قصيدة بقلم بيير طُرُويْ
ترجمة: جمال خيري
لَيْلَى!
هَا ذَا الصَّمْتُ يَرْوِينَا
***********
1- وِجْهَةَ أَسْوَانْ
… مَرْكَبُ الصَّمْتِ يَتَعَالَى صَوْبَ يَنْبُوعِهِ…
يَطْمِرُ، فِي ضَرِيحِهِ الْمُوحِشِ…
غِيَاباً آهِلاً…
… النَّهْرُ
وَهْوَ يُغْرِقُ الْمَدَى
يُهَدِّدُ بِطَمْسِ
الْمَثْوَى الْمُشَيَّدِ عَلَى الذَّاكِرَةِ الْيَتِيمَةِ.
… الْأَرْضُ
الَّتِي حُمِلَتِ الْهُوَيْنَى
تَجْهَلُ
أَعْمَقَ مِنْ حِبْكَةِ الْمَاءِ
مَا فِيهَا مُهَاناً يُهَدِّئُ الصَّحْرَاءَ.
… الْهَوَاءُ،
مَائِدَةُ الزُّمُرُّدِ،
يَغْمُرُ الْفَيْضَ
بِالشَّمْسِ
عَاكِساً كَوْنَ الرَّمْلِ الْأَمْغَرِ…
نُوراً مِنْ إِبْرِيزِ ذَاتِهِ
… الْوَقْتُ
إِذْ يَحْفِرُ إِيقَاعَهُ
يَسْقِي
شِعَابَهُ بِأَنْقَاضٍ مُنْتَهَكَةٍ، شَامِخاً
يَنْحَتُ احْلِيلاَكَ الْحَجَرِ.
لاَ شَيْءَ يَبْدَأُ
حَيْثُ الْأَبْجَدِيَّةُ تَنْقَلِبُ، فِي مَتَاهَاتِهِ الْمَدْفُونَةِ،
يَا التَّحَوُّلُ الثَّابِتُ!
… مُطْرِقٌ فِي الْبَهِيِّ
جَفْنُ الْآلِهَةِ…
لاَ شَيْءَ تَغَيَّرَ،
تَائِبَةٌ إِلَى النَّهَارِ،
غَابَاتُ مِسَلاَّتٍ عَظْمِيَّةٌ،
ابْتِهَالاَتٌ هِيفٌ لِأَيْدٍ سَاهِدَةٍ.
فِي مَرْمَى الْمَدَى الْبَعِيدِ
سَطْحُ الْبَحْرِ الْأَزْرَقُ،
صَقْرٌ مُقَدَّسٌ،
يَسْمَحُ لِلزَّفِيفِ الشَّرِسِ
لِقَدَرٍ أَعْمَى
بِالاِنْقِضَاضِ عَلَيَّ…
صُخُورٌ مُتَنَاثِرَةٌ فِي مَصَبِّهِ،
وَطُيُورُ أَبِي مِنْجَلٍ
تُكَتِّلُ اللَّيْلَ،
ذَا الْبَيَاضُ الْمُتَآكِلُ لِفَجْرٍ دُونَ وَجْهٍ.
يُحِبُّهُ الْبَشَرُ وَالْآلِهَةُ،
يُذِيعُ الْهَدِيرَ الْمَلْفُوظَ دُونَ صَدَى،
مِنْ ضِفَّةٍ إِلَى أُخْرَى، الْمَوْتُ
يَدْعُو إِلَى الرَّحِيلِ الْعَكْسِيِّ…
تَسْهَرُ، جَامِدَةً، هَذِهِ السَّكِينَةُ الْعُظْمَى،
مِنْ هُنَا صَوبَ اللَّامَكَانِ الْبَابُ مُنْتَزَعٌ عَنْ مِفْصَلاَتِهِ
فِي التَّفَتُّتِ النَّيِّرِ.
وَهَا:
مُخَلَّصاً فِي سُمُوٍّ،
فَاصِلاً اللُّجَّةَ عَنْ ضَحِكِهَا،
لُبٌّ بِنَظَرَاتِ الْمَاءِ فِي حَوْضِهِ الْمَحْفُورِ،
مَدَارٌ مَعْدِنِيٌّ،
يُنْزِلُ إِلَيَّ الشَّمْسَ مِنْ جَدِيدٍ
يُنْزِلُ الْخَفِيَّ،
مُحْرَقاً،
مُنْذُ الْأَبَدِ دُونَ ضَرِيحٍ.
من ديوان “ما يقرع على كلماتنا”.لبيير طُرُويْ الشاعر الفرنسي الملقب بشاعر الأنوار الأطلسية (1921-2005)، صدر الكتاب عن منشورات فاتا مورغانا 1998