د. ناصر السوسي – المغرب
كان صاحبنا “مؤطرا “، وكانت “مداخلاته “بمناسبة أو بغيرها ، تدور حول نفسها كأصفار جوفاء .. وأذكر في هذا الصدد أن اللازمة المشروخة التي طفق يلوكها سنين كانت لاتخرج عن :قال لنا حسن حنفي عن هيغل . وقال الدكتور عبد الرحمان مرحبا …وقال Platon (=هكذا ) وقال Aristote ..وقال العالم المنطقي السرياقوسي بأن المناطقة كلهم أخطأوا..وقال Spenoza (=كذا Spenoza ) وقال عضد الدين الإيجي الذي عثرت على عمل له بالإيسكوريال وأنا أقضي عطلة سنوية هناك …
كان عزيزا عليه إقحام ابن رشد في أي كلام حتى ولو تعلق الأمر بمقهى الفيشاوي أو زيارته لخان الخليلي مثلما كان عزيزا عليه الإشارة إلى “فصل المقال..” الذي اعتبره الكتاب الذي لم يتمكن من إنهاء قراءته منذ أن كان مراهقا لأسباب أو لسر ما لم يتمكن هو من الافصاح عنه على وجه الإطلاق..
وكان من جملة ما يحرص عليه صاحبنا المتفلسف هذا ، مدعي الشبه بارسطو ،النطق والتشديد، بين الفينة والأخرى على مفاهيم و جمل تليغرافية باللغة الفرنسية متوسلا بذلك إسباغ مسحة جدية ما على قوله ومتوخيا إبهار من يستمع له بأنه متمكن وضليع لايشق له غبار..
أذكر يوما انني طلبت منه عوض ان يذكر لفظة عربية ويقابلها بلفظة فرنسية ان يعفي نفسه من مشقة الترجمة الفورية فيقدم عرضا متكاملا أمام الحاضرين بلغة موليير يندرج بطبيعة الحال ضمن إطار تعميق التخصص..غير ان صاحبنا ظل لمدة ليست بالقصيرة يراوغ تارة ويسوف طورا آخر إلى أن أعيته الحيلة وغلب على أمره فأسر لي يوما وهو يفكر ويقدر ويقدم رجلا ويؤخر أخرى انه أحادي اللغة وعانى الأمرين في تعلم اللغة الفرنسية التي لم يتوفق في تعلمها و ما يتلفظ به مفاهيم مبعثرة انما يستقيه من ” google traduction ” في Cyber-Club…
– من مذكرات مدرس متقاعد –