الرئيسية | حوار | محمد موتنا شاعر يعزف على وتر التراث بلغة تتموج بين الدوال | عبد العزيز بنار

محمد موتنا شاعر يعزف على وتر التراث بلغة تتموج بين الدوال | عبد العزيز بنار

أجرى المقابلة د ، عبد العزيز بنار ، كاتب من المغرب

 

 %d9%83%d9%86%d8%a8%d8%b1%d9%8a1

الشاعر موتنا يعزف رفقة مجموعته على  آلة  الكنبري من صنع يده

ذاع صيت شعره الشعبي ، ورددت أشعاره أصوات بعض المجموعات الغنائية ،بل منها ما لحنه بنفسه وأنشده مصغيا إلى آلته بين يديه. ومثلما أثر  فيه الشعر الفصيح والشعر الشعبي (الزجل) أثر  في مجايليه من مقربيه ،فاتسعت دائرة قرائه وجمهوره .كانت قوة الشاعر، الذي حمل روح القصيدة  في كل اهتمامه ، تنبع مما يصنعه من آلات موسيقية ويتدفق به من صور ومعان في  مناسبات وأعراس أدبية ببيته أو خارجه ،كان كل شيء يتألق من روحه المرحة الملآى بالحكمة والنكتة والطرائف…للشاعر مسرب خاص تتخلق فيه المعاني المحفوفة بالحكمة ، وتجربة يتكشف فيها الحرص على بنية الجملة الشعرية تركيبا وايقاعا ومعجما وبيانا . وتلتقي فيها سيول من التصورات المشبعة بروح الجماعة والمثقلة بالذاكرة والموروث الشعبي والإنساني المحلي والانساني العام ، شاعر لا تعنيه الشهرة ولا الألقاب ، جمع بإحساس شعري بين الماضي والحاضر والمستقبل وأصغى بانفتاح وهدوء إلى كل الأصوات واللغات والايقاعات الشعبية أبرزها كناوة ،متأثرا بوالده الراحل المنشد وبنوع من المفارقة بالشاعر الراحل عبد الله راجع .

1ـ تقتضي  سنة الابداع أن يكون التجديد ديدن كل تجربة ابداعية . و التجربة الزجلية لا تخرج عن هذا المساق . الشاعر محمد موتنا السباعي أنت من الأسماء التي طبعت هذا النوع من الكتابة بميسم خاص و عاصرت تحولات القصيدة الزجلية المغربية الحديثة و المعاصرة الشاعر محمد موتنا السباعي كيف تنظرون الى البداية التي هيأت لهذا الحضور؟

*مثلما أقول دائما إن الحديث عن تاريخ البداية  أو البدايات بشكل دقيق  ضرب من الميتافزيقا. و رغم ذلك يمكنني القول إنني كباقي مواليد أواخر الخمسينات و بداية الستينات ،المزدادين بالحي المحمدي بالبيضاء، فتحت عيني و سمعي على عوالم من الفنون القولية الشفهية و الموسيقية و الحركية الشعبية في “الحلْقة” و التي كانت جزء  أساسيا من فضاء الحي المحمدي سواء في “السوق الفوقاني” أوعلى جنبات القيسارية أو طريق “رحْبَةْ الزّْرَعْ” …أضف إلى ذلك تأثير العائلة و هو تأثير أساسي و حاسم ابتداء بالوالد و الأعمام و أبناء عم الوالد  و جدي لأبي و جدي لأمي. فهؤلاء كلهم حفاظون للقرآن الكريم ، منشدون لتراث زجلي متنوع  بعضه ملحون وبعضه الاخر مثل”الشّْجِيَّه” موروث عن بعض شعراء  دُكّاله مثل بوعَسْرِيَه و مولاي سْعيدْ، و هذا الاخير هو ابن عم جدي  لأبي. كان هؤلاء يتنافسون في إظهار براعتهم في إنشاد محفوظاتهم الزجلية في المناسبات الدينية و العائلية في بيتنا ببلوك كاسطور.هذا فضلا عن حضور مجامع (الطُّلْبَه) الذين كانوا ينشدون قصائد ذات طابع ديني أو إجتماعي. زد على ذلك أوراد بعض الطرق و الزوايا و الطوائف التي كان الوالد مولعا بسماعها .و يمكنني أن أضيف ما سمعته عبر الإذاعة و التلفزة من أغان شعبية أو عصرية زمن الطفولة كما لا يمكنني أن اتجاهل تأثير  المجموعات الغيوانية التي كان الحي المحمدي مرتعا خصبا لتشكلها . فلقد رسخت بعض  نصوص هذه المجموعات في أدمغتنا الصغيرة امكانية كتابة نص خارج المعتاد أي خارج اطار نصوص الاغاني التي أداها مطربو الخمسينات و الستينات و السبعينات و التي لم تكن تتجاوز على مستوى الايقاع بنيات شبيهة ببنية ايقاعات النص الزجلي المصري الذي كان تاثيرة على نصوص هذه الاغاني واضحا(أتحدث هنا عن تجربة احمد الطيب لعلج و علي الحداني و الطاهر سباطه  و جيلهم ) كما لم تتجاوز موضوع الحب ببنيته التقليدية المتعارف عليها في شعر الغزل العفيف حيث يفشل العاشق في تحقيق التواصل مع المحب …كما لايمكن أن أنسى تأثير قراأ تي للشعر العربي و خصوصا المعاصر منه. وجدتني أكتب نصوصا زجلية (كتبت الفصيح أيضا لكن الزجل كان يستهويني كثيرا) في نهاية المرحلة الاعدادية حيث شجعني بعض اساتذتي على قراءتها حتى لقبني التلاميذ بالشاعر، وهي نصوص ذات بنية إيقاعية تقليدية اختزنها سمعي من المحفوظ الزجلي للعائلة لكن مواضيعها كانت اجتماعية تنشذ العدل والحرية …

