مطر رولا الباريسي | علاء زريفة – سوريا
علاء زريفة
رولا..
تجلسُ على الرصيفِ
تميل عليَّ بعينيها
تتركُ يدي
رذاذُ العطرِ
يفوحُ من صخب
تبرّمها
و أشلاءِ فصامها المؤقتْ
تعبُّ زجاجة الفودكا الأخيرة
تُهلكُ الرغبة التي لم تنصج
تماماً
-تقول لي:
نحن صديقانِ
– فأقولُ:
بلى صديقانْ
***
رولا..
تنفث
دخان سيجارتها ال سلّيمْ
تستوي على بطنها
تطلب إلي
بعصبيةٍ
عدَّ حلقاتِ عمودها الفقري
تارةً تأنُّ
تارةً تضحكُ
من دغدغةٍ
و طقطقةٍ حبيسةٍ
امتداد ذراعي
الميّتةْ
***
رولا..
تقفُ
تنتفضُ
تغطي الحمرة الناعمةُ
وجهها المتكبرْ
تصكُّ على أسنانها
تضرب بعنفٍ صدري
تشتم أمي
تعانقني
تزرعني زعفرانةً
في أرضها
و شقيقةَ نعمانٍ ل جحيمها
لئلا أتوب الى الله
بعدها
***
رولا ..
تعاودُ السير
جانبي
كأني لم أهدد سلامها
و لم تحترقْ ضفيرتها البنيةُ
بحشيشِ الذكرْ
تلتصقُ بي
تحدثني
عن الربِّ الذي لا تسكنُ إليهْ
الأبِ الذي لم تحبّهْ
الأمِ التي لم تقاتلِ بأظافرها
كرمى نفسها
النسوة اللائي يطاردن الجواري
داخل أقفاصِ ببغاوات جهلنْ
الكتبِ التي عاشت بها
الطبيعةِ التي لا تشبهها
و قهوة الوسط التي لا تبللُ
سقف حلقها
عن ( نيتشه) الأبدي المنتحر
تُفلتني
تطلقُ جناحا الاوركيدِ
حولنا
و تدعوني
للرقص معها
***
رولا..
لا تحفظ الخطوات
كما أنا
احاور ساقيها
و لا أفهم ايقاعها
أذيب غفلة الفضة
خلف أذنها
اطارد شامةً اختفت فجأةً
وادي نهديها
لا ترتجفُ
لا تطلقُ سرب الكلام
لا تذكرُ الفلسفة
لا تولّي الأدبار
لكني
لا أعرفُ الموسيقا
***
رولا..
تمارسُ الكأبة المهلكة
تباركُ غناء الطائر أعلى قاسيون
تشقُّ باظافرها
غلالةَ الفرحْ
تداعبُ ذكريات البجع
و الغوايةِ الأولى
في جسدها البتول
تستشهدُ عدميتها
– لا تحمل السوط معي.
***
رولا..
تضيعُ كأبرةٍ
أمسكُ بعنفٍ رأسها
لا تحتمل شبقي
طويلاً
تدفعني
تصفعني
ثم تقبلني
بهدوءِ الشريرةِ
على خدي
تسحب هواء قلبي
ترجعه خبّبه
تشعل محرك سيارتها الحمراءْ
تنطلق
تتركني
مطراً خفيفاً ب لونِ الغياب
وجهاً بعيداً
و حلماً لا يبدو
واضحاً.
علاء زريفة 2018-12-17