هدى حسين مصر
رأيت الصغير الذي مر خلسة
بين الأشجار والحوائط
كان يبعث بالرسائل
في حركة خفيفة
يتركها للهواء
ويختفي
كان الهواء يتحرك
بالرسائل
والمارة
بلا وعي منهم
يتنفسون
ثم يصخب من يصخب
ويهدأ من يهدأ
ويضحك من يضحك
ويبكي من يبكي
المارة
يتنفسون
ولا يدرون
كيف تمر الرسائل
في أوردتهم
وتخرج
بانفعال ما
مستسلمين لما استنشقوه
يتركون ما زفروه في الطريق
كل ما بدر منهم
يضعونه في صندوق
ويركنونه قرب حائط
أو شجرة
أو رصيف
ويرحلون
تنكيس الرؤوس لا يشبه تنكيس العمارات
يقول الطفل الصغير
وهو يلتهم محتويات الصناديق
ثم يختفي مجددا
ليظهر في مكان آخر.