حميد ركاطة
تبدأ الرواية بفلاش باك (أصل الحكاية) يقدم من خلاله الراوي، ولد علال ( الوزير) وهو يمارس سلطاته وهيبته. كما تبرز مكانة ولد شعيبة السائق المثقف، الحائز على الدكتوراه في علم الاجتماع. خلال لحظة ينقل فيها تفاصيل وداع حارق، وقد تم إحالة ولد علال على التقاعد. لحظة تميزت بمشاعر متضاربة حيث سيفقد فيها مكانته الاجتماعية، و وجاهه وامتيازاته العديدة، لحظة يودع فيها مستشاره وصديقه ولد شعيبة الذي كان يلازمه كظله. وهو ما كشف عن علاقة مركبة، لها خصوصيها وفرادتها. ونلاحظ أن السرد الحديث يحقق ” الشفافية الداخلية” أكثر من بقية طرائق التعبير الفني الأخرى. فضلا عن ذلك أخذ السارد منذ بداية القرن العشرين دورا بارزا في فضح كذبة التشخيص الواقعي، على نحو ما أوضح ذلك تيودور أدورنو في دراسته المتميزة” وضعية السارد في الرواية الحديثة”… (بحيث) أصبح السارد يحكي وهو يضع مسافة بينه وبين محكياته ليكشف ما هو قابع تحت السطح، ويتيح للذات المشروخة، المتشظية، أن تشك في تماسك الواقع وتقدمه بثقوبه، وثغراته، بضوضائه وصمته”[1]. كما تحكي الرواية قصة إصرار طفل صغير يعيش في قرية مغمورة بالبادية المغربية، دخل إلى المدرسة صدفة، وتابع دراسته بها في ظروف قاسية جدا، عانى خلالها ويلات عديدة، سواء في ذهابه أو إيابه إلى المدرسة، وكذلك ما كان يعيشه من رعب داخل الفصل الدراسي، بسبب ما كان يشاهده عن قرب من عقاب بدني فظيع. كان يتعرض له بعض زملائه. وقد تسبب ذلك في تأزم وضعه الصحي. لكنه تمكن من تجاوز بعض المثبطات. كما يمكن اعتبار أن هذه الفترة قد حنكته كثيرا من خلال احتكاكه بأقرانه وبزملاء الدراسة، وتعرف عن قرب على حقيقة الواقع وقسوته، وعنفه. وهي الفترة التي ولما حاول متابعة دراسته، خارج محيط القرية، ولم تسعفه ظروف والديه المادية من متابعة دراسته، واشتغل راعيا لأبقار أحد الزعماء السياسيين يدعى”ولد مجاهد”.
خلال هذه المرحلة استطاع ولد علال أن يتعلم العزف والغناء على ألة الكمان، فأتقن جيدا فن العيطة باعتباره فنا محليا متداولا وبرع فيه إلى حدود كبيرة. وستتاح له فرصة ذهبية، عندما استدعاه مشغله “ولد مجاهد” لإحياء حفلة عيد ميلاد ابنته، بعدما اعتذر أحد الفنانين المشهورين مبارك الخريبكي بسبب وعكته الصحية، وهي المناسبة التي كشف فيها ولد علال، عن حنكته ومهارة منقطعة النظير.. فقرر حينها مشغله أن يقربه منه، ووظفه ككاتب خاص له. كما منحه مسكنا في فيلته، وسمح له باستغلال مكتبه الخاصة. ونصحه بقراءة كتاب الأمير. وكتب الفيلسوف الألماني نيتشه. وبعدما تمتنت العلاقة الخاصة بينهما، دفع به ولد مجاهد لخوض غمار الانتخابات البرلمانية والتي فاز بها بسهولة .
ويرسم الراوي بروفايل “ولد علال” قبل الانتخابات، بحيث كان يعيش بؤسه وفقر مدقع، فأصبح بعد ذلك في بحبوحة وقد تغيرت عاداته، وميولاته الفنية، والحياتية، ونمط عيشه من ذوق ولباس. ويورد الراوي أن النجاحات المتحققة، تمت بمساعدة ولد اشعيبة، سائقه ومستشاره الخاص. بحيث أنه خلال هذه المرحلة سيعيش أخطر منعطف في حياته السياسية. بعدما” قام ولد مجاهد بتزكيته، ودفع به في اللائحة كمرشح في الانتخابات البرلمانية والتي فاز بها بكل سهولة”[2] حملة تمكن ولد علال من تسيير ها بدهاء كبير، وتواصل بشكل مباشر مع مختلف سكان القرى، والدواوير المجاورة . غير أنه سيتعرض لحظة الاعلان عن النتائج لصدمة كبيرة شلت حركته بشكل تام. فعمدت زوجته إلى التخلص منه، و تمكنت من الحصول على “وثيقة من المصحة (التي كان يعالج فيها) تثبت عجزه، فاستأجرت سيارة أجرة، ونقلته في الهزيع الأخير من الليل ..إلى بلدته”[3]
لم تدم محنة ولد علال طويلا،[4] فسرعان ما زاره ولد مجاهد ليزف له الخبر اليقين يقول الراوي” ابشر يا ولد علال.. للأسف الشديد وقع خطأ في فرز الأصوات، والواقع أنه تم تزوير محضرك. فلم نسكت على فقدان مقعد برلماني نحتاج إليه، ويجعلنا في وضعية مريحة لتشكيل الحكومة القادمة بأغلبية كافية. لهذا تطوع مناضلو الحزب لأجلك حتى نسترد ما ضاع منا”[5]
وهي المرحلة التي سينتقم فيها ولد علال من زوجته الخائنة، وسينتقل لحياته الجديدة كوزير للفن والثقافة، مرحلة ظفر فيها بالمنصب والمكانة الاجتماعية، لكنه سيشعر بفقدان ذاته ونفسه كإنسان. يقول الراوي “لقد ألبسني المنصب أسمالا من قطمير بدل أثواب الحرير..، .. نفذ زيت قنديلي واكتسحتني جحافل ظلمة ليلي.. أكابد خوفي وأبتسم في وجه المجهول ابتسامة زهرة ذابلة في وجه شعاع شمس خريف حزين”[6] ” أتعتقد أنه باستوزاري فقدت هويتي، وإنسانيتي اتجاه كل مقهور ومغبون، ونحو هذا الوطن؟”[7]
سيعمل ولد علال على رد الاعتبار لدابته الجرباء في نهاية الرواية “بأن أصدر أوامره بنقلها إلى الخارج قصد العلاج في أرقى العيادات البيطرية”[8](و) “قام بتخصيص مكان لها في الإصطبل الذي يضم أجود الخيول العربية. ونلاحظ أن ” الهدف من الواقع الذي يعاد انتاجه هو الاشارة إلى ” واقع ” يتجاوز ذاته، بينما يحفر الخيالي لاتخاذ شكل من الأشكال، وفي كلتا الحالتين يكون هناك تجاوز للحدود، أي أن تحديد الواقع يتم تجاوزه، وفي نفس الوقت ينظم شتات الخيالي فيصاغ في شكل ما”[9]وستنتهي الرواية بحوار بين ولد علال وولد اشيعبة تمت فيه محاكمة المثقف.
