الرئيسية | حوار | خاص- الموجة: حوار مع عبد الحق الزروالي: المسرح الفردي تجربة تفوق الفن والأدب…إنها موقف فلسفي | جلال المرابط

خاص- الموجة: حوار مع عبد الحق الزروالي: المسرح الفردي تجربة تفوق الفن والأدب…إنها موقف فلسفي | جلال المرابط

عبد الحق الزروالي – حاوره : جلال المرابط

 

 في التاسع من شهر مارس 2013، كان لي بالأستاذ عبد الحق الزروالي لقاء حول تجربته في المسرح الفردي، إلى جانب رؤيته الخاصة للمسرح عموما، من حيث رهاناته الكبرى والمشاكل التي يتخبّط فيها المسرح المغربي بالخصوص، لقاءٌ، ماتع ومائز، بفضله أعدت النظر في العديد من المعلومات والمعارف الخاصة بالمسرح الفردي بالمغرب، منها، كون أسماء من قبيل: الصديقي ونبيل لحلو وتيمود والكغاط وحورية الحسين وعبد الكبير شداتي وشفيق السحيمي وكنزة فريد لم تتجاوز مساهمتهم في المونودراما مسرحية أو مسرحيتين على الأكثر، وهذا نص الحوار:

بداية أشكركم أستاذ عبد الحق الزروالي على قبولكم لدعوتي قصد إجراء هذا الحوار.

عبد الحق الزروالي:

أشكركم على الدعوة، وأتمنى أن يكون حوارنا هذا مفيدا وغنيا.

كيف تنظرون لتجربتكم في المسرح الفردي بعد هذا المسار الطويل الحافل بالأعمال المكتوبة والعروض الغزيرة؟

بداية وقبل كل شيء، أشعر الآن، بأنني أكثر استعدادا لتقديم المزيد من الأعمال المسرحية الوازنة، خصوصا وأن التجارب السابقة، أنضجت بعض الأسئلة والغايات في مخيلتي، وهذا لا يعني أن الأعمال السابقة لم تحقق لي رهاناتي الفنية والأدبية والفكرية، وإنما، يعني مما يعنيه، أن ما تراكم كفيل بأن يصحح بعض الهفوات وأن يقدّم صورة أوضح عن بعض الغايات المرغوب تحقيقها، وهذا، ما تأكد لي منذ أن قدّمت عرض “كدت أراه”، من ذلك الوقت وأنا أفكّر بشكل طموح في طرق أكثر فاعلية في التعبير وقضايا تتجاوز المستهلك منها، قضايا تنفتح أساسا على الإنسان بشكل عام، من حيث هو إنسان وكفى، تهتم بالمعاني العميقة للوجود الإنساني وبالقيم الكونية النبيلة.

مساري إذا، ليس غير تراكم يبتغي الأفضل على الدوام.

هذا أمر واضح، خصوصا إذا نظرنا إلى تجربتك من زاوية مراحل تطورها التي تبين لنا حقا بأنك دائم التجديد في عروضك ونصوصك، لكن، اسمح لي أن أسألكم: أليس المسرح الفردي كما تعبّر عنه تجربتكم، واسع المضامين، إن صح القول، بالنظر إلى حجم الأسئلة الفلسفية التي تخترقه؟

كنت دائما أقول بأن التحليل الفلسفي هو المنهج الأعمق لقراءة الأعمال الأدبية والفنية والمسرحية على الخصوص، لأن المسرح يضيق إذا اختزلناه في مجرد تقنيات فنية وأدبية وإخراجية، خاصة المسرح الفردي، فهذا الأخير يفوق الأدب والفن، هو شيء ما أكبر وأعمق، وأظن أن هذا العمق ليس إلا موقفا فلسفيا من الحياة والعالم والمجتمع والقيم…، وهذا ما أودّ تبليغه بدقّة.

في نظرك ألا يشكل هذا العمق سببا رئيسيا في نفور عدد كبير من الجمهور العامي من حضور عروضك ومشاهدتها؟

مسألة الجهمور هاته تبقى ثانوية، لأنها ليست من صميم العمل أو العرض، هي عرضية تخص طبيعة الجمهور نفسه، أنا أبحث عن جمهور نموذجي يسايرني في ما أقدّم، يذهب أبعد مما أرمي، يسبقني إلى الفكرة ويكتشفها حتى وإن قدمتها بالرمز فقط.

