فؤاد زويريق
ألم يكن من الأجدى تكريم هذا الرجل بمهرجان مراكش على الأقل اعترافا بمسيرته؟
من خلال قراءة عامة ومنصفة وغير متحيزة للمشهد السينمائي المغربي نلمس تحديا واضحا يرمي بظلاله على كل المكونات السينمائية، تحديا جعل السينما أداة توحيدية في يد الكل من أجل ثورة الصورة، بعد إدراك أهميتها وجدواها في النهوض بالمجال الفني والثقافي. فالتجربة المستحدثة منذ عهد الاستعمار ليست بالمستغربة، وليست بالغريبة عن مجتمع منفتح على كل الثقافات، فرغم فتور هذه التجربة في أوقات معينة تابعت مسيرتها باستمرار وبقوة،خصوصا في الوقت الراهن، إذ باشرت جهات، ومؤسسات، وأشخاص، هذا النهوض بالتكتل المباشر، والتلاحم بين كل هيئاتها وبين الفاعلين والغيورين السينمائيين، هذا التلاحم الذي فرضته الظروف الراهنة، من أجل تطوير هذا القطاع وحلحلة إشكالياته، مما نتج عنه ظهور بوادر مشجعة، أهمها إنتاج أعمال سينمائية وطنية بفعل الدعم الذي تساهم به المؤسسات العمومية كخطوة تستحق التقدير، تفعيل عدة ورشات تكوينية، تأسيس معاهد ومدارس خاصة بفن الصورة، محاولة إدراج هذا الفن أو إحداث شعبة خاصة به داخل المنظومة التربوية، انتعاش الحركة الفنية الوطنية واستيعابها لتجارب عالمية بفضل المهرجانات الدولية والقارية والجهوية… وكذا تصوير أفلام عالمية داخل البلاد. إلا أن هذا الحراك لم يأت من فراغ ولم يولد على أيد مجهولة بل هناك أشخاص حاولوا الظفر بشرف ولادته، والحيلولة دون ولادته ولادة قيصرية رغم صعوبة العملية.
من بين هؤلاء الأشخاص، الكاتب والناقد السينمائي نورالدين الصايل، المدير العام السابق للمركز السينمائي المغربي، وهو اسم من بين الأسماء التي ساهمت في إغناء السينما المغربية، إذ وقف شاهدا على انتقالها من مرحلة إلى مرحلة.
تنوعت محطات مسيرة نورالدين الصايل بتقلد عدة مناصب مهمة، فقبل ترؤسه لإدارة المركز السينمائي المغربي، كان مديرا عاما للقناة التلفزيونية الثانية المغربية، وقبلها كان مديرا عاما لقناة بلوس أوريزون الفرنسية، كما عمل مستشارا لدى المديرية العامة للقناة الثانية، ومديرا للبرامج بالإذاعة والتلفزة المغربية، كما أسندت له إدارة الإنتاج بالإذاعة والتلفزة المغربية.

ملصق فيلم للا حبي