لوحة الحصاد الذهبي فان خوخ
خمس قصص قصيرة جداً | عبد السلام إبراهيم
عبد السلام إبراهيم
كوميديا الموتى
استغرق وقتاً طويلاً يحفر القبر الذي يعلوه المسرح.
كوَّم التراب القديم جداً حول الحفرة.
سحب الملاءة القديمة من تحت عظام أبيه التي نخر فيها الدود.
لف الرفات في قماش أبيض جديد.
صعد خشبة المسرح لكي يُنهي المسرحية الكوميدية.
الوحل
خرج من رحم المصرف المائي موحلا .
وجد الآخرين ينظرون إليه شامتين.
وقف على فوهة المصرف الموحل يتهمهم،
بأنهم موحلون أيضا حتى غربت شمس اليوم.
نداء الموتى
خرجت فوق القبر متلفحة بالكفن.
تنتظر أن يسقيها بشرٌ ماء…
ظللتُ ليالٍ طويلة أرفس الغطاء أدفع عني الرؤية.
قالت النساء إنها تناديني.
عرفتُ أنني ميت لا محاله.
الليلة التي لم تظهر لي متجسدة،
كانت أمي قد استقرت بجوارها في نفس القبر.
المماليك
خرج جنود المماليك من بولاق الدكرور،
متجهين إلى أسيوط عن طريق بنها،
شُنق بعضهم عند باب زويلة،
فلولهم الفاره من جنوب السودان وصلت إلى العراق،
وبعضهم استوطن سوريا وفلسطين،
تغيرت ملامحهم عن أيام طومان باي،
لكن ما بين العينيَّن الضيقتيَّن
علامة شديدة الصغر تبين أنهم راجعون لا محاله.
إبليس
قال الإمام:حاذوا المناكب وسدوا الفرج،
باعد ما بين قدميه واستلهم الخشوع،
الكتف بالكتف
تحرى الدقة في مساواة كتفيه بالواقفَيْن على جانبيه،
النظر موضع السجود،
غرز نظراته أسفل قدميه،
أُقيمت الصلاة،
كان إبليس يمثل في عقله دوراً جديداً.
ملحمة العودة
تفجيرات تدوى في كل الأحياء،
يسبقها ارتباك وفوضى، وفض اعتصام،
وتلعثم في نطق الحروف والجهاد في صفوف الجماهير،
وتوفير الخبز وأنابيب البوتاجاز،
يسبقها النداء بسقوط العسكر وقطع الطريق،
بدايتها هتاف بإسقاط النظام.
أرسطو
كل عام أقرأ كتاب أرسطو،
“فن الشعر” وحواشيه،
تعلمت فنون الدراما وتذوق الشعر،
حدد أرسطو مقومات البطل التراجيدي،
لكننى لم أجد في كتاب فن الشعر،
فصلا يتحدث عن فوضى الثورات.
خمس قصص قصيرة جداً عبد السلام إبراهيم 2016-09-21