الرئيسية |
سرديات |
هاتف وردي: ألف قصة وقصة عن مغرب لا ينتهي | حنان الدرقاوي
هاتف وردي: ألف قصة وقصة عن مغرب لا ينتهي | حنان الدرقاوي
حنان الدرقاوي
“لن أستطيع مساعدتك بعد اليوم. لقد فقدت عملي. طردوني وجميع العاملين بسبب الإفلاس آسف” كانت هاته الكلمات الأخيرة التي سمعتها جميلة من صديقها إلياس. تعيش في فندق هي وابنتها منذ ستة أشهر بلا عمل. اضطرت لمغادرة بيت الزوجية بسبب عنف زوجها. التقت إلياس في الميترو ونشأت بينهما علاقة عاطفية. لم يكن حبا. كان نوعا من الارتباط والألفة والحاجة إلى الآخر. كانت بحاجة إليه, إلى صدره كي تبكي خديعتها في زوجها الذي ضحت بكل شيئ من أجله. تخلت عن وظيفتها كممرضة في الجديدة. تركت ابنتها عند والدتها وهاجرت معه. اكتشفت حقيقته في الأيام الأولى من وجودها في فرنسا. لم تطلب الطلاق مباشرة لأنها كانت تريد أن تأتي بابنتها إلى فرنسا. لم تملك الشجاعة للعودة إلى المغرب. كيف تعود وهي فاشلة بلا مال. كيف سيستقبلها الأهل الذين لم يحتوموها وهي ممرضة كيف سيستقبلها الجيران الذين تفننوا في خلق الشائعات حولها؟ عشر سنوات من الطلاق جعلها تفهم ما معنى الهجالة. الهجالة من الجهل والجهالة، هي كائن يطمع فيه الجميع. كل من له قضيب يحاول معها عله يدخله فيها. الهجالة هي عار الأسر. قاومت الضغط سنين وانشغلت بعملها وتربية ابنتها لكنها في الأخير قررت ترك الجمل بما مل والرحيل نحو أفق آخر.
مع إلياس كانت تختبر مشاعر جديدة و حاجة إلى الألفة والتضامن. يساعدها ماديا ويعاونها على المشاوير الإدارية مقابل ذلك تساعده على مواجهة مشاكله مع الانتصاب تحنو عليه وعلى قضيبه تلمسه وتمصه إلى أن ينتصب وبعدها يقذف بسرعة ولا تشعر بشيء معه.
لم تفكر في مسألة الطرد من العمل. حدثها قبل شهور أن الشركة التي يشتغل فيها تعاني من مشاكل مادية وقانونية لكنها لم تفكر في الطرد.
صارت بدون معيل, بدون مساعدة أحد. لا عمل في ضواحي باريس حتى في الأشغال المنزلية لم تجد مكانا. كانت مستعدة لأي عمل. وهي تنزل الميترو رن هاتفها المحمول. كانت شركة للهاتف الوردي. اتصلت بهم قبل أيام. أخبروها أن لهم زبائن كثيرين من العالم العربي. مهمتها أن تهيج الرجال في الهاتف, أن تغريهم وأن تحدثهم بلغة الإنعاظ والإيلاج.
في الغد, كانت في الشركة. وقعت العقد وهي تسائل نفسها أليس حراما ماتفعله أين الحرام ياربي. أليس حراما تشردها بدون عمل بدون مال بدون أسرة في بلد غريب؟
تأكدت أن الله لم يكن معها يوما ولم يساعدها قط. لم يحضر في حياتها يوما. هي أيضا لم تسعى إليه وهو لم يلتفت إليها. تركت أفكار الحرام جانبا. ذهبت إلى مكتبة ابن سينا القريبة من معهد العالم العربي. اشترت كتاب الروض العاطر وكتابا عن الكاماسوترا. في غرفتها قرأت فيهما حتى ساعة متأخرة. أحست نفسها متهيجة لكنها ضبطت نفسها فهي تقتسم السرير مع إبنتها. أحست برغبة في أن تضم رجلا إلى صدرها، أن تطلب منه أن يعريها, أن يمص حلمتيها، أن يلجها فاتحا. عرفت أنها مهيأة للعمل في الهاتف الوردي وأن عليها أن تنسى أفكار الحلال والحرام وأن تسعى فقط إلى تهييج زبنائها الكرام فمن هذا العمل ستأتي بالطعام.
2016-11-03