مولانا سيوران | عزيز أزغاي
عزيز أزغاي (المغرب):
لم أكن يوما صاحب كرامات
ولا كانت لي مزارات
في الوقت الصعب.
أعلى تلة وصلها بياضي
كانت على قماش مهمل،
وفي كل مرة،
كنت أعيد تسلق المتع
مخفورا بقطيع من الأوهام.
وحين أعود إلى اليابسة
كانت تتقدمني خطاياي،
جسورة،
مثل وعول تنزلق من على منحدر،
حيث لا أحد كان في انتظاري
بسكرة القناعات.
حتى الصحارى التي بلا خطيئة
لم تغمز لي يوما باللطف المطهر
رأسي سقطت في قرن بلا لمعان.
وعلى امتداد هذا العمر
كنت أشيخ بإيقاع نائم
كأنما نمت لي كوابح
في مواسير الأعوام.
في الحياة الماضية
تعلمت الرقص على وتر سالب
وكان كل ما يصهر الحديد
يعالجني بطول البال.
آه يا مولانا سيوران،
أيها الواقف فوق تلة الكنز
مثل قرصان بلا ضغائن،
من أين أتيت بكل هذا البياض
الذي يبز الأدغال؟
من أي بئر فاضت طلعتك الغميسة،
كأنما تسحب خلفك
قطيع فراغ؟
أنا مثلك، يا عمنا إميل، صرت بلا قرار
أنصت إلى وحدتي وهي تنمو بلا ماء،
ومن طول غيابي عن خيمة الحياة
بت أتعثر في أعشابها المرة،
وأنسى سريعا كيف أحزن،
وبوتيرة أسرع
أتجرع نبيذ المحاولة
في صحة الأذكياء ..
عزيز أزغاي مولانا سيوران 2016-03-08