سعيد الفلاق
اختتم “ماستر الأدب العربي والمثاقفة” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سلسلة المحاضرات التي يقدّمها برسم الموسم الدراسي 2016 ـ 2017 بمحاضرة ألقاها الدكتور سعيد يقطين بعنوان ” السرديات والتأويل“.
وقد استهلّ المحاضرة مسيّر الجلسة الدكتور عبد الخالق عمراوي عبر تقديم ورقة نقدية موسومة ب: “يقطين نحو بويطيقا سردية عربية” تناول فيها الحديث عن المشروع النقدي للمحاضر معتبرا أن مشروعه محكوم بنسق يتطور ولا يكف عن مساءلة الثقافة، والفكر، والممارسة النقدية، والملاءمة بين النظرية والمنهج الغربي وتطويرهما لخدمة النص العربي، مبينا أن الناقد د. يقطين قد أسهم على مدار ثلاثة عقود في تخصيب نواة بحث قائمة على أرضية صلبة مسنودة بمفاهيم وأدوات إجرائية تتغيا الكشف عن ما يزخر به تراثنا القديم، ملمحا في الآن نفسه إلى أنه في الوقت الذي أسرع فيه النقاد الخطو إلى تجريب المناهج والنظريات الغربية على نصوص روائية حديثة اتجه د. يقطين نحو “الخانة الفارغة” أو المهملة وهي خانة النثر العربي القديم. مؤكدا على أن هدف الناقد يقطين من العودة إلى التراث القديم تتمثل في تطوير التصور السردي الذي سعى لإقامته انطلاقا من السرد العربي من جهة، وفتح المجال للبحث في جوانب الفكر العربي بالذهاب إلى بعض جوانب السرد القديم الذي ظل مهمشا ومغيبا من دائرة الاهتمام من جهة ثانية. ولعل هذا السعي ما جعله يطرح الأسئلة الإشكالية التالية: لماذا نعود الآن إلى تراثنا؟ وبأي وعي؟ ولماذا نبحث الآن في نصوص قديمة؟
بعد ذلك، افتتح الدكتور سعيد يقطين كلمته بشكر الحضور أساتذة وطلبة. ثم عرّج على موضوع التأويل فاعتبره من المصطلحات التي خاض فيها الكثير، فهو قديم قدم النصوص وسيظل، وهو لا يتصل فقط بتأويل النصوص الأدبية والفنية، بل يتصل حتى بالحياة اليومية للإنسان، مشيرا إلى أنه كان دائما ضد التأويل بقوله: “بالنسبة إلي كنت دائما ضد التأويل” وقد أرجع هذا إلى أنه منذ أن كان طالبا كان يرى أن “العديد من القراءات التي تعمل على فهم أو وصف الواقع تسقط تصوراتها الجاهزة عليه أكثر مما تعمل على فهمه ووصفه الوصف المناسب”، كما كان يرى أن “أغلب الدراسات الأدبية في السبعينيات والثمانينيات تتم دائما من خلال منظورات غير متطابقة مع النص أو مع الأثر الفني الذي تشتغل به”.
ويقدم مثالا على ذلك بأنه منذ أن بدأت تظهر البنيوية التكوينية في النقد المغربي والوطن العربي صار ينظر إلى الشعر العربي بأنه يمثل نظرة مأساوية للعالم وكل ناقد يحاول أن يبحث عن هذه الرؤية فقط باتخاذه النص ذريعة للتأويل، بمعنى “أن تأويلنا لشعرنا ينطلق من فكرة جاهزة وهذه الفكرة هي التي نحاول أن نبحث عنها في النص”.
وقد لاحظ المحاضر أن النص المغربي يطرح العديد من الأسئلة من قبيل: هل كل نص أدبي قابل أولا لأن يؤول؟ ما هي ضرورة تأويل نصا من النصوص؟ إلى ماذا نريد الوصول حينما نؤول نصا؟
وهذه الأسئلة الثلاثة هي التي انطلق منها في محاولة التفكير في التأويل كما اشتغل به. مبتدئا بالسؤال حول سبب الاختلاف في فهم النصوص من شخص لآخر رغم انتمائهما لوسط اجتماعي واحد؟
لذلك، فقد كان يسعى في مسيرته النقدية إلى أن يقرّب وجهات النظر، إذ مهما اختلفت فإن اختلافها يكون قابلا مع الزمن لأن يأتلف. وقد أفصح د.يقطين إلى أنه كان يؤرقه شيء أساسي وهو كيف يمكننا أن نوحد أطراف الفكر الذي يعمل من أجل التقدم . يتابع د. يقطين قائلا: “كان هذا بالنسبة إلي هاجسا، ولذلك حتى في علاقاتي مع الناس، لم تكن مبنية على أساس الشعار الذي يحمله كل منا، لأنني رأيت أن الشعار الذي يحمله كل منا كان يدفعنا إلى السجال، إلى الخصام، إلى القطيعة، كان يدفعنا إلى حد الوصول إلى جرائم داخل الحي الجامعي بين فصائل الطلاب. بالنسبة إلي كنت أرى بأن هذا الصراع لا معنى له”
من هنا يخلص إلى أنه ينبغي إيجاد القواسم المشتركة التي يمكن أن تجعلنا نفكر ليس بكيفية واحدة، ولكن أن نفكر بطرائق متعددة، غير أننا نصل إلى نتائج موحدة أو شبه موحدة. وفي مسألة اشتغاله بالتراث، قال د. يقطين “وأنا أقرأ التراث لم أكن أحس بأني أنفصل عن العالم، وأنا أقرأ الكتب الغربية بأني أنفصل عن هويتي وعن ثقافتي، بمعنى كان هناك نوع من الحوار والتفاعل. كنت دائما أفضل مصطلح التفاعل. كيف يمكن أن نتفاعل إيجابيا مع الأشياء بدل أن نتحدث عن الاستيراد أو التأثر أو الاستهلاك أو ما شابه ذلك”.