ومن القضايا التي طرحت للنقاش داخل متن الرواية نجد: العقاب البدني بالمدرسة العمومية، وكاريزمية الزعيم السياسي، والسخرية من الخطاب الانتخابوي، والموقف من زيارة الأضرحة والزوايا. وإشكال الوعي عند “الرعاع”. أما على مستوى البنائي فقد لمسنا توظيفا للحكاية والأسطورة، والتداعي الحر، والمتناص التاريخي، والميتاحكي، وعلوم التربية، وعلم الاجتماع، ( سيكولوجية الجماهير) وتوظيف الأمثال الشعبية. مع توظيف تنقنية الحلم. وسنقارب في هذه الورقة بعض القضايا التي بدت مهيمنة داخل المتن الروائي.
قراءة في شخصيات الرواية
ولد علال
هو بطل الرواية والفاعل في أحداثها بشكل مباشر. ” كان.. رجلا عصاميا.. كون نفسه بنفسه، أدمن القراءة حتى صار بإمكانه أن يحاضر في مختلف المجالات الفكرية والفلسفية”[10] عاش طفولة صعبة جدا وسط أسرة فقيرة حفته بالحب والحنان، لكنها لم تستطع تحقيق أحلامه بقية أبناء جيله. إلا أنها عاش من أجل تحقيق حلم أمه بأن يصبح وزيرا، وهو الحلم الذي تمكن من تحقيقه في النهاية بعد صراع مرير. بفضل الفرص التي أتيحت له في لحظة ظن فيها أن مستقبله سيرتبط للأبد بالقرية التي قضى فيها زهرة شبابه. بحيث ستتاح له فرصة القرب من أحد الزعماء السياسيين الذي فتح له الباب على مصراعيه ليحقق أحلامه. وقد ساعدته بديهته وذكاؤه السياسي وهوايته للفن الموسيقي في أن يحول مساره بشكل إيجابي. وحقق أمنته في النهاية.
ولد مجاهد
يرسم الراوي ملامح ولد مجاهد كشخصية كاريزمية قوية لها صيتها ونفوذها داخل الحزب كزعيم سياسي. مولع بفن العيطة، وقد ظل ممتنا لولد اشعيبة بما قدمه له ليلة الاحتفال بعيد ميلاد ابنته، وقد شنف أسماع الحضور وسحر ألبابهم جميعا. وهي اللحظة التي سيعترف له بها بالريادة الفنية. يقول الراوي” اسمع يا ولد علال، لقد أدركت الليلة وأنا المتيم بالفن الشعبي، أن ما سمعته من قبل لم يكن أبدا فنا شعبيا، فما كنت أسمعه كان مجرد شطحات وخزعبلات”[11] ” ولي الشرف بأن أوشحك الليلة بوسام الاستحقاق من درجة بطل مغوار في فن العيطة لا يشق له غبار.. فأنت من الليلة نديمي ورفيق دربي وصديقي”[12]
كان ولد مجاهد رجلا شغوفا بالمطالعة، برز ذلك من خلال ما قدمه من نصائح لولد علال”” أنصحك بقراءة كتاب الأمير للمفكر والفيلسوف الايطالي مكيافيلي.. و كتب الفيلسوف الألماني.. فريديريك نيتشه”[13]، وكذلك من خلال زيارته لولد علال خلال محنته ليزف له خبر نجاحه. كما ستطفو صورة هذه الشخصية خلال لحظة توزيع الحقائب الوزارية”في جلسة سرية بالوزارية بين الأعضاء وبضغط شديد من الزعيم ولد مجاهد.. الذي نزل بكل قواته وكلمته المطاعة حتى تكون لنديمه حقيبة وزارية تبقيه بقربه.. فأجمع الحاضرون أن تكون حقيبة الفن والثقافة من نصيبة”[14]
ولد اشعيبة
ولد شعيبة السائق المثقف، الحائز على الدكتوراه في علم الاجتماع، كان دوما الناصح الأمين لرب نعمته.. ومحط ثقته. أمر برز من خلال حواراته معه حول العديد من القضايا الحساسة التي كشف فيها عن كعبه العالي في النقاش، واستيعابه العميق للواقع الاجتماعي والسياسي. كما في فترة الاستعداد للانتخابات البرلمانية الثانية. تميز بالحكمة، والرصانة. وكان يسدي له النصح والتوجيه” كنت كتلك الذبابة التي خدعتها نبتة مفترسة بمادتها اللزجة، وأوهمتها برائحتها الفواحة على أنها عسل شهي، فوقعت في شراكها، وأطمرتها بين ثنايا بطونها”[15] ،جاء على لسان ولد اشعيبة” – أتريد يا سيدي أن تتحكم في هذه الحشود، تدجنهم وتمارس عليهم سلطتك وبلا هوادة؟”[16]
المصطفى ولد خناثة
كان من الأوائل الذين ولجوا المدرسة، وبعد أن اجتاز كل مراحل الابتدائي بنجاح وبدأ يستعد لمغادرة البلدة لمتابعة دراسته بالمدينة، جاءته الأوامر العليا الصادرة عن عمه المولودي ” عراب العائلة، بالعودة إلى المستوى الأول ليكون رفيق الطريق لابنه “عبد الخالق” الذي بلغ سن التمدرس”[17] . وقد كان الملك الحارس لولد علال. وتميز المصطفى بكاريزميته كزعيم، وكان يتعامل بشدة مع كل من يخرق قوانين الجماعة “كل من اعتدى يطرد من الجماعة. وفي هذا الصدد طرد “محمد ولد المقندش” من الجماعة وأصبح منبوذا مذموما مدحورا، يسير وحيدا في الطريق، ولا يسمح له باللعب مع الجماعة ولا حتى مجرد الاقتراب منها”[18]
الشخصيات الثانوية داخل الرواية
المعلم
رسمت ملامح المعلم داخل الرواية كرجل سادي مفرط في القسوة، بحيث يستحضر السار لحظات فظيعة يقول:” في حضرة” الفلاقة” يتحول القسم إلى مخفر شرطة، ومركز اعتقال، ويتحول المعلم إلى جلاد يمارس فيه سيادته على مشتبه فيه، قد يكون مارس حقه في الطفولة بكل براءة، أو على من يسعفه الجهد لأداء واجبه المنزلي”،[19] ويبرزه كشخص سادي ” يبدأ المعلم في حركاته التسخينية، ينزع ساعته من معصمه، يعلق معطفه على مسجب قرب مكتبه، يشمر على ساعديه والشرر يتطاير من عينيه لا رباك الضحية، وزرع رعب شديد في نفسيتها ودك أوصالها”[20]
الأب والأم:
برزت الأم كمنبع للحنان، والحب، في حين تم تقديم الأب بالمتفهم، والعاقل، والداعم النفسي، رجل يمتلك حجة الإقناع، ورمزا للتضحية. وكان حديث معه صريحا وواضحا” ” في المدرسة هناك ستدرس وتتعلم لتصبح وزيرا كما كنت دائما أتمنى سأفرح بك يا عزيزي، سأباهي بك نساء ” الدوار” وستحقق بك أغلى الأماني”[21] كما يكشف المتن الروائي عن أسماء بعض العائلات التي تقطن بالمنطقة” أيت خناثة، وأيت لمقندش، وأيت العبادية ولقرارعية”[22] و” أيت السي عبد القادر “[23] يقول الراوي:” سار به المصطفى ولد خناتة” نحو مجموعة من الأطفال الجالسين قرب سور المدرسة وقدمهم كل باسمه قائلا: هذا ” محمد ولد المقندش” وهذا ” عبد العزيز ولد بي”، وهذا ” محمد بن الرشقي”، وهذا المولودي ولد السباعي، “وهذا المولودي ولد حمادي آمحمد” ، أما هذا القصير فهو ” العربي ولد عبار”[24] ونلاحظ أن أغلب الأطفال الواردة أسماؤهم بالرواية ينسبون إلى الأب دون ذكر للاسم العائلي.
تجليات الأمكنة وتداعياتها ضمن أحداث الرواية
نشير إلى أن”الفضاء ليس تماما الفضاءات اللانهائية تلك التي يفضي صمتها لفرط ما يطول إلى إثارة شيء أشبه بالخوف ، ولا الفضاءات المروضة تقريبا الآن.. إنها الفضاءات التي تعودنا أن نصبر ها وشكلها لقضاء مآربنا التي لا تنتهي ..إنما هنا حين تتصارع بفعل الكتابة السردية تصبح فعلا مغايرا ، تصبح ضرورة محضة قسرية وغير اختيارية كما هو الحال في الحياة الخارج نصية ..التي اختارها الكاتب ..أو فرضت عليه نفسها”[25]. وقد دارت أحداث الرواية داخل أمكنة مفتوحة وأخرى مغلقة، وأغلبها يتواجد إما داخل القرية أم بمحيطها. ك” المقبرة المهجورة “[26] و”مساكن” لفرارعية،.”[27] وبستان ” الزيزون”[28] . كما تمت الإشارة إلى مكان ضمني جاء ذكره من خلال سياق الحديث “هكذا ظل ولد علال يرعى الأبقار،( المرعى) “[29] ” ألم يكن في بداية حياته راعيا للأبقار، يرتدي جلبابا مرقعا، بالكاد يستر ركبتيه اللتين تورمتا بفعل سقطاته المتكررة في ملحمة( طيكوك) أثناء مطارداته” الهوليودية” للأبقار الجامحة في عز الصيف”[30]و الشارع العام: “اقترب مني بائع الوهم.. وقبل أن ينطق رفعت يدي.. فاستوقفته”[31] .و الدوار:” زار كل دواوير البلدة، والبلدات المجاورة، يصرف بسخاء حاتمي ولا يبالي”[32] و الحي الراقي والفيلا بالعاصمة: ستنتقل إلى الحي الراقي بالعاصمة هناك. سيكون مقامك في فيلا راقية تليق بمقامك.”[33]
في حين تمت الإشارة إلى أماكن مغلقة من قبيل: المدرسة التي كانت عبارة عن مدرسة فرعية لمدرسة مركزية توجد بالمدينة ” “[34] والقسم الذي يتحول إلى مخفر للشرطة، والفيلا”[35] ، والوزارة”عندما قارن بين كاتبه الشقراء المفعمة بالشباب والجمال، والحياة، وبين زوجته. ” تبتسم في وجهه ابتسامة كالبدر في وجه الثريا، فتنسيه وجه زوجته الحالك”[36] الكوخ ” كان يسكن كوخا متداعيا.”[37] و يسكن بيتا فخما سقفه من حديد، ومزين بالقرميد”[38]و المصحة: وتسلمت من المصحة شهادة تثبت عجزه”[39] مقر المكتب السياسي للحزب” في جلسة سريرية لتوزيع الحقائب الوزارية بين الأعضاء” كما تمت الإشارة إلى مزارات مقدسة: موسم مولاي عبد الله احساين[40] وهو موسم يعقد بجهة دكالة عبدة ( مول الباب) من طرف الشرفاء الرجراجيين كما تم تحديد ضريح ” سيدي مول التوميات”[41]
الزمن في الرواية
في حين نلمس أن زمن الأحداث يمتد على مساحة قد تصل إلى أكثر من عقدين.. خلال بداية ثمانينيات القرن الماضي وهو زمن تميز بخصائص نفسية واجتماعية وتاريخية، وفق نظام اعتمد الاسترجاع، والتقطيع السردي، و وفق تسلسل تصاعدي وقد اعتمد ايقاعات مختلفة جمعت بين التمطيط، والحذف، وأحيانا التطابق( بين زمن السرد وزمن الرواية) وهو ما كشف عن دلالته النفسية والرمزية والدينية ، والسياسية.. والاجتماعية،
الكتابة وآليات الاشتغال داخل الرواية
تضمنت الرواية مجموعة من الأصوات المؤثرة في سيرورة الأحداث، بحيث نلاحظ أن الروائي نوع في ضمائر السرد، فنجد إلى جانب ضمير المتكلم، ضمير الغائب الذي وظف كضمير أساسي: “هكذا ظل ولد علال يرعى الأبقار، ويواظب على قراءة كل ما يقع بين يديه، ويترنم بالعزف على كمانه المصنوع من سطل الزيت” بموسيقى يعشقها”[42]مع استحضار العديد من الأصوات من بينها: صوت البطل ولد علال، وصوت ولد مجاهد، وصوت اشعيبة، إلى جانب أصوات ثانوية أخرى .
اعتمد السارد على نمط السرد المتقطع، حيث تتداخل فيه الأحداث، مما يجعلها لا تحتفظ بتدرجها وخطيتها. فالرواية بدأت بفلاش باك عن ولد علال الوزير لحظة انتهاء مدة تعيينه بالوزارة وهو يودع متدمرا ولد اشعيبة في الجزء المعنون ب” أصل الحكاية” و” دقت ساعة الحقيقة”[43]( من ص 9 إلى ص28)، بحيث تبرز على ملامح الوزير الحسرة والقلق والأسى.. فك ربطة عنقه المزركشة التي كتمت على أنفاسه، مشى متثاقلا بخطوات وئيدة رفع يده مودعا دون أن يلتفت لسائقه ولد شعيبة”[44] وهي الفترة التي كان يعيشفيها” … لحظات فاصلة، بين ماض أصاب فيه رغد الخصب، ولين العيش، وآت سيزيحه من على عرش نخوته، وتحيله على معاش الحقيقة المرة”[45]
مستويات السرد في الرواية
الكاتب الضمني تجسيدا لوعي الكاتب الواقعي من خلال الكتابة، وفي لحظة معينة.. حيث يتولى الكلام مباشرة قبل أن يتخفى خلف السارد الأول الذي يخلفه لينوب عنه في سرد حكايته.. تتحدد الصور الأولية للكاتب الضمني الذي يحاول خلق الالتباس ودفعه في نفس الوقت. كما يحاول إيصال الواقع بالخيال وفصلهما في آن”[46] و تعدد مواقع الراوي داخل الرواية فأحيانا يبرز كمشارك في صنع الأحداث كما في القرائن التالية، يقول السارد:” سيتابع الجميع حلقات مسلسلك الشبق، سأعرض مشاهد على شاشة كبيرة”[47]
” غدا سأكون عريس الوزارة، سألبس الجلباب” لبزيوي” والطربوش المغربي، والبلغة الفاسية، سأقابل سادة البلد ووجهاءها.. أنا الذي أمسك الذئب من ذيله وأشبع كل جوعان”[48] كما يحضر السارد كشاهد عيان:” في حضرة” الفلاقة” يتحول القسم إلى مخفر شرطة ومركز اعتقال، ويتحول المعلم إلى جلاد يمارس فيه سيادته على مشتبه فيه”[49] .في حين نلمس تدخله المباشر، للتعليق أو مناقشة الفكرة من زوايا مختلفة” و تتوضح صورة السارد الحاكي الخارجي كسارد يختلق الموضوعية ويكتفي بالتسمية الموجزة ليختفي خلف حاكيين داخليين. كما يفعل بذلك كسارد موضوعي، وكعامل لرؤية موضوعية حول العالم الذي يحكيه”[50] ويتدخل السارد لإبداء مواقفه وأحكامه الخاصة واسقاطاته. خلال الأطروحة التي ساير فيها ولد علال، اشعيبة من خلال ممارسته السلطة وليس إنتاج المعرفة.. عبر فعل الاستيلاب واختيار المكان والزمان المناسبين. وهكذا تم تحديد ضريح “سيدي مول التوميات” مسرحا تدار فيه أكبر ملحمة سياسية هزلية عبثية يقوم فيها الرعاع بدور الأبطال”[51] بحيث ستتم مناقشة سياسة القطيع داخل المجتمعات العربية، وهو ما يدفع بالمفهوم للامتداد على رقعة جغرافية فسيحة. ففي السرد كثيرا ما نرى الراوي يتوقف عن الوصف أو الحوار- وكأنه يخرج من الرواية- ليدلي بآراء وتأملات شخصية يلقيا إلى القارئ في غفلة عن الشخصيات وأحداث الرواية… إنه حديث مباشر للقارئ لا علاقة له بتطور الشخصيات أو أحداث الرواية التي تبدو في غنى كامل عنه. إنما يؤسس لحركة أساسية في الرواية هي إقحام الراوي نفسه فيها ليحورها من الداخل.”[52] كما يتدخل ليناقش عواقب العقاب البدني، ويبرز عواقبه النفسية والجسدية على المتعلم، من خلال استحضار نتائج وخلاصات العديد من النظريات التربوية. يقول الراوي” رعب قد تكون عواقبه وخيمة على مسار الطفل النفسية والدراسية.. يؤذي إلى الضعف واضطراب في الانتباه والتركيز، وتعثر في الأداء.. يشعر بضعف داخلي..”[53] كما سيبرز تدخل الراوي أثناء سرد قصة ولد علال توظيفا مكشوفا لتقنية الميتاسرد” سيتابع الجميع حلقات مسلسلك الشبق، سأعرض مشاهد على شاشة كبيرة”[54] .
وتنفتح على المتناص التاريخي، من خلال تشبيه ولد علال لمحنة بمحنة الاسكندر المقدوني في إحالة على تناص باذخ،” فأنا أشبه بذلك القائد الذي هزمت جيوشه فانعزل في مكان “مهموما “يفكر في حاله. فلاحظ نملة تحاول الصعود بحبة قمح.. وبعد محاولات متعددة استطاعت تجاوز العقبة”[55] وقد استخلص منه درسا كبيرا يقول الراوي:” ثم نهض نهضة الليث ممتلئا همة فجمع جيشه وحشدهم بالحمية، وكر على أعدائه كرة هزمتهم شر هزيمة”[56] . في حين يشببه الراوي بنيرون” أحرق ولد علال كوخه كما أحرق ” نيرون” روما، نيرون أحرقها لتوحي له بقصيدة شعرية وليعيد بناءها من جديد ..لكن نيرون مات ولم تمت روما”[57] . كما تنفتح الرواية على المحكي الأسطوري حيث يشبهه الراوي بطائر الفنيق” ولد علال ..كطائر الفنيق الأسطوري الخالد… الذي يحثه على النهوض، ويدفع به إلى الأمام وإلى مواجهة المستحيل”[58]، وكما جاء على لسان ولد مجاهد” وكأني بك يا ولد علال( أورفيه) الشخصية الميتولوجية اليونانية، الشاعر والموسيقي الساحر الذي سحر الجميع بروعة موسيقاه وغنائه، وحتى أن الحيوانات المتوحشة الضارية كانت تسكن لسحر غنائه”[59]
ويتم استحضار الحكايات الشعبية، كحكاية الجدة والغول، وماما غولة، وعائشة القنديشة، وعائشة مولات المرجة. والساحرة الشمطاء”[60] و عشتار ملكة الحب القديمة”[61] كما يتم تضمين قصص داخل المتن الحكائي الواحدة تلو الأخرى على شكل حوار بين الإبن وجدته،. كما تم توظف الرواية الأمثال الشعبية من خلال تضمين العديد من الأمثال المغربية المستقاة من التراث المحلي للمنطقة من قبيل:
” ما يضر السحاب نبح لكلاب”[62] و” الأرض الخلاء تتسهل أولادك وتوعر كلابك”[63] و” عندما تسقط البقرة يكثر سالخوها”[64]و”تبيعون القرد، وتضحكون على من اشتراه”[65]. كما ضمنت مقاطع شعرية في (ص 11 و12) من رائعة اسمهان” اسقنيها أنت بأبي وأمي/ لا لتجلو الهم عني، أنت همي”. و مقاطع من أشعار العيطة( ولد خربوشة)
