مرآة جانبية
محمد عريج
كمْ لوحةٍ ،
ستموتُ قبلَ نزولها من سِدرةِ الألوانِ
كم من صورةٍ ومدىً ، ستحرمُ منهما الذكرى
لأنَّ أصابعَ الرسّامِ لم يحملنَ ريشةَ عينه
وقتَ انهماركِ غيمةً تصلُ الحياةَ بخضرة الغيب البعيدِ
فظلّت الألوانُ فارغةً من المعنى الذي أوجدته في الأرضِ.
كم من شاعرٍ
سيمرُّ بالكلماتٍ ، ثمَّ يخطُّ أيَّ قصيدةٍ أخرى
سوى تلك التي أوحيتها للنّهرِ وهْو يسيلُ نحوَ مصبّهِ
سيلانَ عطركِ في الرئات/المزهريِّات/الهواءِ/الموتِ
كم من فكرةٍ
ثكلت حضوركِ ، كم قصائدَ لم يكنَّ كما اشتهينَ بقلبِ شاعرهنَّ
شعبٌ ما يتيمٌ ،
لم يجد مطراً ليحيا أو ليورق في الكلام الشاعريِّ
وكم كمانٍ كان يمكنُ أن يعيدَ توازنَ الدّنيا
ويكسر شهوةَ الحربِ البعيدة
لو فقطْ أصغى إلى إيقاعِ كعبكِ
قبلَ أن تختلَّ مشيتهُ وموسيقاهُ من فوضى رحيلٍ طارئٍ
لم يبقَ للأوتار بعدكِ ، غيرَ أنْ تمشي وراء الريحِ
أنْ تختارَ غاراً مَّا ، لتكتبَ وحيها المثقوبَ بالنقصان
كيفَ لأيِّ لحنٍ أن يطيرَ
وأن يسافرَ دونَ إذنٍ من جناحِ الله فيك؟ وكيفَ؟
كيفَ تصيرُ للأوتار رائحةٌ ، إذا لم ترقصي لحنينها وأنينها؟
كمْ منْ…
وكمْ منْ..
جنّةٌ في الأرضِ تُلغى مثلما تُلْغِي المواعيدَ الحروبُ
وتطفئُ الأنوارَ في فرحِ البيوتْ
العمرُ لا يكفي لأفهمَ
أوْ أعدَّ خسارةَ امرأةٍ تَمُوتْ
شعر محمد عريج 2015-08-23