إن هذه الأرضية هي التي جعلت د. يقطين يؤمن بأن المعرفة نسبية، وبأن الافكار نسبية، وبأن الاختلاف ضروري. في هذا الإطار يتساءل عن جدوى ممارسة ذلك التأويل الذي ندعي فيه بأننا نسعى إلى الوصول إلى الحقيقة في حين أن هذه الحقيقة لا يمكن لها إلا أن تضيع بين مختلف أصناف التفكير وأصناف التعبير. من ثمة، فإننا “لا يمكننا أن نتحدث عن حقائق، بل أن نتحدث عن تأويلات. وهذه التأويلات ستصبح هي من تحكم رؤيتنا للعالم”. ممثلا لهذا الأمر باللغة، إذ حين نتحدث عن اللغة بأنها أداة للتواصل، فهي أيضا أداة للتحارب خاصة عندما يرى كل شخص منا أن اللغة التي يستعملها في فهم علامة ما هي التي تمثل الحقيقة في حين أن الآخر لا يمثل الحقيقة. لذلك فالتأويل، يطرح دائما المجال مفتوحا للتفكير والاجتهادات والتوقعات.
كما أن تتبع التراث سواء في جانبه العربي أن الغربي ومحاولة قراءته من زاوية تأملية، حسب صاحب كتاب “الفكر الأدبي العربي: البنيات والأنساق”، يمكنه أن يجعلنا نتقدم كثيرا في الحديث عن ضرورة إعادة النظر في اللغة، إعادة النظر في النص، إعادة النظر في التلقي.
هذه الرؤية العامة جعلت د.يقطين يتخذ موقفا “ضد التأويل كما يمارس في فضائنا الأدبي المغربي والعربي”، فقد بدأت تتكون عنده “حساسية تجاه التأويلات” التي يرى بأنها اختزالية تحكم على النص وتؤوله انطلاقا من شذرات معينة رغبة في تقديم رؤية مخالفة أو رأيا معارضا، ويتأكد هذا بوضوح من خلال صفحات التواصل الاجتماعي.
كل هذه العوامل، إذن، جعلت د.يقطين يذهب إلى أن البحث في شكل النص الأدبي يمكن أن يكون مدخلا لتجاوز التأويل أو هذه التأويلات التي تنبني بصورة أساسية على تحليل المحتويات، معتبرا أن هذا التحليل ممكن أن يجعل مثل هذه المضامين تختلف كل الاختلاف عن تلك القراءات التجزيئية التي نقوم بها حين نلتفت فقط إلى بعض الأفكار، إلى بعض التيمات ونتعامل معها كأنها تمثل أو تجسد رؤيتنا التي نريد أن تسود العالم. من هذا المنطلق اختار التعامل مع البنيوية، التي فهمها على أساس أنها ليست قتلا للإنسان أو قتلا للتاريخ أو دفعا للتأويل ولكن باعتبارها محاولة لفهم الظاهرة، لأنه لا يمكننا أن نؤول أي ظاهرة بدون فهم، لذلك فمرحلة الفهم يشدد عليها كثيرا لوسيات غولدمان، فلا يمكننا أن نؤول بدون فهم، ولا يمكننا أن نؤول بدون تحليل .
وقد أكد د. يقطين أنه بالرغم من موقفه المعارض للتأويل إلا أنه قدم تأويلا آخر، وهذا التأويل الآخر الذي سعى إلى تقديمه قد وفر له العدة التي تمكنه من الوصول إليه، وهي البنيوية؛ حيث إنها لا تنكر المضمون، “فحين نعطي الأهمية للشكل فيعني أننا نريد الوصول إلى المضمون المناسب”، يضيف د.يقطين. من ثمة، فذهابه إلى البنيوية كان بهذا الهدف، أي الوصول إلى التأويل الملائم. وأهم ما تميزت به المرحلة البنيوية كما فهمها هو نزوعها العلمي. مؤكدا بأسف على أن هذا هو “ما غاب عن النقد العربي الذي تعامل مع البنيوية باعتبارها منهجا الهدف منه هو عزل النص عن العالم الخارجي”.