كانت مرحلة الثانوي مابين 1977 و 1980 بعد هذه المرحلة مرحلة بداية البحث عن بصمة خاصة تميز تجربتي الزجلية و هو البحث الذي سيتعمق في المرحلة الجامعية و ما بعدها  و الذي ستساهم المرحلة الجامعية في اثرائه..

2   هل يمكن أن تقدم لنا  تعريفا بتجربتك الزجلية و بديوانك الصادر أخيرا (لقْصيده وْ لَبْحَرْ)

تَغُنْجَه ديواني الزجلي الأول الصادر سنة 1997 و الذي أنجزه كاليغرافيََّا بالخط المغربي كما أنجز له فوليو تشكيليا صديقي التشكيلي المرحوم السي محمد جبهه، لا يضم كل ما كتبته من أزجال الى حدود صدوره وإنما بعضا منها و خصوصا ما كتبته في مدينة آزمور(مدينة مغربية) حين تعييني بها أستاذا بين سنتي 1987و1992 . هو تجربة حبلى بهواجس الذات حتى حينما يتعلق الأمر بما هو اجتماعي .الذات في غربتها في مجتمع تتردى فيه القيم يوميا كما فيه قطع مع لغة الشعارات التي تبتز الحماس و التصفيق فضلا عن “رشَّات” صوفية و وَشْيِِ بتيمة الوقت (نص قصير في ظهر الغلاف بدون عنوان) التي ستتعمق أكثر في ديواني الثاني.

في ديواني الثاني ( رْشوقْ الشِّيخْ ) الصادر في دجنبر2010 و الذي قرأه تشكيليا صديقي الفنان المتميز السي عبد الكريم الأزهر من خلال لوحة الغلاف و الفوليو الداخلي،  تترسخ قيمة الوقت كاشتغال شعري . و أعتقد ان قصيدة ح”َلْوَةْ الْمَكانه” تجسيد لهذا الإشتغال ـ كما أن هناك نوعا آخر من التجريب الواضح في قصيدة رْشوقْ الشِّيخْ ذات الأنفاس الملحمية الدرامية حيث التداخل بين الأصوات و بين الحوارين الخارجي و الداخلي بل انقسام الصوت الواحد. في هذا الديوان الأخير أيضا مزاوجة بين النص ــــــ الومضة (قصيدة ” شي لْعَيباتْ ” نموذجا ) و النص الملحمي الطويل.هذا إضافة إلى الإشتغال على تيمة الكتابة الشعرية نفسها(كُلْها وْ غِيوانُه نموذجا).

و أعتقد أن ذروة هذا الاشتغال على الزمن تتمثل في نصين أهديتهما الى أزمور و بعض من أصدقائي بها : (نْجِيكْ) و (مْدينة لَعْجَبْ)

هذا النص الأخير الذي أقوم فيه بقراءة زجلية لتشكيل كل من الفنانين المبدعين عبد الكريم الأزهر وبوشعيب هبولي

في ديواني الثالث (طريقْ النُّورْ) و الذي طبعت منه أو على الأصح طُبِع لي منه عشر نسخ فقط اشتغال على تيمات ذات طابع وطني مع التركيز على القضية الوطنية تحديدا.( اتمنى أن تطبعه وزارة الثقافة.)

