“لماذا تتقافز الأفكار في رأسي بينما أحاول النوم؟”
يجيب باري غوردون، بروفيسور في علم الأعصاب والإدراك بكلية الطب في جامعة جون هوبكنز:
نحن نعي قسم صغير من التفكير الذي يجري في عقولنا، ويمكننا أن نتحكم بقسم صغير من أفكارنا الواعية. الغالبية العظمى من المجهود الذي نبذله في التفكير يستمر بشكل لاواعي. مجرد فكرة أو اثنتين يمكن أن تخترق الوعي في وقت ما. تعرض زلات اللسان والأفعال الغير مقصودة لمحات من حياتنا العقلية اللاواعية.
الأفكار الدخيلة التي يمكن أن تخطر لنا خلال اليوم أو قبل النوم توضح الحقيقة المقلقة بأن الكثير من وظائف العقل خارجة عن التحكم الواعي. النقاش الأساسي حول الإرادة الحرة هو إن كنا نملك سيطرة حقيقية على وظائفنا العقلية أم لا. لعله من المتوقع أن يكون هذا النقص في التحكم الذاتي أساس لمعظم مجهود العقل الذي استمر لمدة طويلة قبل أن يطور أسلافنا الوعي.
حتى القرارات المتعمدة لا تخضع لسيطرتنا بشكل كامل، وعينا يحدد بداية ونهاية الأهداف ولكن يترك التنفيذ للعمليات العقلية اللاواعية. وهكذا، لاعب المضرب يمكن أن يقرر التأرجح أمام الكرة التي تأتي لمنطقة الضرب ويرسم حدود هذه المنطقة، ولكن عندما تأتي الكرة فإن وظائف العقل اللاواعي تتولى الامر. الأفعال المطلوبة لإرساله للقاعدة الأولى معقدة وتتجلى بسرعة كبيرة لسيطرتنا الواعية البطيئة نسبياً بالتعامل معها.
نحن نمارس بعض القوة على أفكارنا بتوجيه انتباهنا، كبقعة ضوء، لنركز على شيء محدد. نتائج هذا العمل يمكن أن تكون مسلية، كما في التجارب المشهورة التي فشل فيها ثلث الناس الذين يشاهدون مباراة كرة السلة بتحديد رجل في زي غوريلا يعبر الملعب. أو يمكن أن تكون النتائج كارثية، كأن يمنع التركيز الضيق للسائق من أن يلاحظ الضوء الأحمر أو أن يلاحظ قطارًا قادماً.
بالرغم من كون الأفكار تبدو وكأنها تخطر للوعي قبل النوم إلا أن أصولها الإدراكية غالباً ما تكون مضطربة لفترة. بمجرد أن تجمع تلك الأفكار الأصلية القوة الكافية سينصب عليها التركيز الواعي. المرح الصاخب الطليق للعقل يكون تحت سيطرتنا جزئياً، وبالتالي إخماد عقولنا قبل النوم ليس شيئا ممكناً.
المصدر: (هنا)