لحسن بنمونة.
1 _ من خدمات بعوضة.
فكرة هذه القصة انبثقت بمناسبة مبيتي بفندق بوجدة..
إلى خالو العزيز.
لما استلقى على السرير في فندق يؤمه علية القوم فقط، وطفق يحدث نفسه علَّ النوم يشفق عليه فيأخذه إلى عالم الأوهام ، مرت به بعوضة وكأنه شجرة أو شيء من الأشياء المرمية في الطريق لأنها فقدت قيمتها . ولكنها انتبهت إلى أنه آدمي يمتلك دما ولحما .
حطت على وجهه فانتفض مذعورا.
لا علينا
يمكن له أن يلوح بيديه أو يهش فيها بصوت غاضب .ولكنها تمادت في غيها فعيل صبره .نزل إلى الحسناء التي تحدث الزبناء بصوت يذكرهم بصوت البلبل، وهو طبعا لا يدري لم يشبهها بهذا الطائر. قال لها :
– بعوضه تسيء إلي.
-بعوضة؟
– أجل. لن أنام وهي تطير في غرفتي.
صاحب الفندق ارتأى أن يمنح البعوضة زجاجة ويسكي علها تثمل فيغمى عليها.
النهاية هي :
تجلس البعوضة إلى المكتب في غرفة صاحبنا وتحتسي الخمرة .
لم تثمل كما توقع صاحب الفندق .
والفائدة التي جناها هي أنها آثرت أن تسكر وتحرسه من مضايقات البعوض من بني جنسها، فنام آمنا مطمئنا .
2 _ الدمى البشرية.
إلى روح نجيب محفوظ .
قبلت ظهر يده شكرا وامتنانا له .فالكتاب كلهم يقولون إنه أبوهم الأدبي .
_ ماذا تكتب ؟
_ أكتب قصصا .
_ للأطفال ..
_ لا ، للكبار .
_ وما شأنك بالكبار ؟
_ لأنني كبرت .
_ لم لا توهم نفسك أنك فتى ؟
_ سأفعل إن شاء الله .
_ أحيانا يخيل إليك أنك تكتب للأطفال . قد يحدث العكس .لا أحد يرسم قدر قصصه.
_ وأنت ؟
_ أنا ؟ لست أدري . ما كتبته كان لعبا بالدمى ، أعني الدمى البشرية .كنت أمهر لاعب يحصل على حب الحياة . وأنت أمامك فرص كثيرة . من يدري ؟. قد تنقذك جائزة من ضائقة اقتصادية . لا تشغل بالك بهذا . المهم هو أن تحب الحياة .أفهمت ؟.
فهززت رأسي موافقا.