أرادَ ملاكٌ أنْ يقصَّ أظافرَه
حتى لا تتصوّرَ الرحمةُ أنها مخالب
أو يظنّ الطائرُ أنها مكائد.
تلفّتَ حولَه فلم يَجدْ سوى اللهِ
سابحا في الفضاء بلا أجنحة
حلّقَ خلفه لاهثا حتى تراءى له
كائن هلاميٌّ يفتحُ بوّاباتِ السماء بزفرةٍ
وقبل أن يُدركه،
صاح يا أبانا في العلا
أنا رسولك الشفيفُ الذي لا يراه سواكَ أحد
أَصْلِحْ هيئتي قبل زوال الليل
وانْبثاقِ النور خلف الأفق.
كان الإلهُ منهمكا في جولةٍ سماوية
بحثا عن فضاءاتٍ غير مكتشفة
قبل صعود مخلوقاته إلى الأعلى
وارْتكابِ المعاصي قُرْبَهُ.
صاحَ الملاكُ حتى ارتعشَ الجناحانِ خِشْيَةً
لكنّ الإلهَ لم يَسْتجبْ.
ومنذ تلك اللحظات
تَحوّلَ الملاكُ إلى سحابة
تجري على أطراف الأصابع
وتحيا على أدمعه.