دفاعا عن الطب النفسي | ناصر السوسي
ناصر السوسي
من الأفكار التي صار يشيعها بعض ممن يدعون أنهم “كوتش ” “ومبرمحين للغة العصبية ” و “لتغيير الخريطة الذهنية” للأشخاص الذين يقصدونهم لأسباب ذاتية وموضوعية مايلي :
1- ان المستحضرات الطبية الكيماوية من عقاقير وأدوية غير مفيدة لمن يعاني من اضطرابات عقلية أو نفسانية .وحينما يلقون كلامهم هذا على عواهنه يستدلون على ذلك ب “الخوف “من الإدمان على بعض الأدوية أو بصعوبة تحمل المرأة الحامل وجنينها لبعض من تلك الأدوية.
2-عدم تحمل بعض الأطفال والمراهقين لبعض من تلك الأدوية وهذا ما حاول دعي ” كوتش ” أن يقنعني به ،عبثا ، “دعي” في بحر السنة المنصرمة .
3-إن العلاج بالكلام ( وغير الهضرة ) مفيد ويمكنه تقديم علاجات نفسانية فعالة للمرضى…
4-قصور التحليل النفسي الفرويدي (بما في ذلك الإسهام الذي جاء به أتباع فرويد ومعارضوه ) وعدم نجاعته كمقاربة مفيدة للنفاذ إلى عمق الشخصية الإنسانية وإلى مكنوناتها اللاشعورية اللاواعية… التي تعمل على تحريك مسلكيات الناس واتجاهاتهم بهذا الشكل أو ذاك….
5-اعتمادهم الكلي على كتيبات/خردات تعرض على قارعة الطريق من قبيل “كيف تكون سعيدا؟”، “سر الزواج الناجح “، “السعادة الزوجية “، “سر الشخصية الناجحة “…
إن المرض العقلي (والنفسي) عرض من أعراض الحياة واعتلال يعتري الصحة. هو مرتبط وفقا للمنظور البيولوجي بجذور وراثية تذكيها الظروف الاجتماعية والثقافية والسياسية و يلعب فيها البناء النفسي للشخص دورا أساسيا إن لم نقل حاسما أحيانا… لذا لن يكون العلاج ممكنا إلا على يد أطباء نفسانيين متخصصين لا على من يدعي “الكوتشينغ ” و “البرمحة اللغوية العصبية ” و استطاعة علاج مرضى و…و…و… لاحول ولاقوة له …
الطب النفسي تخصص علمي دقيق، إنه اقرب فيما أحسب إلى العلوم الإنسانية كعلم النفس والأنثروبولوجيا والسوسيولوجبا واللسانيات …لكنه يظل علما أساسا بعيدا عن كل الترهات و عن كل أشكال الشعوذة الفكرية وأضراب الخرافة والتضليل التي يروجها بعض من يدعي البرمجة اللغوية العصبية.
التحليل النفسي العلوم الإنسانية فرويد ناصر السوسي 2016-08-16