أيهما أهمّ بالنسبة إليك، وحدة الموضوع وتعدد الشخصيات أم تعدّد المواضيع ووحدة الشخصية؟

لا شك، في أن المسرح الفردي يتميز أساسا بسمة اختزال تعدد الشخصيات في وحدة الأداء التمثيلي، القائم على الممثل الواحد، الذي يستفرد بمساحة الضوء لينعم بالرَّكح وحيدا، ما يعني أن قيمة الممثل الواحد لا تكمن في مدى تمكّنه من الترافع على قضية واحدة أو موضوع واحد، بل في قدرته على التطرّق لمواضيع متعدّدة دون الوقوع في أسر الثرثرة، الرهان الأساسي للمثل الواحد، هو: أن يمثل أكثر من صوت وأن يكون بؤرة توتر لقضايا الإنسان والمجتمع.

على هذا الأساس، هل تحاول أن تجعل من تجربتك في المسرح الفردي موقف فكريا وليس مجردّ تأليف مسرحي جاف وعرض لا تتعدى رهاناته حدود الخشبة؟

إذا اتبعتم مساري في المسرح الفردي، ستلاحظون أنني دائما أنتقي مواضيعا خاصة، ترتبط بنكبات تاريخية أو لحظات فكرية زاهرة أو مواقف وجودية متوترة وقلقة، لأستطيع أن أوجّه من خلال هاته الأعمال سواء كانت نصوصا أو عروضا، مجموعة من الرسائل للناس وللمهتمين وللسياسيين…ففي مسرحية رماد أمجاد مثلا، استرجعت شخصية أبي عبد الله الصغير، لأذكر هذا الجيل، بالهزيمة والخروج من الأندلس، ونفس”كدت أراه”، عدت إلى المواقف والمخاطبات لمحمد عبد الجبار النفري، لأسلط الضوء على أهم لحظاتنا الفكرية الصوفية الزاهية المحبة للحياة والمريدة للكمال والباحثة عن حقيقة العالم.

ونفس الشيء بالنسبة لسائر أعمالي، إنها تجارب مكثفة للمعاني ومفتوحة أمام مختلف التأويلات.

مارأيك بمستقبل المونودراما في المغرب؟

من الصعب الحديث عن مونودراما مغربية، إذ باستثناء الأعمال التي قدّمتها نجد أنفسنا أمام محاولات قليلة في هذا المجال، بل إن أسماء أخرى من قبيل الصديقي ونبيل لحلو وتيمود والكغاط وحورية الحسين وعبد الكبير شداتي وشفيق السحيمي وكنزة فريد لم تتجاوز مساهمتهم في المونودراما مسرحية أو مسرحيتين على الأكثر، هذا يعني غياب اهتمام المسرحيين بهذا التوجه المسرحي، أولا لصعوبته الفائقة فمن الصعب أن تكون مؤلفا وفي نفس الوقت ممثلا ومخرجا إذا استدعت ذلك لضرورة.

أترك لكم أستاذ عبد الحق الزروالي كلمة أخيرة مفتوحة:

في النهاية أتمنى من وزارة الثقافة وسائر المهتمين والنقاد أن يهتموا أكثر بالمونودراما، إبداعا ونقؤدا، حتى نجعل منها تجربة رائدة في المغرب. يمكن أن نفتخر بها أمام التجارب العالمية الأخرى.

تعليق واحد

  1. الم تخبروا السيد الزروالي أنه أمازيغي يخدم المسرح العربي الم تخبروه أن أزروال ليس لها معنى في اللغة العربية وأنه لو خدم لغته الام بابداعاته المسرحية كان ليكون له شأن في بلده بدل الاختفاء الملفت باستثناء مشاركات قليلة في سكيتشات رمضان متى سنرى الاستاذ عبد الحق ازروال يخدم المسرح الامازيغي الذي يمثل المسرح المغربي الحقيقي غير المستورد

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.