“ما يدوم حال أيا قايدي
فين أيامك يا ولد علال
وفين الشان والمرشان
تعديتي وخسرتي لخواطر
وظنيتي لقيادة على الدوام” [66]
إلى جانب استحضار التراث الموسيقي الغنائي لرائعة العلوة، يقول الراوي:
” وبعد أن سوى أوتاره، عزف رائعة شيخ العلوة ولد قدور” والله ما نخمم، ولا نرد لقلبي، خلي العلوة تتكلم، دابا افرج ربي”[67] ، ويتم استحضار أسماء شيوخ هذا الفن مبارك لخريبكي، وولد قدور[68]” إلى جانب فنانين معاصرين من قبيل” هيفاء وهبي، وفارس كرم، ونانسي عجرم[69] ، ومن مبدعات الطرب الأصيل مثل الراحلة إسمهان”. يقول الراوي”” مرة لعبت كأس الراح برأسه، فقام وغنى رائعة اسمهان” اسقيها بأبي أنت وأمي”[70] وتوظيف التناص المسرحي من خلال إقامة المقارنة بين تجار الدين وتجار الانتخابات” وكما أبدع مولييلا في مسرحية ” تارتوف” في رسم شخصية رجل الدين الانتهازي” ويطوع الدين لأهدافه الدنيئة”[71]
الكشف عن البعد النفسي
تم الكشف عن الأبعاد النفسية من خلال اللجوء إلى التداعي الحر، الذي من خلاله انبعث الصوت الداخلي المسكون بالرجاء، والصدق والتمني، عبر توظيف تقنية المونولوغ لتمرير خطاب الذات الحريجة، من قبيل:” لقد ألبسني المنصب أسمالا من قطمير بدل أثواب الحرير..، .. نفذ زيت قنديلي واكتسحتني جحافل ظلمة ليلي.. أكابد خوفي وأبتسم في وجه المجهول ابتسامة زهرة ذابلة في وجه شعاع شمس خريف حزين” [72]، في حين يتلبس الخطاب بنبرة الحيرة والغبن مفعمة بأسئلة حارقة” ما عدت أدرك صفاء الجداول بين الخلجان.. أسير كأسير نحو متاهات أسر الزمان في نفق غاب فيه شعاع الأمل”[73]، ” أتعتقد أنه باستوزاري فقد هويتي وإنسانيتي اتجاه كل مقهور ومغبون ونحو هذا الوطن؟”[74] . فإن صحوة قاسية تنتابني أحيانا، تعيدني إلى واقعي فأركن إلى واقعي فاركن إلى وضعي الطبيعي . وأجدني واحدا من هؤلاء الرعاع”[75]. كما نتلمس خيوط هذا الخطاب على لسان الروي” ولد علال ما زال متشبثا بخيط أمل قد يلوح في أفق حياته في أية لحظة.. وجد نفسه وحيدا.. لكنه ظل شامخا”[76] و” كلما كان في لحظة ضيقه .. يلتجئ إلى ” كمنجته” لينثر على أوتارها أحاسيسه المنكسرة”[77]
كما تنفتح الرواية على أشكال تعبيرية مختلفة أخرى لتنويع خطابها وإغناء مضامينها، من قبيل الإرتكاز على توظيف المحكي الحلمي بحيث أن “الشخصيات في الرواية تحكي أحلامها وتجعل من الشخصيات الأخرى متلقيا لتلك الأحلام. ولطبيعة تلك الأحلام شكل اختراق الزمان والمكان، وتحقيق ما لا يمكن أن يتحقق في الواقع كما تسوقه الرواية أحداثا وفضاءات ذات طبيعة حلمية حتى وإن كانت لا تحدث في منام[78]“يقول السارد:” ثم دخل في غفوة أوقفته فيها ذاكرته على عتبة التأمل”[79] . ولعل الصوت الداخلي يعلو بقوة مرة معاتبا وأخرى ناصحا، أو مذكرا، أو منبها. ويتجلى ذلك من خلال توظيف مجموعة من أفعال الأمر” أقف، وأمض، أو التنبيه.. كفاك..”[80] كما تقدم له خلاصات واقعية تشخص وضعيته: ” ما أنت إلا جندي دافع عن وطنه في شبابه، حرث الأرض، وجاد بغلالها في كهولته لكنهم تناسوه وتنكروا له في مشيبه”[81] ، وكذلك:” أنسيت من تكون؟”[82]
وسيبرز الحلم كمحكي عنه من طرف الروي من خلال استعراضه لما يدور في خلد بطله يقول:” كبر الحلم في رأسه واختمر، وصدق أنه حج واعتمر، فأمر سائقه بأن يقود به فورا إلى منزله ليستريح، استعدادا لليوم الموعود”[83]
وإلى جانب الحلم تبرز أحلام اليقظة، التي جسدت الرغبات الأكثر إلحاحا للبطل، يقول الراوي:” في قمة نشوته وزهوه، ارتشف رشفة تردد صداها في أرجاء البيت. غارقا في بحر الأوهام.. غدا سأكون عريس الوزارة، سألبس الجلباب” لبزيوي” والطربوش المغربي، والبلغة الفاسية، سأقابل سادة البلد ووجهاءها.. أنا الذي أمسك الذئب من ذيله وأشبع كل جوعان”[84]، وكذلك الحديث عن الكابوس،[85] كما عملت بعض المقاطع من الرواية على تقديم الفرق بين الحلم والرؤيا، [86]
السخرية في الخطاب الانتخابي
تقدم فصول الرواية بعض المشاهد والمواقف الساخرة، بأسلوب مثير جدا، للتعبير عن مختلف التناقضات التي تشوب أفكار الأفراد، أو تصرفاتهم الغريبة. يقول الراوي ” لم تتخلف نسوة البلدة عن الحل.. ارتدت كل واحدة أجمل ما لديها، وتزينت بما توفر وتطيبت، تحولت فيهن النائحة إلى مادحة”[87] ، كما يصف جشع الأفراد ونهمهم، وبالتالي تخليهم عن مواقفهم أثناء الانتخابات ببيع ذممهم مقابل وجبات غذائية “تداعوا بلهفة على الموائد المحشوة لحما وشحما، والمزينة بأطباق الفواكه المختلفة… أكلوا حتى شبعوا، وحملوا معهم ما استطاعوا من البقايا في أكياس بلاستيكية سوداء”[88]سخرية واخزة ستبلغ ذروة عالية في مقاطع أخرى يقول الراوي:” كبير القوم.. طلب من الجميع رفع أكف الضراعة للعلي القدير، للدعاء بالتوفيق والسداد للسياسي الملهم ولد علال”[89]. فالسخرية لا تتوقف عند الوصف بل تتجاوزه نحو إقامة مقارنة بليغة، يقول الراوي” في هذا المشهد الشبيه بالقداس الديني المؤثر كان ” ولد علال” عريس اللمة يتأمل المشهد في خبث ومكر شديد، رافعا صوته هو الآخر: آمين”[90]
