ فَهْوَ مُلْحَقٌ لاَحِقٌ) وَهْوَ خَارِجَ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ كَلاَمٍ غَيْرَ أَنِّي غَابَتْ عَنِّي أُمِّي بِوَحَمٍ جَدِيدٍ بِقَيْءٍ شَدِيدٍ وَبِالنِّسْيَانِ وَبَعْضِ السُّلْوَانِ إِذَنِ الْحَافِلَةُ الَّتِي لاَحَتْ بِيَ عَادَتْ خَاسِرَةً (وَالْحَدِيثُ ذَا لَيْسَ عَنِ الرَّحِمِ بِمَا فِيهِ مِنْ ذَاكِرَةْ بَلْ عَنِ الدُّنْيَا وَعَنِ الْآخِرَةْ) لِهَذَا شَرِقْتُ بِالصَّوَائِتِ وَاخْتَنَقْتُ بِالصَّوَامِتِ فَصُمْتُ عَنِ الْكَلاَمِ الْمَعْقُولِ وَصِرْتُ دَاعِيَةْ تَأَخَّرْتُ كَالرَّاعِي لاَ يَتَقَدَّمُ الْمَاشِيَةْ وَمَا مَرَّةَ رَبَطْتُ ظِلِّيَ الْمُتَأَخِّرَ عَنِّيَ بِقَدَمَيَّ فَانْفَلَتَ مِنْ خَطْوِيَ مِثْلَمَا انْفَلَتُّ مِنْهُ فَتَقَدَّمَنِي وَأَنَا أَتَقَدَّمُهُ وَكُلٌّ رَاحَ لِبَيْعَةِ بَائِعٍ أَوْ لِطَاعَةِ طَاغِيَةْ فَهِمْتُ إِذٍ (بِسَبْقِ الْإِشَارَةِ وَالتَّأْشِيرَةِ) لُعْبَةَ التَّحْكِيمِ وَحِكْمَةَ الْحَاكِمِ وَحَلِيفِهِ الدَّاهِيَةْ وَأَنَا فِي الْمَهْدِ دُونَ الْجَوْرَبَيْنِ أَمْسَكْتُ كَفَّيَّ الْحَافِيَيْنِ بِقَدَمَيَّ الْعَارِيَتَيْنِ رَأَيْتُ أَنَّ خُطُوطَ الْكَفِّ نَاقِصَةٌ تُكَمِّلُهَا خُطُوطُ الْأَخْمَصَيْنِ وَارْتَأَيْتُ أَنِّيَ إِنْ وَطَأَتْ قَدَمَايَ فَرْوَةَ رَأْسِي وَمَشَيْتُ فِيَ طَوْعاً إِلَيْهِ سَلِمْتُ مِنْ سُلِّ الطَّاعَةِ (لِلْمَخْلُوقِ) مِنْ سُمِّ الْبَاعَةِ (لِلْخَالِقِ) وَانْسَلَلْتُ مِنْ سِلاَلِ الْعَادَةِ وَالْعِبَادَةِ (وَلاَ فَرْقَ بَيْنَ ذَكَرٍ وَأُنْثَى إِلَّا بِالتَّقْوَى) وَتَسَلَّلْتُ إِلَى كَنَفِ الْوُجُودْ (مَا قَابُ الْقَوْسَيْنِ بِأَوْسَعَ لِسَهْمَينِ) لَمْ تَمُؤْ هُرَيْرَتِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَالرَّبِيعُ يَتَرَبَّعُ الْأَرْضَ بِالنَّخْوَةِ وَبِالنَّشْوَةْ (قَضِيبِي بِاسْمِهِ مَلِيءٌ جَاحِظٌ) وَلَمْ أُصَلِّ بَعْدُ يَسَارِيَ شَلَلُ وَالظُّلْمَةُ تَنْبُضُ فِيهِ حَائِضُ (الدُّبُرُ لِلَّذَّةِ وَالْقُبُلُ لِلْفِلْذَةِ) وَمِرْآتِيَ رَحِمٌ مَاءُهُ مُصْقِعٌ جَامِدُ لاَ لِيَ فِيهَا سَبِيلٌ أَسِيلٌ إِلاَّ الْوَرَاءُ وَالسَّلَفُ لاَ الْأَمَامُ وَالْخَلَفُ (بِفَتْحِ اللَّامْ، يَا سَامْ) أُوَاجِهُ فِيهَا خَلْفِيَ خَلْفاً لِخَلْفِي (بِسُكُونِ اللَّامْ يَا حَامْ) فِيهِ لاَ أَنَامْ وَأَنَا أَحْرُثُ فِيهَا أَفِيضُ فِيَ كَمَا عَبْرَ الْعَازِلِ الصِّحِّيِّ (لَا مَنْأَى فِيهَا وَلَا مَأْوَى إِلاَّ الْاعْتِزَالْ) وَأَعْبُرُهَا لَقِيطَ شَبَقٍ شَقِيٍّ بَيْنَ نَرْجِسٍ وَأُقْحُوَانٍ أَوْ بَيْنَ نَسْنَاسٍ وَشِقٍّ رُبَّمَا الْعَادَةُ وَالْعِبَادَةُ كَانَتَا سَبَبَ هَذَا التَّزَاوُجِ وَالاِخْتِلاَطِ أَوْ رُبَّمَا سَلاَلِمُ الطَّاعَةِ مَدْرَسَةٌ لاَ تُعَلِّمُنَا سِوَى الصَّفِّ وَالتَّصْنِيفِ وَالتَّصْفِيقِ (الْإِحْبَاطِ وَالاِنْضِبَاطِ) وَبَابِلُ تَشْهَدُ أَنَّ لِسَانَ آدَمَ انْشَقَّ وَتَشَقَّقَ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَهُ عَلَيْهِ لِسَانُ إِبْلِيسَ وَكُلٌّ مَكْتُوبٌ مِثْلَمَا الصِّيَامُ وَالْمَحَرُ (وَلَا نَعْرِفُ لِمَحَرَ شَيْئاً فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ) وَقَفْتُ أَمَامَ الْمِرْآةِ صَارِخاً كَمَا أَمَامَ الْبَحْرِ وَقَفَ الْمَشَّاءُ وَبَعْدَ الصَّلْبِ الْمَسِيحُ (تِلْكَ الْقُوَةُ لَا الضُّعْفُ، الْفِعْلُ لاَ الْكَلاَمُ، إِسْرَا فِيلَ وَئِيلَ) قَدَمَايَ الْأَرْضُ وَرَأْسِيَ سَمَاءْ (وَالرَّأْسُ تَسْمُو بِالْقَدَمِ فِي الدَّرْبِ لاَ بِأُبَّهَةِ اللَّقَبِ بِالْقَلْبِ) وَحِينَ فَارَقَتْ كَفَّايَ صَفْحَتَيْ قَدَمَيَّ بِالْمَسِيدِ أَمَامَ قَضِيبِ الْخَيْزَرَانِ (وَالْفَقِيهُ يَنْسُكُ الزُّمَلاَءَ فِي السُّدَّةِ الْعَالِيَةِ) وَأَنَا أُرَدِّدُ وَأُلَوِّحُ بِرَأْسِي وَاللَّوْحُ بَيْنَ يَدَيَّ وَرَائِحَةُ الْمِدَادِ وَالصَّمَغِ فَهِمْتُ الْبُلُوغَ وَتَعَلَّمْتُ الْبَبَّغَاءَ وَالْغَبَّبَاءَ (الْغَبَاءُ وَالْبَغَاءُ، مَعاً) فَقَرَّرْتُ مُضْطَراًّ أَنْ أَرْبِطَ قَدَمَيَّ بِفَرْوَةِ رَأْسِي وَأَرْكَبَ جَسَدِي فِي عُجَالَةٍ إِلَى الْمَاهِيَةِ أَعْرِفُهَا حَيْثُمَا قَلَّ بَصَرِي بَقَلَتْ بَصِيرَتِي وَتَفَتَّحَتْ عَيْنُ الرَّحِمِ فِي سُرَّتِي وَسَرِيرَتِي فَعُدْتُ إِلَى الْعَوْمِ وَأَقْلَعْتُ عَنِ الْمَشْيِ فَقَدَدْتُ إِذٍ (غَرَابَةً بِالنَّحْتِ غَرِيبَةً فِي غِيَابِ النُّحَاةِ) مِنْ قُبُلِي خَرَائِطَ الْخَطِيئَةِ وَمِنْ دُبُرِي خَوَاطِرَ النَّدَمِ وَوَكَفْتُ انْتِمَائِي وَكَفْكَفْتُ مِنْ مَائِي عَلَى كَتِفَيْهِ وَخِطْتُ خُطُوطَ كَفِّ الْيَدِ بِخُطُوطِ كَفِّ الْقَدَمِ وَرَأَيْتُ اللَّيْلَ يَنْبُعُ مِنْ نُفُوسِ الْأَجْسَامِ بِالْإِدْبَارِ فِي وَضَحِ النَّهَارِ (فَتَقَدَّمْتُ مِكَراًّ مِفَراًّ عَنْهَا مَعَهَا) وَيَجْرِي ظِلاَلاً تَصُبُّ قَابَ عَيْنِ السَّمَاءِ وَحَاجِبَهَا فَيَسُودُ الظُّلْمُ وَيَنْدَسُّ الظَّلاَمُ فِي الْأَذْهَانْ مِثْلَمَا أُمِّيَ كَانَتْ تَنْفُخُ فِي قَعْرِ قَرْعَةٍ فَارِغَةٍ حِيناً وَأَحْيَاناً تَشُدُّ عَلَى ضَفِيرَتِهَا السَّوْدَاءِ أَلَماً بِنَوَاجِدِهَا الْبَيْضَاءِ وَكَأَنَّهَا الْمَحَجَّةُ مِنْ حَيْضِهَا إِلَى نِفَاسِهَا كُنْتُ وَكَانَتْ نَتَصَبَّبُ وَنَصُبُّ انْسِدَاحاً قِبْلَةَ الْقَابِلَةِ وَالْبَطْنُ مِنْهَا يَتَمَاوَجُ كَالْيَمِّ أَوْ كَالطُّوفَانِ ثُمَّ يَتَصَلَّبُ مِنْ حِينٍ لِحِينٍ كَصَخْرِ الْبُرْكَانِ لَمْ يَخِبْ ظَنِّي حِينَ رَفَضْتُ الْخُرُوجَ (تَرَبَّعْتُ بَابَ الرَّحِمِ وَبَكَيْتُ كَثِيراً غَزِيراً وَالْمَخَاضُ يُضَيِّقُ أَبْعَادِيَ وَيُحَاوِلُ ضَخِّيَ إِلَى خَارِجِ الْخُلُودِ إِلَى الْخَيْبَةِ) كُنْتُ مُتَكَوِّراً هَادِئاً لاَ يُحَرِّكُنِي إِلاَّ الْحَبْلُ الْمِصْرَانُ مَرَّةً يُطْعِمُنِي وَمِرَاراً يَلْتَفُّ حَوْلَ عُنُقِي فَأَنْتَفِضُ مُنْفَلِتاً مِنْهُ مُتَبَاعِداً عَنْهُ وَالْيَدُ الَّتِي شَدَّتْ بِإِلْيَتَيَّ وَقَلَبَتْنِي كَانَتْ يَدَ تِلْكَ الْقَابِلَةِ الْفَقِيهَةِ بِفُنُونِ الْخَطِيئَةِ وَبِعَرَقِ النِّسَاءِ قَلَبَتْنِي فَسَحَّ دَمْعِي أَوَّلاً ثُمَّ مَاءُ الْحَيَاةِ ثُمَّ انْزَلَقْتُ مُلَطَّخاً بِمَا تَبَقَّى مِنْ حَيْضٍ فِي الرَّحِمِ (دَمُ النِّفَاسِ حَيْضُ السُّقُوطِ وَالْفَلاَسِ) وَبِالْبَيَاضِ الْمُقَدَّسِ وَلَوْلاَ حَبْلُ السُّرَّةِ الَّذِي شَدَّنِي لَكُنْتُ قَبَّلْتُ زَلِّيجاً بَيْنِي وَبَيْنَ التُّرَابِ الْوَطَنِيِّ (كَانَ لَقَبِي سَابِقٌ وَكُنْتُ الْمُنْتَظَرُ) إِذَنْ لَمْ أُولَدْ حُراًّ أَبَداً كُنْتُ مُقَيَّداً بِالْمِصْرَانِ مُحَاصَراً بِمَصِيرِ الْإِنْسَانِ  وَصَيْرُورَةِ اللِّسَانِ أَوَّلُ مَا لَمَسْتُهُ لَمَسَنِي كَانَ كَنَفُ اللهِ ثُمَّ بُعَيْدَهُ الْقَابِلَةُ تَقْلِبُنِي وَأَوَّلُ مَا سَمِعْتُهُ كَانَتِ الزَّغْرَدَاتُ وَأُمِّيَ فِي غَيْبُوبَةٍ عَنِّي وَأَبِي كَانَ أَوَّلَ صَدْرٍ ضَمَّنِي بِالْفَرْحَةِ وَالدَّمْعِ لَكِنَّهُ شَمَمْتُهُ لاَ طِينَ فِيهِ فَبَكَيْتُ وَبَكَيْتُ إِلَى أَنْ رَدَدُونِي إِلَى جَسَدٍ يَفُوحُ بِالْخِصْبِ وَيَلْفَحُ بِالْعُقُوقِ وَبِالْعَرَقِ وَمِنْ حُضْنٍ لِحُضْنٍ إِلَيْهِ لُطِّخْتُ بِدَمِ هَابِيلَ وَحَيْضِ مَرْيَمَ وَآمَنْتُ بِالرِّسَالاَتِ كُلِّهَا (مِنْ جَبْرِ جِبْرَائِيلَ إِلَى عَزْرِ عِزْرَائِيلَ) وَحِينَ رَأَيْتُ الْحَيْفَ يَنْتَشِرُ كَفَرْتُ بِشَيْءٍ وَكَفَّرْتُ شَيْئاً وَدَخَلْتُ الْمَحَرَ.(وَلاَ نَعْرِفُ لِمَحَرَ إِلَى الْآنَ شَيْئاً فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ)…

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.