أما ديواني الصادر أخيرا (لَقْصِيده وْ لبْحَرْ)، و الذي أنجز لوحة غلافه و فوليو مائيات كقراءة تشكيلية له انطلاقا من صور و عبارات شعرية أثارته أتناء قراءة الديوان مخطوطا الفنان التشكيلي و الزجال فؤاد شردودي  ،فالاشتغال فيه هو حول هم الكتابة الزجلية في  حد  ذاتها من خلال التركيز على تيمة البحر  بطريقة بعض التشكيليين حين تركيزه في معرض معين على اللون الواحد و تدرجاته مدا و جزرا، الى درجة التوحد النصي  مع القصيدة كبحر. هذا مع محاورة مرجعيات دينية صوفية كناوية أتمنى أن ينتبه بعض الدارسين إلى طريقة اشتغالي عليها في بناء الصورة و و تناسل الصور و تصاعد الايقاع..هذا مع ملاحظة أن السرد مكون أساسي من مكونات ٱشتغالي في كل أعمالي الزجلية هناك أيضا نوع من التجريب المسرحي الواضح في الجزء الثالث من قصيدتي “مَّالين الما كما أن هناك تناصا إيقاعيا من خلال قصيدة (محمود لغمامي) مع تاكناويت عبر توظيف ميزان لُغمامي في الجزء الثاني من هذا النص الذي أهديته لصديقي المعلم محمود كانيا و كنت أتمنى ان امكنه من نسخته حين زيارتي له في الصويرة لكن الموت اختطف منا هذا الفنان العالمي أسبوعا قبل صدور الديوان.

3ــالشاعر محمد موتنا يعيش الابداع و بالابداع يحيا . بعد هذه الاقامة الطويلة في أرض الكتابة الزجلية هل استخلص الشاعر محمد موتنا تعريفا للزجل؟

*أعتقد أن الشعر شعر بكل اللغات الممكنة .بهذا المعنى فان الزجل شعر.بمعنى انه يتوفر على كل المقومات التي تجعلنا ندخله في إطار الشعر. و ما دام الامر كذلك يمكن القول ان الزجل (ليس الاصطلاح مهما اذ هناك من يسميه مثل المرحوم سيدي احمد الطيب لعلج شعرا عاميا) نص شعري يعتمد اللغة /اللغات العامية التي لا بد في الزجل لتحويلها الى لغة شعرية من عدم الاكتفاء بشحناتها الدلالية و المجازية و الايقاعية المتضمنة فيها أصلا بل (و هذا هو الرهان) نحت الزجال للغته (مع شرط ان يكون متمكنا منها و تكون هي متمكنة منه) و لخيالاته الخاصة   و تطويع لغته لاقامة نوع من الحوار مع جميع اللغات و الأشكال الابداعية و التجارب الشعرية على الخصوص عبر تناص حواري مولد و ليس تبييض صور و سرقة ايقاعات .إن تأسيس فعل شعري زجلي ابداعي يتطلب الماما بالموروث الزجلي المغربي بجميع انواعه من ملحون و شْجِيَّات و رباعيات المجدوب  و نصوص الغناء الحضَّاري و الصوفي من حَمدوشِي و جِيلالي و كْناوي و عِيساوي … و ذلك لتشكيل تصور حول مغامرة الابداع تصور يحاور التراث و يتجاوز في نفس الوقت بنياته المسكوكة نحو تجريب أصيل لأن عملية التطوير و التحديث و التجديد يجب أن تنطلق من استيعاب الموروث و محاولة تجاوزه .

 4 لا شك أن الكتابة الزجلية المغربية الحديثة و المعاصرة قد تأثرت بروافد مشرقية . هل تشعرون بهذا التأثير  و هل لذلك حضور في تجربتكم؟