فالوصف “لا يوقف السرد ولكنه يساهم في ملء بعض الثغرات الموجودة في زمن الحكاية . ولكن بشكل موجز تتقلص بفضله المسافة بين زمن الحكاية وزمن الخطاب دون أن يتحقق التساوي بينهما أو أن يصبح زمن الحكاية أقل سرعة من زمن الخطاب ونفس الشيء يمكن قوله بخصوص الحوار الذي يشكل ما يسمى بالمشهد “[91]
وتبلغ السخرية ذروتها وهي تنتقل في تعريتها لصور الخداع والزيف لتبرز حقائق النوايا “اعلموا يرحمكم الله، أنني ما عدت إلا لتنفيذ وعودي، وتحقيق ما تفتقت به عبقريتي لأجل تحقيق مجدكم. امنحوني أصواتكم مرة أخرى، وسأجلب لكم برج إيفل، وساعة بيغ بين، والحدائق المعلقة، وثمال الحرية[92]” .و سيلاحظ القارئ، أن ولد علال قد نسي نفسه هو الأخر كمرشح، وصار يكيل لمرشح آخر أنذل النعوت، والتهم، واعتبر الانتخابات أحد أسباب فساد المجتمع والانسان، وتبذيرا لثروة وتبديدا للمال العام، والتفقير”. فالسخرية ستتخذ داخل المتن الروائي أكثر من مستوى بحيث تنتقل من المقارنة والتشبيه والوصف، إلى رشق لغوي يلعلع فيه بديع اللغة، وجلالها يقول الراوي” فيسندكم سند أسوار الشعفاء، سنشعل عيشهم غلاء، سيقهر فيهم كل مسكين.. وسيجهز على مكتسبات كل خانع مستكين.. أنا هنا .. لإعادة صياغة جديدة لحياتكم” [93]
سيكولوجية الزعيم
لقد أثارت الرواية إشكال “التماهي بالمتسلط” وكشفت عن سيكولوجية الزعيم، وقدرته على المناورة والاقناع بشتى الوسائل، عبر فتحه لحوار غير متكافئ، بين الزعيم وسائقه. وهو الحوار الذي تم من خلاله التعرية عن واقع الزيف الانتخابي والخداع.[94] ” فالقائد الزعيم إذا استخدم الصور الموحية، والشعارات البهيجة، بدلا من الأفكار المنطقية والواقعية، سيمتلك روح الجماهير ويسيطر عليها”[95]. لنستنتج أن الكتابة ” تخلق …دائما مساحات للمعرفة والتواصل من أجل الفهم، لأن كل كتابة في جوهرها بحث بطريقة ما للتعبير والكشف عن شيء أو اشياء متصلة بما هو ذاتي أو اجتماعي أو تاريخي”[96]
محاكمة الفكر الغيبي
تمت محاكمة الفكر الغيبي عبر أوالياته، كما في قصص الكنز المسحور، وما يحاك حوله من خرافات وتمثلات، وتصورات، وما ينجم عن ذلك من تجليات للصراع الاجتماعي من خلال ما أفرزته الحملة الانتخابية” ” اقترب مني بائع الوهم.. وقبل أن ينطق رفعت يدي.. فاستوقفته ..وقلت له بغلظة وجفاء: أرحلوا ما عساكم قوله أيها المراؤون المخادعون. أليس في وجوهكم قطرة دم، أو حياء.. فأنتم تبيعون القرد، وتضحكون على من اشتراه”[97]
ويستخف البطل ولد علال، من الخرافات والشعوذة ،والتمائم، ويعتبر ذلك جهلا مطبقا في أسمى تجلياته. وهي حالة نفسية يغيب فيها الوعي ويتعطل فيها التفكير، ردا على مقترح ولد اشعيبة بأن يخصص ” ليلة واحدة للفقهاء والفقراء وبعض رجال الدين، قصد تحفيزك بأدعية تدرأ عنك حسد أعدائك السياسيين[98]” ونلاحظ أن الراوي يطرح تفسيرا سوسيولوجيا لاشكال الأضرحة مشيرا إلى “أن أغلبها لم يشيد فوق قبري ولي، أو صالح، وإنما لضرورة التمويه، وحفاظا عن الممتلكات النفيسة من الضياع. كما هو الأمر في قصة ” سيدي مول التوميات” [99]
كما تفضح فصول الرواية زيف الانتماء السياسي، والاقتفاء الحرفي لأثر الأسلاف ” هذا ما وجدنا عليه قادتنا، وزعماءنا الأولين، ونحن على آثارهم لمقتدون، أو لو كان زعماؤهم وقادتهم انتهازيون أصوليون؟ فترى الشيوعي اليساري فيها يمارس الليبرالية بحذافيرها، وترى الاقطاعي المستبد فيها يدعو إلى انشاء ( السوفخوزات والكولخوزات) ويدعو إلى نبذ عهد العبيد وقطع دابر زمن الأقنان. أما المرتدي عباءة الدين فيها، فذاك في اعتقادي انتهازي”[100]
إشكالية الوعي عند الرعاع
تمت مناقشة قضية الوعي الاجتماعي، من عدة زوايا، سواء أخلاقيا، أو دينيا، أو فكريا، أو أيديولوجيا. ولعل الهدف منه ليس محاكمة الوعي الاجتماعي لدى العامة، وإنما النخب السياسية التي لم تعد قادرة على توجيه مسارتها، وتحريك دفتها في الاتجاهات المرغوبة والمطلوبة. يقول الراوي” ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعي، وإنما وجودهم الإجتماعي هو الذي يحدد وعيهم”[101]، وقد تم التعبير عن هذا الأمر من خلال بناء مجموعة من الثنائيات الضدية: الخاصة/ العامة، النخبة/ الشعب، البرجوازية / الكادحون، الأقلية الحاكمة/ الأغلبية المحكومة.”[102]
إن الصورة التي يظهر بها ولد علال من خلال الرواية، تبرزه كمثقف عضوي، فحواراته دقيقة وعميقة ويستطيع مجاراة سائقه اشعيبة الذي كشف عن كعبه العالي هو الآخر، وعن معرفة موسوعية” وللدلالة على هذا الطرح نرد القرينة التالية:
” – ولد شعيبة: هل أنت معنا أم مع الآخرين؟
-
ولد علال: بالطبع أنا معكم
-
ولد اشعيبة: اعلم يا صديقي فنحن هم الآخرون
-
ولد علال: والآخرون هم الجحيم يا صديقي”[103]
إن الواقعية المطلوبة في الفن الروائي، ليست تلك التي تشعرنا بالأمان فعندما تطل علينا اللحظة السعيدة من خلال عدد من الروايات المغربية( ..) نشعر بان الزمن قد تحجر في نقطة مطلقة، عندئد ينتفي الاحساس بالواقع لأن خصائص الواقع الانساني أنه دائم التغيير “[104]
ويطرح الكاتب إشكال العقاب البدني ويتحدث عن سادية المعلم، الذي يصور سلوكه، وحركاته بشكل دقيق: ” يبدأ المعلم في حركاته التسخينية، ينزع ساعته من معصمه، يعلق معطفه على مشجب قرب مكتبه، يشمر على ساعديه والشرر يتطاير من عينيه لا رباك الضحية، وزرع رعب شديد في نفسيتها ودك أوصالها” [105] كما يناقش نتائجه ” وقد يعاني من تبعات هذه “الفلاقة” عدة أيام تبعات قد تؤدي إلى خلل اجتماعي وعطل نفسي، ينعدم معه الشعور بالأمان العاطفي الذي يعتبر من الحاجيات الاساسية للطفل، وبالتالي تنعدم لديه الثقة في النفس”[106]
