سيُصيبُكِ مطري | ثامر سعيد
ثامر سعيد:
غيابُكِ سجنٌ
وانتظارُكِ منفى ،
أيّتُها اللذّةُ رائعةُ الشطآن ..
إنَّ القلوبَ لأصحابِها
فلا تطمئنّي لفصاحةِ الدمعِ
وسحابةِ صيفٍ ..
خجلى تمرُّ بالعشبِ
فيفزعُ صوبَ الهديلِ
ثم يغفو على ترنيمةٍ برائحةِ الأنهار ،
لنجومٍ تطلقُ للصحوِ أعنَّتَها
فتذوبُ في الغناء ،
فلا تتباهي بأغصانكِ الباسقة .
أريدُكِ امرأةً تبزغُ من زهرةٍ
بيضاءَ تُغبطُها الطفولةُ
تطلقُ نجمتَها للّيلِ ،
فتُعيدَ إلفتَهُ
مع الغجرِ السارينَ بلا طبلٍ وأوتار
مخبولةً كالبحرِ وعاقلةً ،
تُشيحُ بجنَّتها عن المشغولينَ
بترتيقِ قصائدِهم ..
لا يفضُّ ضجيجُهم بكارةَ الهواء .
خضراءَ كأحلامِ العاشقات ،
عصفورةً تنقرُ نافذةَ القلبِ
فتُربكُ البوحَ
بين النبيذِ والذاكرةِ ،
مرَّةً كالقهوةِ
سوداءَ كالجحيم .
فيُصيبُكِ مطري
حتى لو كنتِ
تحتَ سماءٍ قاحلة .
ثامر سعيد سيُصيبُكِ مطري 2016-01-20