عبد الله زريقة:
آه كيّف أنظرُ
والعينُ مُخنّنةٌ
وهل هذه الأرضٌ
أم حجرٌ للتّيممِ
وما هذه الطّريقُ الممتدّةُ من الحريمِ إلى الجنّة
وهذه المرأةُ التي لمْ تجدْ سوى ظهرِ خادمها لتطلّ من نافذة
على نعش
وهذه الحنفيات المهدورة من صدئ حنجرة
والمنجّمون الذين لمْ يتركهم الذباب يرون هذه السّماء
والمتاهات التي تؤدّي إلى غضّة كلب
لكن لا أعرف أن بين الشرق والغرب
حجابا
ومَسْبحة من الذنوب
2
كيف لا تُصبح يدكَ عاهرة
وأنت ترسم كلّ يوم
كيف تكونُ حين يُصبح القماش حقلا
وعينكَ غرابا
وماذا سيفل “موني” ورونوار” و”بيّسارو”
لوْ لمْ يخرجوا إلى الهواء الطّلق
ثمّ ما لون الحمق إن لم يكن أصفر
وما قيمة خطّ إن لم يكن كحدّ شفرة
وهل رأيت هذا الوجه الذي يُشبه كسرة خبز
والنساء اللواتي كحبّات البطاطس
والشمس التي لا تصلح لأيّ صباح
ماذا كان سيفعل “ماتيس” لوْ لمْ ينفخ ريحه
في سِروالٍ أحمر
وما فائدة هذا الكرسي المُنهار إن لمْ ينتظر
“فان كوك” حتّى يخرج من خلاء مستشفى
3
يا “إنْغْرِس”
لماذا يبدأ الجسد من الظّهر
ويا “دُوغا”
من يرقص
الخِصرُ أم هذا الهواء
ويا “ميشيل آنج”
أيّ نهضة غير نهضة الجسد
وهل كان يُمكن اكتشاف أمريكا قبل اكتشاف ثنايا
الجسد
نسيت كيف دخلت ذلك البار البالي جدّا
حيثُ ماني في سرواله الزّيتي المنكمش
و”بونارْ” يُساعد امرأةً على نزع قميصها
و”ماتيس” يطلي ساقا بزُرقة عينيه
ولم أرَ أحدا آخر