حوار أجراه: كاظم خنجر
أن تطرح نموذجك الثقافي ضمن وسط صارم وواسع كالوسط الثقافي الفرنسي فهذا تحدي كبير قبله (إبراهيم متيبا) الذي عمل على تقديم روايتين بالفرنسية وسيرة مكانية مشتركة، إذ عبر هذا استطاع أن يجذب الأنتباه. عالج متيبا في روايته الأخيرة (أمي وأنا) الصادرة 2015 عدة مفاهيم منها: نقد الأصول الثقافية.الاختلاف كمعيار لتحديد الهويات. الأبتعاد عن المبالغة في البناء والتكوين .السيرة الذاتية كمنهج عمل… كان حوارنا معه.
-
من هو إبراهيم متيبا ؟
ولدت في الجزائر. أعيش في فرنسا منذ 15 سنة. عمري 38 سنة. بداية مشواري في التفكير جاء في سن صغير، ومنذ اكتشاف ميلي للذكور. بدأ تسائلي: لماذا لست مثل الآخرين ؟ أكيد رأي الإسلام في اللواط لا تساعد طفل صغير (أو طفلة صغيرة) للإحساس بأنهم بشر. ناهيك عن ذلك المعاناة النفسية في سن المراهقة (قلت أن في البداية تفكير. هذا خطأ : هل يستطيع طفل صغير التفكير ؟ خصوصا في سياق فقر ثقافي كما هو الوضع في العائلات المتواضعة – في الجزائر كلها ؟ أو العالم العربي كله ؟ – فبداية المشوار ليس تفكير بل معاناة). ثم جئت إلى فرنسا وتعرفت على لغة و تفكير وأسلوب حياة مختلفين : ما أساس الإختلاف ؟ لماذا يسمح في مكان معين و لا يسمح في مكان آخر؟ وكيف كل هذه الإختلافات (جنسية، لغوية، فكرية، دينية…) تستطيع أن تندمج وتعيش مع بعضها (لأن حرية التعبير والتفكير والحياة في فرنسا لا تطرح مشكلة وحدة المجتمع) ؟ هذا هو أساس كتابتي : حوارات مع الأب و الأم (وماورائهم من فكر عربي وثقافة عربية) حول معنى الحياة، الدين، اللغة، الجسد…
-
كيف تحدد هويتك الثقافية في ظل هذا (الصدام الثقافي) بين الشرق والغرب، وما مدى حضور البديل عن ذلك أي (التثاقف) في نتاجك الأدبي؟
ببساطة : قلبي يميل إلى أغاني وردة وأسمهان. فكري يفضل هيديجير. الكل يندمج في نتاجي الأدبي : كتابة بيضاء (كما قالها رولند بارث) : لا أبحث عن إنتاج تأثير ولا إبداع خارق. وإنما كتابة قريبة من الأشياء الواقعية. كتابة بين الكلام والسكوت. الكلام المحبوب للغرب، والصمت المفضل عند الشرقيين. وهكذا تأتي الموسيقى.
-
هل هناك فرانكفونية جديدة على مستوى الكتابة، تختلف في المنهج والشكل عن تأريخ الكتابة الفرانكفونية ؟
من ناحية المنهج نلاحظ ميل كبير للسيرة الذاتية، من ناحية شكل الكتابة البيضاء منذ السبعينات. ولكن هناك مناهج وأشكال أخرى: من الكلاسيكية إلى التجريبية منها.
-
ما مدى تفاعل المتلقي الفرنسي مع الأعمال التي تتناول هويات ثقافية مُتداخلة ،هل يتعامل مها بتعاطف أم يتعامل معها بوصفها خطابات قيمية؟
الجمهور الفرنسي معوَد على القراءة، وله وعي أدبي وسياسي (على الأقل إذا قارنته مع جمهور جزائري). الفرنسيون يتناقشون على كل شيء، وهذا ما أحبه شخصيا في فرنسا: كل شيء يناقش. الهدف الوحيد هو الحرية الديموقراطية والإنسانية. في ما يخص كتابي الأول “أمي وأنا” (العنوان الفرنسي) كان تلقيه جد إيجابي من ناحية النقاد والقارئين. ولكن أكيد كان هناك القليل ما رأى طائفية ثقافية أو جنسية.
-
تطرح في رواية (أمي وأنا) شخصية المثقف المختلف جنسيا (لؤي) الذي يتبنى صفات ثقافية أخرى، وبالضد من هذا تأتي شخصية أمه الأميّة المتمسكة بهويتها الثقافية، هل هذه المواجهة بين (الأبن والأم) كافية للنقد الهويات الثقافية المُتخندقة وتقاليدها؟