الرئيسية | بالواضح | التحنيط الزغلولي | عماد العكشيوي

التحنيط الزغلولي | عماد العكشيوي

عماد العكشيوي

إن استدعاء الدكتور والبرفيسور والعالم زغلول النجار للمغرب لإلقاء محاضرة حول ” الاعجاز العلمي في القرآن” وفي كلية العلم، وهي من هي، يعدُ سبة ما بعدها سبة من جهة، و إشارة على ضعف الخطاب العلمي من جهة أخرى. والحال أن الخطاب الاعجازي خطاب مهلل يمكن نسفه بكل بساطة، فكيف ذلك؟
– إختلاف القول العلمي عن القول الديني حد الاختلاف البنيوي. فالأول مشكلته مع الأخطاء، والثاني مشكلته مع الخطايا … علاوة على أن الأول خطاب كوني يتوجه للمتلقي بصرف النظر عن انتماءاته الدينية ـو العرقية أو السياسية .. والثاني يتوجه إلى كائن مشخّص بحصر المعنى، أي إلى الكائن المتدين.
– الخطاب الديني يعلمنا كيف تكتسب الجنة، والعلم لا يقول شيئا عن هذا العالم. لبيان هذا الأمر استحضر هنا اساسا رسالة غاليليو إلى الدوقة كريستينا، قائلا:” إن الكتاب المقدّس يعلمنا كيف نسير إلى السماء (الجنة) ولا يعلما كيف تسير السماء”.
يفيد هذا القول، إن الدين لا يفهمنا القوانين التي تنظم حركة الكواكب أو ما دار في فلكها؛ من هنا التّباعد الإشكالي الكبير بين القولين، العلمي و الدّيني. ولهذا، فعمل زغلول ينهض بإحياء سرير بروكست( بروكست، كما جاء في الميثولوجيا الإغريقية، هو قاطع طريق يملك سريراً و الذي كانيقضي بأن القصير لكي يمر أو سلك ينبغي أن يمدد حتى يأتي على مقاس السرير، و الطويل تقطع أطرافه الزائدة عن طول السرير). و هي صيغة أخرى للقول، إنّ السيد زغلول ينهض بهذه المهمة رساً، ألا وهي : لي أعناق النصوص، مبتغيا تحنيطها لكي تصير صالحة لكل زمان و مكان، أي أن نعيش في زمن لا أثر للتاريخ فيه، و هو بالضبط الزمن الأسطوري/الدائري

تعليق واحد

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.