عزالدين بوركة
إنه فرنسوا ميتيران (1916-1996) وجه فرنسا الحديدي وداعي السلام الأبرز في تاريخ الرئاسة الفرنسية، وقد برز ذلك خاصة في مواقفه الداعية إلى السلام الفلسطيني الإسرائيلي، خلال طيلة ولاياته الرئاسية من 1981 إلى 1995. قد يكون الوجه الأدبي لهذا الرئيس قد سبق والكشف عنه فقد كان هاجسه الأدب كما تبرهن عليه نصوصه عن فرنسوا مورياك وأندريه جيد وهنري دو مونترلان. اليوم تكشف الصحافة الفرنسية عن الوجه “العاشق” الشاعري لهذا الرئيس التاريخي لفرنسا، “أزيد من ألفي رسالة غرامية كتبها فرنسوا ميتيران إلى آني بينغو، كشفت عن العلاقة الحميمية (الراشدة) التي جمعت بين الرئيس السابق وهذه السيدة التي وهبته بنتا، اسمها مازارين“.
ميتيرون وآني
فقد صدر عن دار النشر غاليمار، كتاب “رسائل إلى آني، 1962-1995″، بتاريخ 13 أكتوبر 2016، تكشف فيه آني بينغو اللثام عن أزيد من 2000 رسالة غرامية أرسلها ميتيران إليها، “فقد عقد الرئيس ميتيران علاقة غرامية استمرت طيلة أزيد من ثلاثين سنة سرية، من 1962، إلى أن كُشف عنها سنة 1994“، سنة قبل نهاية ولايته الرئاسية الأخيرة وسنتين قبل وفاته، إذ يضيف ذات الموقع انه “نشر الرئيس في فترة ولايته الثانية صورة له مع شابة في العشرين من عمرها، إنها مازارين، ابنته من العلاقة اللاشرعية“.
آني بينغو ومازارين في جنازة ميتيرون 1995
“يا رغبة في ذراعك، في وجودك، في النار والموج، في صرخة تنقلنا إلى ضفاف عالم آخر…” بهذه الكلمات وغيرها وقَّع “فراسوا”، ابن العائلة البرجوازية الذي صار رئيس فرنسا، رسائله إلى عشيقته “آني”.
أول رسالة، جاءت في الكتاب كانت موقعة بتاريخ 19 أكتوبر 1962، تُظهر ذلك العاشق الخجول، سيناتور ولاية نيفير الفرنسية، الذي سيصير بعد 20 سنة رئيس البلاد، فرنسوا ميتيران الذي سَيَعِدُ “الآنسة أني بينغو” أن يرسل لها نسخته من كتاب سقراط، “هذا الكتاب الصغير، سيكون رسولا يُخبرك بتلك الذكريات المخلصة التي مازلتُ أحتفظُ بها من ساعات في صيفٍ رائعٍ“.
في تلك الفترة، كما تؤكد فرانس 24، كان عمر الآنسة آني 19 سنة، في منظور القانون الفرنسي مازالت قاصر (سن الرشد كان ثابتا في 21 سنة)، “تعرف عليها في محطة شاطئية في هوسيغور”.
ستصير الرسائل بعد ذلك أكثر حميمية “أحب يدي التي داعبت جسدك، وشفتي التي قبلتك..” كتب فرنسوا ميتيرون في يونيو/حزيران 1964.. أحيانا رسائل تحمل تعابير توحي بغيرته عليها “أتخيل أن تكوني لشخص آخر، إنه أمر فظيع” كما اعترف في سبتمبر/أيلول 1970.
يوميات لآني، 1964-1970
بعد 12 سنة (1974) من العلاقة السرية، ستحمل آني بينغو بطفلتها، مازارين إلا أنه كتب لها “لو كان ذكرا، سيكون رائعا“.
ومنذ 1981 وانطلاق الانتخابات التي خاضها “ميتيرون” ستقل المراسلات بينه وبين “بينغو”. في إحدى تلك الرسائل القليلة سيعترف الرئيس لها أنه يعاني السرطان، كان ذلك في 9 من حزيران 1981. إذ سيتوفى بعد ولايتين بسبب هذا المرض، وقبل موته كتب لآني “سعادتي أن أفكر فيك وأن أحبك“.
بالموازاة نشرت غاليمار كتاب “يوميات لآني، 1964-1970″، يوميات حميمية، من الرسومات والكولاج كُتب من قبل فرنسوا متيرون إلى “أني التي أحب“.