تحليل البعد الاجتماعي
تكشف الرواية عن جانب من حياة المجتمع المغربي بالبادية خلال فترة نهاية القرن العشرين، وكفاحه من أجل لقمة عيش كريم، بالوسائل المتاحة حينها، مع ما رافق ذلك من غياب شبكة للطرق المعبدة تفك الحصار عن القرى، والمداشر، ومن ضعف التجهيزات، والامكانيات لدى فئة الفلاحين البسطاء. وهو النموذج الذي مثله والد البطل. كذلك بعد المدرسة الفرعية وتمركزها في مناطق معزولة بعيد عن سكان العديد القرى والدواوير، ولعل إقبال السكان على تعليم أبنائهم، راجع لما ترسخ لديهم بكون التعليم وسيلة للحصول على وظيفة قارة كما جاء على لسان والد البطل” مبروك يا بني، لقد تم تسجيلك. فأنت الآن تلميذ تنتمي إلى هذه المؤسسة التي منها ستكون انطلاقتك الموفقة بإذن الله نحو الوظيفة”[107]. ولعل هذا أبرز النمادج واقعية داخل الرواية مثلها شخص ولد امجاهد باعتباره سياسيا محنكا، ومثقفا كذلك من خلال ما قدمه من توجيهات ونصائح لود علال عندما قال له:” أنصحك بقراءة كتاب الأمير للمفكر والفيلسوف الايطالي مكيافيلي فهو يعتبر حقا دستورا في السياسة,, كتب الفيلسوف الألماني.. فريديريك نيتشه”[108]
” إن الكاتب الروائي يتنبأ في ضوء الممكن والمحتمل كما يتنبأ أي عالم أو باحث مع عامل النسبية طبعا. وصدق التنبؤ، والتوقع في الواقعية الروائية، نتيجة مباشرة لصدق التحليل، والقدرة على التركيب. فالعمل القصصي، والروائي بصفة خاصة، باتجاهه الواقعي، مجال أصيل من مجالات التحليل الاجتماعي، والنفسي، ومجال التركيب تبعا لذلك، وهذا بدوره يضاف إلى كل ما سبق ليزيد من تعميق خصوصيات الواقعية الروائية”[109]
ولد علال يحاكم المثقف
وقد تم هذا الأمر ،من خلال اعتماد تقنية الحوار، التي يختزل مساحات كبيرة من السرد والوصف، وبالتالي يساعد على بناء الموقف، وإبراز الموقف المضاد. وإصدار أحكام كذلك يقول الراوي” مثقفينا ليست لهم رؤية واضحة لما تريده شعوبهم، ولا يستطيعون صياغة منهج للبناء ولا يعرفون وجهتهم الصحيحة. ويبقى فهمهم للمشكلة حزئيا وعقيما” [110]
فالكتابة ” تخلق… دائما مساحات للمعرفة والتواصل من أجل الفهم، لأن كل كتابة في جوهرها بحث بطريقة ما للتعبير، والكشف عن شيء، أو اشياء متصلة بما هو ذاتي، أو اجتماعي، أو تاريخي”[111] ويمكن استنتاج هذا الأمر من خلال الحوار الذي دار يبن ولد شعيبة وولد علال، والذي من خلاله تمت محاكمة المثقف: الذي انبطح وانسحب وتنصل من دوره الريادي في تغيير المجتمع[112] ،كما يطرح بدائل عودتها للواجهة من خلال إعداد أجيال واعية، واسقاط نظرية القمع، وذلك عبر اعتماد ” نظام تربوي تعليمي قائم على مبدأ التنوير لا على فعل التدجين”[113]، إضافة إلى طرح الرواية لإشكال الاصلاح التربوي، والدفاع عن اللغة العربية ضد الفرنكفونية، وإصلاح أعطاب المتحكمين في السلطة”[114]
إلى جانب محاكمة المثقف تمت محاكمة العامة كذلك، من خلال إبراز علاقة التبعية العمياء بين الشيخ والمريد، يقول الراوي:” إن الحالة المرضية التي وصل إليها بعض الأتباع، تدعو إلى القلق والحيرة في نفس الوقت. لقد بلغ بهم التماهي حدا أصبح فيه مجرد التفكير بالخروج عن الزعيم كفرا، ومروقا عن العقيدة”[115] ، وقارنهم ببعض الطواغيت القدامي” هتلر” كما يستشهد بروح القرآن الكريم ودوره في تحرير الفرد واستخدام العقل ” من سياسة القطيع” . كما تمت مناقشة سياسة القطيع داخل المجتمعات العربية وهو ما يدفع بالمفهوم للامتداد على رقعة جغرافية فسيحة. وأبرز خلاله العديد من القضايا الحساسة من قبيل: سياسة القطيع ، و ظاهرة العبيد الجد، و الدجل السياسي[116]” والدهاء السياسي[117]
في ختام هذه الورقة نشير أن رواية ” تخاريف على أوتار الكمان ” للروائي المغربي محمد نخال تمكنت من رصد واقع الحياة بالقرية المغربية، والكشف عن تطلعات فئة من المهمشين، وعن آلامهم وأحلامهم وانتقدت العنف، والمقت والفكر الخرافي، والفكر الغيبي، والاستغلال الفج للدين في السياسة، كما طرحت للنقاش إشكال العقاب البدني، وتداعيات آثاره النفسية والجسدية في المجال التربوي،.. عبر تضمين سلس للتراث الشفاهي المغربي، و لمقتطفات من فن العيطة، مع تضمين الأمثال الشعبية. ولم تستثن من محاكمتها وانتقادها الساخر للتفكير العامي، وكذلك للمثقفين، والدهاة من السياسيين. وفي المقابل حاولت الإنتصار للقيم الإنسانية النبيلة. وقد ” برزت مستويات عديدة في سرد الأحداث كما تعددت أزمنة الحكي عن طريق ممارسة تقنيات التقطيع، والاسترجاع، والمسرحة، والمناصة، واستدعاء الزمن التاريخي في علاقة الزمن بالروائي : الشيء الذي أتاح للروائي تأطير عمله بين الواقعي والعجائبي ، واعتماد معمار جمالي يرصد اشكالات المجتمع العربي وقضاياه في نطاق كتابة روائية تقوم على تمريرات فنية جزئية “[118]
باكورة رواية تشكل إضافة للمنجز الروائي بالجهة، وبالمغرب، نظرا لما تكتنزه فصولها من معطيات تحتفل بالمحلي وهو ما يجعلها جديرة بالدراسة والمتابعة والنقاش من طرف الباحثين والدارسين على السواء.
