منى الرزقي
في الحُلمِ كنتُ أُعدُّ لَه القلبَ أرضًا
ليَمكُثَ عُمْرًا عَلَى كفِّها
أهيلُ الغناءَ على جوقة القُبَّراتِ الحزيناتِ مثلي
إذا عادَ شبّاطُ لن أعبُرَ البردَ وَحْدِي
سَأَسْحَبُنِي مِنْ بلادٍ لأفتحَ أُخْرَى
عَلَى صَدْرهَا ينبُتُ الزعفرانْ
أُمزِّقُ حَقْلَ النُّعاسِ وَ أَرْمِي وِشَاحِي
على مَقْعَدِ الخَيزُرَانْ
وَأكتُبُ في الصخْرِ
كُنْ صَاحبِي يَا حَبيبِي
أيَفْتَرقُ الصَّاحِبانْ ؟؟
وأنسَى المدينةَ غافيةً في جرَاحِي
أرتِّبُ فَوْضى المكانْ
وَ َكتُبُ في الماءِ
كُنْ قَدَرِي يَا حَبيبِي
فَينشقُّ في النَّهرِ لِي مَسربانْ !!
ثَلاَثُونَ مَرَّتْ و لَمْ أنتَبِهْ
حَسِبتُ الصَّدَى مَوْجَةً بلَّلَتْ خَيْبَتِي
حَسِبتُ البلاَدَ الَّتِي شرَّدَتْنِي كقافلةٍ
في الحكاياتِ لِي
علَى حافةِ الحُلْمِ
في النَّهْرِ صِرْتُ أعدُّ لَهُ القَلْبَ يَخْتًا يُؤَدِّي
إلى كلِّ شَطٍّ سِوَايْ
أردِّدُ لحْنًا حزينًا مع القُبَّراتْ :
أُحبُّكَ حُرًّا
فلَا تَرِثِ النَّهرَ بَعْدِي
إذا عادَ شبَّاطُ سافِرْ
وَلَا تَحْمِلِ الذِكْرَياتْ…