الرئيسية | بورتريه | عبد اللطيف اللعبي : وفاء كاتب | ترجمة : سعيد بوخليط

عبد اللطيف اللعبي : وفاء كاتب | ترجمة : سعيد بوخليط

ترجمة : سعيد بوخليط

شاعر ومسرحي وروائي وكاتب دراسات، وصاحب مؤلفات للأطفال. ولد عبد اللطيف اللعبي في مدينة فاس سنة 1942،ويعتبر الكاتب المغربي المعاصر الأكثر أهمية. أعماله،أهلته للتتويج بجائزة غونكور للشعر سنة(2009)ثم الجائزة الكبرى للفرنكفونية (2011)،لكن أيضا بسبب التزاماته النضالية.

مناضل شيوعي سابق،كان بمثابة النواة التي ضمت مثقفي اليسار المعارضين للنظام،حول مجلة أنفاس التي تأسست سنة 1966 ،ضمنهم محمد خير الدين وتضمنت صفحاتها أولى قصائد الطاهر بن جلون.صدرت أنفاس باللغتين الفرنسية والعربية،وشكلت أساس ثورة في صفوف الأنتلجنسيا المغربية،إلى غاية حظرها سنة1972،واعتقال اللعبي بتهمة التآمر ثم التعذيب والسجن وبعدها المنفى إلى فرنسا.منذئذ شكل حلمه بالعودة إلى وطن غاب عنه طويلا وبالتالي وضعه ككاتب يعيش في المنفى،رافدان موجهان لكتابات تستبطن الذاتي قصد فهم الآخر وكذا تأمل العالم بهدف نحت الممكنات.

عشق اللعبي الكبير للأدب،وتطلعه اللانهائي سيعبر عنهما بين طيات عمله الأخير: ) (petites lumières. écrits 2016- 1982،مصنف يبعث على الانتشاء تضمن أربعة وثلاثين نصا متنوعا :مقدمات، مقالات،وقائع،دراسات نقدية،رسائل كتبت في السجن،رسائل موجهة إلى المنتخبين،اعترافات،حوارات.

مُهرب للقصيدة- ندين له بأنطولوجيا عن القصيدة الفلسطينية وأخرى مغربية- فقد أمدنا اللعبي بأول ترجمة إلى الفرنسية لقصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش.إذا كان اللعبي يكتب بالفرنسية،ويترجم من العربية،فلكي يخبرنا أنه يعثر على لغته مع لغة الآخرين :في أوروبا، وإفريقيا تحت الصحراء، و أمريكا الجنوبية،أخيرا في كل مكان على امتداد بيته الرحب،المسمى أدبا بالنسبة إليه.

من عمق تلك المقالات التي جاء تصنيفها غير مرتب تسلسليا،لكنها ذات إيقاع ناظم،ينبعث ثبات كاتب وسط عالم متقلب. رجل يرفض مختلف أنواع ما تجاوزه التاريخ والتوتاليتارية والبربرية،منطلقا من الكامن بعد داخل بلده.

وفق تناوب سمته الجسامة والتسلية،يتحدث اللعبي هنا (مقترحا تأسيس ميثاق وطني للثقافة في المغرب)،وهناك (عن تَلَف بيت الشعر في رام الله)،تبهره رؤية دولوز في التلفاز ثم شاردا في مصر،يثني على إيمي سيزار وكذا التشكيلي المغربي ماحي بنبين.

يعمل اللعبي منذ سنوات 1960 ،دفاعا عن معركة النساء المغربيات من أجل مساواتهن في الحقوق،وكذا الاعتراف بكل مكونات الهوية الثقافية لبلده :((أمازيغي،لكن أيضا أندلسي،يهودي، صحراوي، إفريقي، متوسطي، ولما لا غربي)).يسخر بضجر،منتقدا الذين يمدحونه بعبارات على منوال هذه الفرنكفونية:((ذات الممارسات المنتمية إلى عهد آخر))والتي قدمت صورة :((عن آلة في خدمة استثنائية لثقافة سداسية الزوايا والأضلاع،يجعل منها أداة هيمنة)).

إذن بعد سنة من صدور مجموعته الشعرية :  L arbre à poème (غاليمار).سيمثل عمله الجديد بوابة ولوج أخاذة نحو نتاج عبد اللطيف اللعبي.

هامش :

الملف الثقافي لجريدة لوموند : الجمعة24 مارس2017

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.