الشاعر الإيطالي آرِّي دي لُوكا،
ترجمة: كوثر رابحي:
هَزَّتْ صُوَرُ الغَرْقَى فِي البَحْرِ المُتَوسّط كَيَانَ العَالم فٱسْتَنكر المُسْتنْكِرُون بشَاعَة المَوْتِ فِي سَبيلِ البحثِ عَنْ حياةٍ أفْضَلْ ورَثى الكَثيرُون ضحايا « رحلات الأمل «
تَحَرّك الأُدَباء فَجَادَتْ قرِيحَتُهمْ نَثْرًا وَشِعْرًا، فيه رِثاءٌ لمن لَقَوْوا حَتْفَهُمْ فِي عَرضِ البَحْر وهِجاءٌ لِمَن كان وَراء مِحَنِهم واستعطاف للطبيعَة وتَغَنٍّ بِقِيَمِ الإنْسانية والإخاء.
آرِّي دي لُوكا، الشاعر الإيطالي، تَوَجَّهَ برِسالته إلى البحر، ذلك الأزرق الذي يشهَدُ وَيْلاتِ العَالَم ذِي الحُدُودِ المُغْلَقة، ومُحاكيا تَرْنيمة الصّلاة الربّية حَاكَ نشيدَهُ (يَا بَحْرَنا) في ما سمّاه صلاَةً « لائكية » للمُهَاجِرين.
يَا بَحْرَناَ الّذِي لَا يَسْكُنُ السَّمَاء
يَا حَاضِنًا حُدُودَ الجزِيرَةِ والعَالَم
بُورِكَ فيكَ مِلْحُكَ
بُورِكَ فيكَ قَاعُكْ
تَسْتَقْبِلُ٬ دُونَ طَرِيقٍ فَوْقَ مَوْجِكْ٬
قَوَارِبًا مُمْتَلِئِة
وَصَيّادِينَ مِنَ اللَّيْلِ عَائِدِينْ
تَحْضُنُهُمْ٬ مَعَ شِباكِهِمْ٬ كَأنَّهُمْ ذَوُوك
الرّاجِعون في الصَّباَحِ حاَملِينْ
صَيْدَ مَنْ نجوا مِنَ الغَرَقْ
يَا بَحْرَناَ الّذِي لَا يَسْكُنُ السَّمَاء
فِي الفَجْرِ لَوْنُكَ يُحَاكي السُّنْبُلاَتْ
وَفي الغُروبِ تُشْبِهُ الدَّوالي ساعَةَ القِطَافْ
نَحْنُ زَرَعْناكَ بالهَالِكِينْ
عَدَدُهُمْ فاقَ ضَحايا أَيَّام العَوَاصِفْ
يَا بَحْرَناَ الّذِي لَا يَسْكُنُ السَّمَاء
إِنَّكَ أَكْثَرُ عَدْلًا مِنَ اليابِسَة
عِنْدَمَا تَرْفَعُ أَمْوَاجَكَ كالسُّورْ
ثُمَّ تُخْفِضُهَا مِثْلَ البِسَاطْ
تَرْعَى الْحَيَاةَ والزِّيَاراتِ الَّتِي هَوَتْ
مِثْلَ الأَوْرَاقِ فِي الزِّقَاقْ
تُصْبِحُ خَرِيفَهَا
تَمْنَحُهاَ حُضْنًا٬ عِناَقًا٬ قُبْلَةً عَلَى الجَبِينْ
مِنْ أَبٍ وَأُمٍّ٬ قَبْلَ الرَّحِيلْ
Preghiera laica per i migranti (mare nostro)
Mare nostro che non sei nei cieli
e abbracci i confini dell’isola
e del mondo, sia benedetto il tuo sale,
sia benedetto il tuo fondale,
accogli le gremite imbarcazioni
senza una strada sopra le tue onde
i pescatori usciti nella notte,
le loro reti tra le tue creature,
che tornano al mattino con la pesca
dei naufraghi salvati.
Mare nostro che non sei nei cieli,
all’alba sei colore del frumento
al tramonto dell’uva e di vendemmia.
ti abbiamo seminato di annegati più di
qualunque età delle tempeste.
Mare Nostro che non sei nei cieli,
tu sei più giusto della terraferma
pure quando sollevi onde a muraglia
poi le abbassi a tappeto.
Custodisci le vite, le visite cadute
come foglie sul viale,
fai da autunno per loro,
da carezza, abbraccio, bacio in fronte,
madre, padre prima di partire
Erri De Luca