فالمقصد من البحث في النص في ذاته هو تحقيق معرفة علمية بالنص أو بالعلامة التي نبحث فيها، بعد مراكمة مجموعة من الاجراءات المتعلقة بفهم النص والعلامة بالخصوص من خلال العلمين الأساسيين وهما البويطيقا والسيميائيات الأدبية من خلال تحققهما الأساس السرديات والسيميائيات السردية أو الحكائية نجد أن السرديات كان الهدف منها هو فهم السرد من خلال بنياته الأساسية انطلاقا من مقولاته الكبرى التي بدونها لا يمكن الحديث عن العمل السردي .
وكان هذا هو الأساس الذي بنى عليه د. يقطين السرديات على اعتبار أن هذه المقولات كلية ولا يمكن إلا أن نعثر عليها في أي عمل سردي كيفما كان نوعه. وقد حدد هذه المقولات الأساسية في تحليل السرد من منظور السرديات في الزمن والصيغة والرؤية السردية أو الصوت السردي. وهذه المكونات هي مكونات الجملة كما صاغها جيرار جنيت وهو يبحث في الخطاب السردي.
يرى صاحب “قال الراوي” أن السرديات في البداية كانت “ضد التأويل لسبب بسيط هي أنها كانت تريد أن تحلل النص السردي، تريد أن تبحث في الآليات والاجراءات التي يمكن أن نجدها في أي عمل سردي كيفما كان نوعه وجنسه بهدف معاينة كذلك الخروقات التي من الممكن أن تحصل داخل أي عمل سردي”. ثم بعد ذلك حدث التطور، إذ بعد أن تم صياغة مصطلحات خاصة تعنى بتحليل العمل السردي بدأ التفكير في الخروج من البنية إلى ما بعد البنية، وتجلى هذا في التسعينيات حين بدأت تظهر اجتهادات متعددة تستفيد أولا من المنجز السردي الذي تحقق في المرحلة البنيوية، ثم تطوير مختلف الاتجاهات لتصبح السرديات تعرف بوسم “السرديات ما بعد الكلاسيكية”، فالسرديات الكلاسيكية هي الأساس الذي تشكل في المرحلة البنيوية، والسرديات ما بعد الكلاسيكية هي تطوير للسرديات الكلاسيكية.
وهكذا، فالسرديات ستصل الى التأويل بعد أن كان لها رصيدا ساهم في فهم البنية التي تبحث فيها، لأنه بدون فهم البنية أي بنية لا يمكننا أن ننجح في تأويلنا. فإذا كانت البنيوية تبحث في البنيات فإن ما بعد البنيوية تبحث في العلاقات.
وإجمالا، فإن “مرحلة الستينيات قد شهدت الاختصاص العلمي، فمرحلة التسعينيات شهدت تداخل وتعدد الاختصاص، وهذه الصيرورة هي التي نعيشها الآن”.
يتساءل د.يقطين عن موقفه الحالي من التأويل، فيجيب بثقة بأنه “سيظل هو نفسه”، معللا ذلك بأن التأويل الذي لا يتأسس على التحليل لا يمكن إلا أن يكون تأولا أو تأويلا كيديا أو تأويلا مغرضا أو تأويلا مسبقا أو ما شابه ذلك، لذلك فيعتبر كتابه “انفتاح النص الروائي” في علاقته بكتابه “تحليل الخطاب الروائي” كتابا ينتقل من التحليل إلى التأويل، أي من الطبيعة إلى الوظيفة، فإذا كان في “تحليل الخطاب الروائي” حاول أن يحدد المكونات الأساسية للرواية العربية بعد هزيمة 67، فإن كتاب “انفتاح النص الروائي” هو محاولة لتجاوز ما يقدمه النص إلى ما هو خارج النص.
مقتضى ذلك، أن السرديات كانت تركز على العلاقة بين الراوي والمروي له، ثم تم الانتقال من الراوي إلى المؤلف ومن المروي له إلى القارئ.
