رسالة إلى التاريخ | ثامر سعيد
ثامر سعيد:
أيّها المُمَوّهُ الأفّاك
جيادُكَ التي تخبُّ في الدماء
لن نمتطيها .
وأوراقُكَ المسطورةُ بالضغائنِ
لا شأنَ لنا بها .
كيف تزوّقُ جمجمةَ الوقتِ
وفرشاتُكَ ملطخةٌ بالرماد .
ناضجةٌ أحلامُنا
فلا تفضْ علينا بموائدِكَ الفاسدة
لك مآثرُكَ ولهم
ولنا حطبُ الشكوكِ واشتعالُ الأسئلة .
مريدوكَ كثر
ما زالوا حولك كالذباب
ويرقصون لك كالقرود
يمسحون رؤوس خرافهم بالمواعظ
ويشحذون سكاكينهم لها بالورعِ
فاجنحْ لهم .
أزحْ ستائرَكَ السّودَ عنا
ودعْ لنا الأفقَ والأجنحة
نحنُ أبناءُ النوافذِ
لا تحدّثنا عن المجدِ والجنون ،
الفتحِ والمآثرِ ..
عن أباطرتكَ المنقرسين
وعبيدهم ..
يقطرُ الغيظ من جباههم
ويخنعون ،
ألفُ نيرون
وألفُ روما ..
الخرابُ هو الخرابُ
وإن تباينتِ الحرائقُ .
ثامر سعيد رسالة إلى التاريخ | ثامر سعيد 2016-01-13