نظم: نِيكُولَاسْ غِيِّينْ*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**
إهداء
أُهْدِي هذه الترجمة إلى الدكتور والعلامة عبد اللطيف ليمامي، أستاذ الأجيال و رمز الأخلاق و العلم و الإنسانية الصافية و أقول له كما قال الشاعر العربي “قليل منك يكفيني // و لكن قليلك لا يقال له قليل”. أنت زرعت و نحن نحصد. شكرا لك.
يَامْبَمْبُو، يَامْبَمْبِي!
يُجَلْجِلُ الْكُونْغُولِيُّ السُّولُونْغِيُّ،
يُجَلْجِلُ الْأَسْوَدُ الْقَاتِمُ؛
اَلْكُونْغُولِيُّ السُّولُونْغِيُّ السُّونْغِيُّ
يَرْقُصُ عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ.
مَاَماتُومْبَا،
سِيِريمْبِي كُوسِيِريمْبَا.
يُغَنِّي الْأَسْوَدُ وَ يَسْكُرُ
اَلْأَسْوَدُ يَسْكُرُ وَ يُغَنِّي،
اَلْأَسْوَدُ يُغَنِّي وَ يَرْحَلُ فِي حَالِ سَبِيلِهِ.
اِطْرَحْنِي أَرْضًا سِيرِيمْبُو.
أَيِّي،
يَامْبُو،
أَيِّي.
طَامْبَا، طَامْبَا، طَاْمبَا، طَامْبَا،
طَامْبَا الْأَسْوَدِ الَّذِي يَتَشَقْلَبُ:
شَقْلَبَةُ الْأَسْوَدِ، يَا سَلَامُ،
يَا سَلَامُ، فَالْأَسْوَدُ يَتَشَقْلَبُ:
يَامْبَا! يَامْبُو! يَامْبَامْبِي!
*شاعر كوبي مشهور جدا. ازداد بكاماغي سنة 1902 وتوفي بهافانا سنة 1989 (كوبا). يعتبر أكبر ممثل للشعر الزنجي في أمريكا الوسطى و شاعرا كوبيا وطنيا نظرا لأعماله المرتبطة كثيرا بالثقافة الإفريقية الكوبية. ترك دراسته الجامعية في القانون و تعاطى للصحافة في جريدة “الكاماغواني” التي بها بدأ رحلته الأدبية الشعرية. و انطلاقا من سنة 1925 سينتقل شاعرنا إلى العاصمة الكوبية و سينخرط بقوة في الحياة الثقافية و السياسية داخلها مما سيسبب لها بعض المتاعب كالنفي مثلا. و في سنة 1937 انضم إلى الحزب الشيوعي الذي أسسه صديقه الشاعر مارتينث بِيِّينَا. هذا و قد شارك في المؤتمر الشهير المخصص للدفاع عن الثقافة و ذلك في إسبانيا في خضم الحرب الأهلية الإسبانية، و هو مؤتمر احتضنته مدينة بلنسية. و هناك تعرف على شعراء إسبان كبار من قبيل رفائيل ألبيرتي و غارثيا لوركا. و بعدها بدأت أعماله الشعرية تصل إلى العالمية. و نذكر من بين أعماله الشعرية الدواوين التالية: “دواعي النغم” الصادر سنة 1930 و “سونغرو كوسونغو” الصادر سنة 1931 و “أغان للجنود و ألحان للسياح” الصادر سنة 1937 ثم “أشعار للأطفال و المسنين” الصادر سنة 1977. و هذه القصيدة واحدة من أروع و أشهر القصائد التي نظم هذا الشاعر الكوبي و التي يتغنى فيها بالنزعة الزنجية و بالضبط بأغاني الزنوج الكاريبيين (أمريكا الوسطى) محتفيا بأغانيهم ذات الإيقاع الرنان و الصاخب و حركاتهم البهلوانية و لهجاتهم القديمة ذات الأصوات الشفوية. و جدير بالذكر أننا تعرفنا على هذه القصيدة سنة 2004 في إحدى حصص الدكتور عبد اللطيف ليمامي أستاذ الأدب الإسبانو أمريكي بكلية آداب الرباط (جامعة محمد الخامس). و قد أثارتنا هذه القصيدة شكلا و مضمونا رغم صعوبتها علينا في ذلك الوقت. و ارتأينا اليوم ترجمتها إلى اللغة العربية مكافحين و مناورين و مداورين نظرا لقيمة صاحبها داخل الأدب العالمي بصفة عامة. و نتمنى ألا نكون قد أجحفنا في حق هذه الأخيرة و الله المستعان.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب.