محمد العياشي:
إلى أين تمضي؟ أنا لست أدري
إذا كنت تدري فكن لي دليلْ
أقدّم رجْلا على رعْشة
وأؤخر أخرى لخوفي الجليلْ
أسير وهذي طريقي ظلام
أسير وأجهل أنّى أؤولْ
أسير وتتبعني في الظلام
أوْهامُ ليلٍ رهيبٍ طويلْ
أسير وأتبع أشباح وهْم
يسير ولكنّ شبْحي هزيلْ
أسير ولو كنت أسطيع طرت
أوْ لا أسير كصخر ثقيلْ
أسير لأنيَ لا أستطيع
سوى السير في ساحة من طلولْ
أسير وفي مقلتي ساخن
من الماء والزهْر فيه ذبولْ
وفيه لهيب وقد تعتريه
أعادي تهشّمه إذ تصولْ
إلى أين ترحل؟ أما أنا
فحولي ضباب وجسمي عليلْ
وأمّا أنا فبيوتي عليها
نسيج العناكب تجري تجولْ
وأما أنا-لا تجادلْ-فجيشي
غبار تلاشى وظلي ضئيلْ
فمن أنا والليل داج كئيب
إلى أين أمضي وشخصي خليلْ
فمن أنا في غسقي يا ترى
وما وجهتي في ضنى لا يزولْ
أراني خيالا ولكنه
يعاني ويشكو زمانا ثقيلْ
أراني جمادا ولكنه
يحب ويصبو لخد الجميلْ
أراني –ويا ليت هذي الليالي
تريح دمي بالردى-في كبولْ
أراني -وليتي كبعض النسيــم-
من جدول ينتهي عن قليلْ
صديقي إذا ما نجا في الطريق
رحيلك لم ينج لي من رحيلْ
رحيلي غموض بدنيا الغموض
أعبرها مكفهرا أميلْ
حبيبة قلبي ألا أين أنتِ
في ظلمة الليل أثناء جيلْ
أتشكين مثلي شديد الرياحْ
تئنّين في سفر كالضليلْ
تقاسين أوهام ليل حليك
يكدّر في فيك ماء الشمولْ
تقاسين أوهام ليل تعدّى
عليّ الحدود بسيف صقيلْ
فأين الغرام لأمثالنا
أيحيا الهوى بين نقْع يهولْ
حبيبة قلبي تأوهت حقا
وإن التأوه عندي بديلْ
إذا متّ يوما فلا تذهليني
فإني الحزين وإني النحيلْ
فآها لقلبك آها لقلبي
فآهاتنا العمْر لا تستحيلْ
صديقي إلى أين تمضي؟ فأما
أنا فضرير هوى للعويلْ
فأرشد صديقك هذا صديقي
إذا كنت تدري طريق الوصولْ
1999