وليد أحمد الفرشيشي (ديوجين)-تونس:
لأنّي سَلكتُ طريقَ النّساءِ
بلاَ رغْبَةٍ في الرُّجوعِ
رَسَمْتُ الطَّرِيقَ على كَفِّ طِفْلٍ وَحِيدٍ
وأنْهَيْتُ حَجِّي إليّْ
لأنّي أحبُّ النّسَاءَ
كَحُبِّي لِقَلْبِي الذّي كانَ يومًا
سَليلَ العُرَاةِ المُقيمِ بِأرْضِ الخِيامِ
كَفَرْتُ بِخَوْفِ المَنَافِي عَليّْ
لأنِّي أحبُّ النّسَاءَ
كَحبّي لأمِّي التّي أرْضَعَتْنِي عُواءَ الذِّئابِ
عَوَيْتُ بِلَيْلِ الكَوابِيسِ حِينَ يَنَمْنَ عَلَى الانْتْظارِ
وَجُبْتُ الشَّوَارِعَ حَيًّا بَحَيّْ
لأنّي شَقِيقُ خَيَالاَتِهنَّ
وأوْجَاعِهنَّ
وأفْرَاحِهَنَّ
شَرِبْتُ النَّبيذَ على نَخْبِهنَّ
وَكَسَّرْتُ كُلَّ الجِرَارِ لَديّْ
لأنّي زَرَعْتُ النَّشيدَ بأيّامِهِنَّ
وأهْمَلْتُ عنْدَ الحَصادِ بُرودَ الشِّفَاهِ
نَسيتُ زِحَامَ الدٌّموعِ عَلَى وَجْنَتَيّْ
لأنّي أحِبُّ الطَّريقَ إلَى قُبْلَةٍ في الطَّريقِ
أقولُ لِمنْ قالَ عَنّي:
سَيَمْضِي وَحيدًا إلى حَتْفْهِ
تَعَالَ نَقيس المَسَافَةَ مَا بَيْنَ مَوْتِي وَموْتَكْ
فإنْ كنتَ أقْرَبْ
مَضَيْتُ إليكَ
وإنْ كنتَ أبْعَدْ
مضَيْتَ إليّْ !