*يمكن ان نلمس التأثير المشرقي في نصوص شعراء الأغنية “العصرية” فلقد وجدنا كلمات و تراكيب بعينها من اللهجة المصرية بل أشكالا ايقاعية شبيهة بايقاعات نصوص الاغاني المصرية كما يمكن أن نلمس أيضا هذا التاثير في نصوص بعض الزجالين المعاصرين الذين بدأت نصوصهم تعرف الانتشار في الوسط الطلابي أوسط السبعينات…و هؤلاء كانوا يحاولون حصر وظيفة النص الزجلي في الاحتجاج على طريقة  احمد فؤاد نجم و بعض نصوص أغاني الشيخ إمام و احمد قعبور و مجموعة العاشقين … .أغلب هؤلاء لم يأت مثلما هو حال عدد كبير من المتأخرين منهم من ثقافة زجلية واسعة و عميقة بل فقط لفشله في الكتابة بالفصيح و لاعتقاده ألا قيود تقيده في كتابة الزجل .أما بالنسبة لي فلقد كنت محظوظا ( وقد أشرت الى ذلك قبل قليل) كوني ولدت و نشأت في عائلة تحتفي بالثقافة الشعبية  و تعتز بأصالتها و بكل ما هو أصيل في ثقافتنا المغربية الفسيفسائية .لا تنس الدكتور عبد العزيز أنني انتمي الى عائلة قاومت الاستعمار الفرنسي و كل أشكال التهجين و التغريب الثقافيين  …

5 أكيد أن نصوص الرواد المؤسسين للكتابة الزجلية المغربية المعاصرة رغم أهميتها قد تم تجاوز الأعراف التي رسختها .أين يكمن هذا التجاوز؟

* أعتقد ان أول مظهر من مظاهر هذا التجاوز يتمثل في تجربة شعراء المجموعات الغيوانية (الغيوان –جيلاله ـــ ـلمشاهب) فالنصوص التي كتبها مولايْ عبد العزيز الطاهري أو السي محمد السُّوسْدي أوالسي محمد باطْما أو مبارك الشادلي كانت تشي بامكانية خلخلة و تفكيك البنيات التي رسخها شعراء الأغنية التي سادت قبل تلك المجموعات سواء على مستوى المضامين أو الأشكال و القوالب .

6 للشاعر المرحوم  عبد الله راجع حضور في ديوانك البكر “تَغُنْجَه” حيث أهديت له قصيدة بعنوان “باقي فْ القَلْبْ سَنْتيرْ” . ما علاقتك بهذ الشاعر و هل من تأثير له على تجربتك؟

* الصديق الشاعر عبد الله راجع كان لي كل الحظ أنه كان من جيراننا اذ كان قد انتقل من العمل بمدينة الفقيه بن صالح كاستاذ الى ثانوية مصطفى المعاني لمزاولة مهامه كحارس عام سنة 1979 .هذه المؤسسة القريبة من سكني الحالي مما مكنني من علاقة يومية بهذا الشاعر الذي شجعني كثيرا على كتابة الزجل و الذي أغنت صحبتي له و حواراتي الأدبية و النقدية معه تصوري للكتابة الزجلية. مع الشاعر عبد الله راجع بدأت أطرح السؤال كيف يمكن أن أحقق في القصيدة الزجلية ما حققه كبار الشعراء و منهم عبد الله راجع في الفصيح .هذا الشاعر الذي كان يحقق فرادته في المشهد الشعري من خلال لغته الشعرية الخاصة و من خلال إبداع صور تنطلق من مخيال مغربي عبر رموز و أساطير محلية .حضور عبد الله راجع يتجسد من خلال تأملي العميق في تجربته الشعرية (لا تنس دكتور عزيز أن بحثي في سنة الاجازة كان حول ديوان عبد الله راجع :”سلامََا و لْيَشْرَبُوا الْبِحار” بتأطير من شاعر كبير، و هذا من حسن حظي أيضا، و هو سيدي محمد الشيخي) و هو تأمل جعلني أحاول الإجتهاد ليصبح النص الزجلي استعارة (صورة) كبرى تولدها الصور المتناسلة داخلة بشكل ينساب مع انسياب الدلالة و الايقاع و الدفقات الشعورية . تعلمت من عبد الله راجع النظر الى النص ككل في جدليته العميقة بين مكوناته البنيوية ٠ تعلمت من تجربة عبد الله راجع حضور الذات في معانقتها لجميع الأبعاد الإنسانية الممكنة للنص و تعلمت منه الانخراط في اليومي للناس بحثا عن جمال موجود بالقوة فيهم يحتاج إلى من يساعد على جعله موجودا بالفعل، بكل البساطة الممكنة في التعامل مع الناس .كان عبد الله راجع شاعرا يوميا لكن بآفاق شعرية انسانية حداثية عميقة و راقية جدا . لم يكن عبد الله صديقا لي وحدي فلقد أصبح بعد ذلك صديقا للوالد رحمهما الله و لأخي الفنان الموسيقي الأستاذ عبد المجيد موتنا الذي لحن و غنى لهذ الشاعر ( و لم يكن قد بلغ  ربيعه العشرين ) سنة 1984 نصين شعريين غير منشورين .كان عبد الله راجع يشرفني بقراءة نصوص تكون أحيانا في المسودة بمعنى إنه كان يدخلني مطبخه الشعري ليطلعني على تقنيات إعداده لأطباقه الشعرية الباذخة. هذا زيادة على أنه كان يقدمني لجمهوره في الأمسيات التي كان يستدعى لها٠

