محمد العياشي
يا منْزلَ الحُبِّ والآلاءِ والأمَلِ
وُقِيتَ شرّ البِلَى والأعصُرِ الذُّللِ
كم جئتُ مُنـتـبـِذًا فـــي قَيظِ هـَـاجٍــرةٍ
أشْكُو إليكَ الأسَى مِنْ شدّة العِلَلِ
ولا تزالُ كَريمًا بي وتمْنحُني
من العطَاءِ وتسقيني إلى الثمَلٍ
جـَـاءتْ إلــيّ فـَتـاةٌ تغْـتَـلِـي غَـضَـبـا
فقلـتُ لا تغضبـِي باللهِ واعْتَـدِلـي
قالـت ألا أسْرعـَنْ يا صـَاح وانتهيـَنْ
لـم تبْتسـمْ لي ولـم تجنَحْ إلى الغـزَلِ
فقلـتُ أسْماءُ أنـَّـى ذاك؟ لـَسْـت فـتـًى
مـن الحديـدِ وقلبي سَيّءَ الحُلَلِ
تودّدي برخيمِ اللفظِ متسِقٍ
إليَّ واتَّقِدي كالجدولِ الجذِلِ
أسِفْتُ من طرسِ عينيها وكرْبتهِ
لا تستـمـيـلُ بـِهــذا مُهجةَ الــرَّجـُـلِ
مـا زلـت أدنو إليها غيـر مبتئِـسٍ
لكنهـا يبِسَـتْ كالصّخْـر فــي الجـبَـلِ
قالـتْ عجـزْتَ وأمَّـا المـالُ يـا ولـَدي
فصار لي أفهمْـتَ القـول؟ فارْتحِــلِ
وقـلـْتُ مـالـيَ، طيبي الآنِ وارتدِعِي
قد تفسدين صمـيـمَ الأمــر بالزلَـلِ
ولــجَّ مـــا بيـنـَنـا فـــي بيـتـِنـا لـغَــطٌ
حـتـى توقـعـْتُ لـكْـمًـا قـالــعَ الـمُـقَـل
فهـرولـتْ فجأةً غضْبى لربّتها
تقول : عنّيَ عِـنِّينٌ بلا أمـــــَـــــــــــلِ
وكـــان مـِقـْـولُ إحــداهــُنَّ مُـخْـبــرَةً :
مــا كــان أوقـحَـهُ مــن سـيـئ فَـشِـل
لو كنَّ يعلمْن ما في القلب مـن لهـَبٍ
وما يوفّرُ من رشفٍ ومن قُبَلِ
وربــةُ الــدّارِ لـمّـا أُفـْهـمـتْ أمـــَرتْ
بغيرهـا بـدَلًا مـن تلـك تَخضـعُ لــي
لما عرَت ولجَتْ مقصورة نضِـرَتْ
وكـنـت نبعًا رقيقًا غير مبتذلِ
وزالَ عنـِّي الأسـى كالليـل منكشـفـًا
لا خـاب حظـيَ حتـى ساعـةَ الأجَـلِ
22/9/096