مشيرا إلى أن كتاب “انفتاح النص الروائي” لم يقرأ جيدا وحتى إذا قرئ فيقرأ بشكل منفصل عن تحليل الخطاب الروائي
منهيا محاضرته بقوله “أدافع عن الفهم ضد التأويل، وأدافع عن التحليل ضد التأويل، ولكني مع ذلك سأظل مؤولا وسأظل أمارس التأويل” مشيرا إلى نوعين من التأويل؛ المحمود والمرذول، ومعتبرا أن “الفصل بينهما هو أيهما قابل للتطور؟ وأيهما قابل للنكوص؟ أيهما يخدم المستقبل وأيهما يخدم اللحظة؟”
وفي فترة المناقشة، التي أبان فيها الطلبة الباحثين عن مستوى يليق بالمقام، تردد سؤال العلمية في عدة مداخلات، إذ تساءل أحد الطلبة قائلا: كيف يمكننا الحديث عن تفسير علمي للظاهرة الأدبية مع العلم أن هناك اختلافات جوهرية في القراءات والتأويلات من باحث لآخر؟
أجاب د. يقطين بالقول إن “العلم هو التعبير المناسب للعصر الذي نعيشه وأن المجتمعات التي سبقتنا إلى الأخذ بالعلم هي التي تحكم العالم”، أما العرب اليوم، فهم “خارج العصر”، لأنهم لا يساهمون في المعرفة العلمية. فالعلوم كلها نسبية، وحتى العلوم الحقة لا تقدم إجابات نهائية، بل هي أيضا، حسب المحاضر، ليست موضوعية ما دامت قد تتدخل في نتائجها عوامل أخلاقية أو سياسية أو اقتصادية، علاوة على أن النظرية التي لا تقبل الخطأ ليست نظرية علمية. العلم سيرورة، لكن وعينا وصل إلى أن دراسة الأدب غير ممكنة علميا، ويرد د. يقطين على هذا الزعم بالقول إن ما حققه العرب في تاريخهم هو أخذهم بصفة العلمية، أي أنهم اشتغلوا بالعلم، لذلك أنتجوا علوما شتى، بينما نحن اليوم لم نولد أي مصطلح واحد في الدراسة الأدبية. إضافة إلى أن سؤال الأجناس الأدبية ومسألة التحقيب مثلا لا يمكن أن يجيب عنهما إلا العالم الأدبي وليس الناقد.
وفي الختم، تم تكريم الدكتور سعيد يقطين والاحتفاء به من طرف طلبة الماستر تقديرا لمجهوداته الأكاديمية العلمية الرصينة في النهوض بالدرس الأدبي العربي عموما، والسردي على الخصوص.
شكرا للدكتور المحاضرة والشكر موصول لصاحب هذه الخلاصة الأخ سعيد، وتبقى مداخلتي في إطار إشاكلية التأويل، وهو موضوع ناقشته المدرسة البيانية العربية، وتأطر انطلاقا من النص القرآني الكريم، وموقف الرافض للتأويل فيه، على أساس أن متن بياني لايعجزه التبيين، وأن ماورد فيه حقيقة لاتأويل لها، وهنا لابد من التمييز بين التأويل والصور البيانية التي من وظيفتها تقريب المعنى وجعله ماديا قابلا ليتصور الذهن البشري، ولكن هذا الرفض لتأويل المتن القرآني وبل باتجاهات أوغلت في تأويله حتى صارت البقرة هي عائشة والكوثر هو الحسبن، مما يجعل المقربات تخرج عن مقاصد القرآن. ولواقع كما بين الدكتور سعيد يقطين أن التأويل يجب أن يؤسس على التحليل والسياق وأن لايكون شماعة نلقي عليه قيمنا ومعتقداتنا وهواجسنا.
وشكرا جزبلا ، ودام لكما الإبداع الموفق.
شكرا للدكتور سعيد يقطين على هذه المحاضرة القيمة ،والشكر موصول لصاحب هذه الخلاصة الأخ سعيد، وتبقى مداخلتي في إطار تاريخية إشاكلية التأويل في النقد العربي، وهو موضوع ناقشته المدرسة البيانية العربية، وتأطر انطلاقا من النص القرآني الكريم، وموقف البيانيين الرافض للتأويل فيه، على أساس أنه متن بياني لايعجزه التبيين، وأن ماورد فيه حقيقة لاتأويل لها ـ حتى فيها لايتصوره العقل كقوله تعالى “والسماوات مطويات بيمينه” وغيرها من الآيات، وهنا لابد من التمييز بين التأويل والصور البيانية التي من وظيفتها تقريب المعنى وجعله ماديا قابلا ليتصوره الذهن البشري، ولكن هذا الموقف الرافض لتأويل المتن القرآني، قابلته اتجاهات ذات خلفيات متعددة فلسفية ومذهبية أوغلت في تأويله حتى صارت البقرة هي عائشة والكوثر هو الحسبن، مما يجعل المقربات تخرج عن مقاصد القرآن. والواقع كما بين الدكتور سعيد يقطين أن التأويل يجب أن يؤسس على التحليل والسياق وأن لايكون شماعة نلقي عليه قيمنا ومعتقداتنا وهواجسنا.
وشكرا جزبلا ، ودام لكما الإبداع الموفق