[1] محمد برادة الرواية العربية ورهان التجديد ص 51 مجلة دبي الثقافية مايو 2011
[2] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص 111 مطبعة ياسمين ط1 /2019
[3] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص106
[4] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص215
[5] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص171
[6] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص199
[7] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص204
[8] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص215
[9] حميد لحميداني فولفانغ ايرز ” التخيلي والخيالي من منظور الأنطروبولوجية الأدبية ص 9 ترجمة د حميد لحميداني و د الجيلالي الكدية مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ط1 1998
[10] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص18
[11] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص103
[12] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص104
[13] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص106
[14] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص193
[15] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص26
[16] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص115
[17] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص94
[18] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص94
[19] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص 75
[20] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص75
[21] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص41
[22] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص46
[23] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص47
[24] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص59
[25] ابراهيم الحجري ” الفضاء القصصي من الاثنوغرافي إلى المتخيل ” نموذج ” زقاق الموتى لعبد العزيز الراشدي ص 111 مجلة أفاق اتحاد كتاب المغرب فبراير 2012
[26] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص83
[27] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص88
[28] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص91
[29] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص 99/100
[30] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص137
[31] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص204
[32] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص149
[33] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص150
[34] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص 53
[35] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص105
[36] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص20
[37] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص136
[38] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص137
[39] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص160
[40] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص11
[41] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص118
[42] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص99/100
[43] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص25
[44] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص9
[45] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص24
[46] عبداللطيف محفوظ صيغ التمظهر الروائي ص 51 منشورات المختبر 2011 كلية الأداب بنمسيك الداررالبيضاء
[47]محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص28
[48] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص156
[49] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص75
[50]عبداللطيف محفوظ صيغ التمظهر الروائي ص 54 منشورات المختبر 2011 كلية الأداب بنمسيك الداررالبيضاء
[51] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص113
[52] بطرس حلاق مقال” نشأة الرواية العربية بين النقد والإيديولوجيا ص9 مجلة الآداب السنة الثامنة والعشرون عدد2/3 سنة 1980
[53] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص75
[54] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص28
[55] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص164
[56] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص165
[57] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص175
[58] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص166
[59] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص103
[60] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص84
[61] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص84
[62] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص22
[63] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص40
[64] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص75
[65] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص204
[66] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص19
[67] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص165
[68] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص139
[69] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص139
[70] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص11
[71][71] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص209
[72] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص199
[73] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص99
[74] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص204
[75] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص204
[76] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص169
[77] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص169
[78] محمد عز الدين التازي المرايا المهشمة بحث في تنويعات الشكل الروائي ص 104/105 منشورات اتحاد المغرب2014
[79] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص86
[80] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص27
[81] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص27
[82] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص28
[83] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص150
[84] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص156
[85] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص153
[86] من خلال إدراج مقتبس عن موقع الكاتب محمد منصور.
[87] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص118
[88] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص119
[89] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص119
[90] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص120
[91] عبد اللطيف محفوظ ” صيغ التمظهر الروائي بحث في دلالة الأشكال ص 118 منشورات المختبرات 2011 الدار البيضاء
[92] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص121
[93] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص206
[94] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص122
[95] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص124
[96] شعيب حليفي ثقافة النص الروائي الصفحة الرابعة من الغلاف ص 154 شركة النشر والتوزيع المدارس الطبعة الأولى 2016
[97] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص204
[98] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص154
[99] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص 123
[100] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص125
[101] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص126
[102] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص128
[103] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص128
[104] حميد لحميداني في التنظير والممارسة دراسات في الرواية المغربية ص 30منشورات عيون ط1 الدار البيضاء 1986
[105] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص75
[106] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص76
[107] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص53
[108] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص106
[109] مبارك ربيع الواقع والواقعية الروائية ص 31/32 مجلة الآداب السنة الثامنة والعشرون عدد2/3 سنة 1980
[110] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص211
[111] شعيب حليفي ثقافة النص الروائي الصفحة الرابعة من الغلاف ص 154 شركة النشر والتوزيع المدارس الطبعة الأولى 2016
[112] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص212
[113] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص212
[114] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص213
[115] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص207
[116] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص210
[117] محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، ص17
[118] د حسن المنيعي قراءة في الرواية ص 77 ط 1 1996 سندي للطباعة والنشر والتوزيع مكناس
المـــــراجـــــع
محمد نخال تخاريف على أوتار الكمان ، رواية، مطبعة ياسمين ط1 /2019
محمد برادة الرواية العربية ورهان التجديد مجلة دبي الثقافية مايو 2011
حميد لحمداني فولفانغ ايرز ” التخيلي والخيالي من منظور الأنطروبولوجية الأدبية ترجمة د حميد لحمداني و د الجيلالي الكدية مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ط1 1998
ابراهيم الحجري ” الفضاء القصصي من الاثنوغرافي إلى المتخيل ” نموذج ” زقاق الموتى لعبد العزيز الراشدي مجلة أفاق اتحاد كتاب المغرب فبراير 2012
عبداللطيف محفوظ صيغ التمظهر الروائي منشورات المختبر 2011 كلية الأداب بنمسيك الدار البيضاء
بطرس حلاق مقال” نشأة الرواية العربية بين النقد والإيديولوجيا مجلة الآداب السنة الثامنة والعشرون عدد2/3 سنة 1980
محمد عز الدين التازي المرايا المهشمة بحث في تنويعات الشكل الروائي منشورات اتحاد المغرب2014
شعيب حليفي ثقافة النص الروائي الصفحة الرابعة من الغلاف ، شركة النشر والتوزيع المدارس الطبعة الأولى 2016
حميد لحميداني في التنظير والممارسة دراسات في الرواية المغربية ، منشورات مبارك ربيع الواقع والواقعية الروائية مجلة الآداب السنة الثامنة والعشرون عدد2/3 سنة 1980 عيون ط1 الدار البيضاء 1986
شعيب حليفي ثقافة النص الروائي الصفحة الرابعة من الغلاف، شركة النشر والتوزيع المدارس الطبعة الأولى 2016
د حسن المنيعي قراءة في الرواية الطبعة الأولى سنة 1996 سندي للطباعة والنشر والتوزيع مكناس
دراسة الناقد حميد ركاطة، أعطت هنا للإبداع النثري فسحة الإلمام بالتوثيق الاجتماعي والتاريخي وللنقد الساخر، في الثقافة المغربية والعربية..