%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%86%d8%a8%d8%b1%d9%8a-2

7 القارئ لتجربتكم الشعرية يشعر بقوة حضوركم الشعري في الزجل المغربي المعاصر .هل هذا الحضور نابع من الايمان بالتجديد و مواكبة السياقات من حيث بنية النص و طرق التشكيل أم من المراهنة على قارئ تراعون ذوقه   لمن يكتب محمد ؟موتنا و كيف يرى مستقبل الكتابة الزجلية في المغرب ؟

*كما و سبق أن أشرت الى ذلك قبل قليل فان كتابة الزجل و حفظه و إنشاده من الأشياء المتوارثة في عائلتنا و هذا ما كان يجعلني مؤهلا لكتابة الزجل بعد أن تشبعت بمحفوظ منه لا بأس بكمه و بعد إعجاب تلقائي بشعريته التي يمكن أن تقف ندا متكافئا مع الشعرية في الفصيح .لا أستحضر نوعا من المتلقين (المتلقي بالنسبة لفن الزجل مفهوم أكثر شمولية و تحديدا لأن النص الزجلي قد يُتلقى منشودا و ليس مكتوبا دائما،و لا أراهن على متلق بعينه .أكتب النص مزاولا ما استخلصته من تجربتي في الكتابة انطلاقا من مشروع مبني على تصوري الخاص للممارسة الزجلية .لست من اولئك الذين يكتبون بشكل معين لان (الجمهور عايز كده)

(ولدت في بيت بابه مفتوح لكل الطوائف الحضارية  التي كان الأب العازف على آلتي الْكَصْبَه و الناي يرحب بأصحابها و ب(الطُّلْبَه) و( الفُقرا ) كما كان يشجع أطفاله على تعلم الموسيقى من خلال تسجيلهم في المعهد البلدي للموسيقى الشي الذي كان وراء تخصص أخي عبد المجيد كأستاذ في عزف و تعليم آلة العود  و أخي عبد الكريم كأستاذ في عزف و تعليم آلة الكمان  كماعملتُ ضمن مجموعة غيوانية سينفصل عنها عنصران لتشكيل فرقة السِّهام الذهبية) كما لم أجد صعوبة في حفظ الربيرتوار الكناوي إذ ساعدني على ذلك جمع التسجيلات الخاصة بليالي كْناوه و الإنصات العميق إليها لينتهي كل هذا بتعلمي العزف على آلة الكنبري بمساعدة الفنان حسن بوناجم. و لقد وصل ولعي بهذه الآلة و سحرها إلى درجة أنني تعلمت صنعها . و أنا فخور بهذه الصناعة التي جعلت بعض لَمْعَلّْمينْ الكبار مثل السَي محمد الظّْلامْ يقبلون على مصنوعاتي .يمكن أن أقول بأنه قد تحصلت لدي الآن معرفة (محترمة) بالمجال الكناوي و أنا بصدد المرحلة النهائية من تحرير إصدار حول ظاهرة تاكناويت أرجوه قريبا .

لتاكناويت آثار و أبعاد في ممارستي الزجلية.هذا أمر أكيد يتجسد في عدد من قصائدي سواء في ديواني “تغنجه” أو في “رشوق الشيخ” أو في “طريق النور” أو في ديواني الأخير”لَقْصيدَه وْ لَبْحَرْ”

في ممارساتي الزجلية تصبح تاكناويت رموزا مثل باقي الرموز التي أشتغل عليها أو أنحتها. أما الكتابة عندي فلا طقوس محددة لها. إنها ترتبط بلحظة مخاض تَشَكُّلِ صورة أو صور أو أحاسيس شعرية  مبهمة أطوع لغتي(و من لا لغة له لا شعر له) للقبض عليها .

للزمان و المكان  عندي وجود . لكنه وجود شعري  في القصيدة و بها و ليس شرطا يحدد زمان و مكان وطقوس الكتابة . كَ نْكُونْ فْ دِيكْ السَّاعَه غِيرْ آنا و الله  و لُون الوَرْقه الِّلي ما بْقاشْ ديما بْيضْ .

%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%86%d8%a8%d8%b1%d9%8a-3

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.