نظام غارسون الغذائي | محمود محمد
محمود محمد
محمود محمد
في أيام الحرب العالمية الأولى ، كان هناك خريج جديد من كلية الطب في ألمانيا أسمه غارسون، كان غارسون يعاني من نوبات صداع شديدة تقعده عن العمل لأيام متوالية وتسرق منه نشوة الحياة بشكل كامل، بحثاً عن العلاج زار أفضل أطباء البلاد وكان أفضلهم شيخ كبير أخبره الحقيقة كما هي عزيزي السيد غارسون، ليس هناك دواء ينفع في حالتك وعليك أن تتعلم كيف تتعامل مع نوبات الصداع التي ستلازمك لما تبقى من حياتك.
حين جزع من إيجاد الدواء قرر أن يبدأ رحلة بحث عن حل، فقرأ كلما وجده من بحوث علمية عن الصداع، وفي أحدى البحوث وجد إشارة إلى إن نوع الغذاء الذي يأكله الإنسان قد يكون أحد أسباب نوبات الصداع، في ذلك الزمان ، لم يكن علم التغذية متطوراً كما هو عليه ألان وعلاقة الغذاء بالصحة والأمراض، لم تكن قد درست بتفاصيل تساعد مصابا بنوبات الصداع على معرفة ما يؤثر عليه من طعام، لهذا قرر غارسون أن لا يأكل سوى التفاح لمدة أسبوع وفي خلال ذلك الأسبوع لم يصب بنوبة واحدة، بعدها قرر أن يضيف إلى التفاح نوعاً آخر من الطعام الذي كان يتناوله بشكل يومي ويجرب أن كان سيصاب بالصداع أم لا.
بالتجربة وجد نظاماً غذائياً نباتياً، ووجد أن الالتزام به يجنبه الصداع بشكل كامل، شارك تجربته مع عدة أطباء فسأله أحدهم أن هو أراد أن يجرب نظامه الغذائي مع أمراض أخرى، فإن كان بالإمكان شفاء الصداع بالتغذية فما المانع من محاولة شفاء الأنفلونزا؟، قبيل الحرب العالمية الثانية، اضطر غارسون لترك ألمانيا التي كانت حكومتها تشن حملة شعواء على اليهود من أمثاله، فذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث عمل طبيباً واستمر في بحوثه لدراسة العلاقة بين الأمراض المختلفة والغذاء وفي هذه المرة كان تركيزه على مرض السرطان.
في عام 1958، نشر غارسون كتابا يتضمن دراسة لخمسين حالة سرطان وفي كتابه يقترح بأنه نجح في شفاء أكثر من أربعين حالة مستعصية عن طريق التغذية، ومساعدة الجسم والكبد في شفاء نفسه، في كتابه اقترح غارسون بأن السرطان مرض ينتج عن تسمم الجسد بالسموم التي تدخل إلى جسم الإنسان، مع الغذاء مثل المواد الحافظة المستعملة في المعلبات والمبيدات المستعملة في الزراعة و الكلور المستعمل في تعقيم الماء والملح المستعمل في الطبخ وبالطبع دخان السجائر لمن يتعاطها.
أثار كتاب غارسون الأوساط الطبيبة في أمريكا، وذهب بعض الأطباء إلى القول أن السرطان احد أمراض الماضي لكن ذلك الاهتمام لم يدم طويلا، وعادت عيادة غارسون لتقفل الشيء الذي اتهمت به شركات العقاقير الطبيبة، فإن كان الغذاء هو كلما نحتاجه للتخلص من السرطان والصداع فما حاجتنا بالدواء؟
مازالت حمية غارسون تستعمل من قبل بألف من الناس في العالم، وبدأت مستشفيات في اليابان والصين، بأعداد بحوثه وتجريبها على المرضى، بنتائج تشير إلى أفكاره كانت في مجملها صائبة، سبب الكثير من الأمراض ومنها الصداع هو تسمم الجسد بالتلوث المحمول مع الماء والهواء والغذاء.
لست باحثاً طبياً في علوم التغذية وعلاقتها بالأمراض، ولا أنا كنت مريضاً وشفيت بنظام غارسون، ولهذا فانا لا اكتب كي انصح مريضاً بشيء بل اكتب لمشاركة تجرب الناس، يقول غارسون أن الأمراض تأتي نتيجة تسمم الجسد، وأقول أنا أن التعصب مرض يأتي نتيجة تسمم الأفكار.
2016-12-15