وطن هلامي الجهات | قاسم الشمري
قاسم الشمري (العراق):
وطنٌ تُقاسمه الوليمةَ مجزرة
فإذا انزوى شبعاً تجشأ مقبرة
وطنٌ كما الذنب القديم يهزه
ايمانُنا حرزاً فتصدأُ مغفـــــره
بجديلةِ الرمان يُكرمُ جمـــرَهُ
بأمانةِ النخاس طوقَ منحره
ويدسُ في جيبِ السماءِ غيومَهُ
يسترحمَ الكفَّ اليبابَ لتُمطرَه
ليعودَ يُعلنُنا بشرعِ غُرابِه
غصصاً بصدرِ الأمهات مكسره
………………….
وطنٌ تناثرَ كالفضيحةِ, وجهُهُ
كالهولِ, في يدهِ الجحيم ُ مُسَعَّرة
وطنٌ تكرشَ بالجياعِ رصيفُهُ
وعلى رفيف العري ينشرُ مئزره
وإذا يسددُ عينَهُ للشمس يَعمى
الصبحُ كي تبقى الجماجمُ مقمرة
يرعى بنوهُ قطيع َ أضغاثٍ و..
أكداسُ الخرافةِ في رآهُ مبعثرة
الطيرُ لا يُلقي زمام جناحِهِ
إلا ليأكل َ من رؤوسٍ مقفرة
……………………….
وطنٌ سأكفرُ باسمهِ إن قال لي
أحدٌ بأن الله َ سطّرَ أسطُره
الله يُبعِدُ إن دعاه ُ وليس أقرب
للوريدِ سوى عويل ِ المجزرة
الله لم يخلقْ لنا وطناً هلامي
الجهاتِ أتى الضياع و أطَره
وهنا سأختصرُ البكاءَ بشهقةٍ
فالدمعُ ماتَ ولا عيون لأقبره
هاكم حضاراتٍ تعفنَ وجهُها
من بابلَ الأولى و حتى سومره
هاكم سعالَ النفطِ شابَ بقيحِهِ
رأس ُ الفراتِ فضفتاه مُزَنّره
أنا لا أُريد سوى سريرٍ دافئٍ
حباً وضحكةِ طفّلَتيَ ومحبرة
قاسم الشمري وطن هلامي الجهات 2016-03-03