أرشيف الوسم : قاسم سعودي

الأرض ومن شدة حزنها على الأولاد الذين لا يلعبون قرب جدار المدرسة تحولت إلى كرة قدم صغيرة صاروا يضربونها بأقدامهم الحافية في كل مكان طارت الأرض وسقطت من الفرح هكذا استيقظ الطغاة سريعا وابتكروا الحروب ..

أبي لا يتكلم مع أحد كل صباح يحمل بعضه عند الخروج من القبر يتجول في الأسواق يشرب بعض الشاي والتبغ والضحكات يتوقف قليلا تحت نصب الحرية وكثيرا قرب مدرستي وعند حلول الليل يعود إلى صورته المعلقة في غرفة الضيوف فلا قبر لديه لقد تركوه هناك وحيدا في نهر جاسم ..

وأنا طفل رأيت عاملا في البلدية يزرع بذرة صغيرة في الأربعة شوارع في منطقة اليرموك ببغداد مرت عليها ثلاث حروب طويلة والكثير من العشاق والأمهات والحقائب قبل أيام عدت إليها وجدتها عالية جدا صار قلبي عاليا أيضا كنت قد نسيته هناك يشاهد من وراء السور غرفتكِ الصغيرة تفترشين يدكِ اليسرى ...

أخسر دائما مثل تابوت في نزهة أو شاعرة تبكي في حانة أمد ذراعي إلى الطرف البعيد من البلاد أوقظ طفلا تأخر عن المدرسة أو عن العمل أسابق رأسي في الوصول إلى السكين سكين المطبخ حتما أقطع الخضروات وأفعل ما تصنعه أمي كانت تضع قطعة باذنجان واحدة في المقلاة فنشبع كلنا ...

في النهاية سأترككِ في المقهى مثل جندي رمى بندقيته في اليوم الأخير من الحرب في النهاية لم يجدوا شيئا مني سوى أثر أصابعكِ على يدي ونحن نعبر ساحة الميدان إلى مقهى أم كلثوم في النهاية سيجمعنا معطف وحيد يا حبيبتي مثل قطارين يمشيان على سكة واحدة نصطدم ببعضنا فتخرج الألعاب ...

وأنا صغير لم يكن في منزلنا سوى غرفة واحدة غرفة واحدة نستحم فيها ونطبخ وننام مرة ذهبت إلى بيت صديقي وجدت فيه أربع غرف هائلة ومطبخا كبيرا وعندما أخبرت أبي بذلك قال لي : وكيف سأعثر عليكم لو كان منزلنا كبيرا كنا عائلة من العميان ..

حاوره عبد الواحد مفتاح     يعتبر الشاعر العراقي قاسم سعوي، من شعراء الحساسية الجديدة في القصيدة العراقية المعاصرة، هذا الشاعر الذي ضمن لنفسه ومتنه، مند وقت مبكر إقامة خاصة في تصنيف التميز، فبتمسكه الشديد بالالتحاف بفضيلة الاختلاف، وتنويع الجماليات داخل عمود قصيدته، يكون حقق ما به استحق هذا الانتباه ...

قاسم سعودي (العراق):   اللعنة على الشعر جائع أنا