فاتحة صلاح الدين (المغرب):
فِي سَمَاءِ الْبَوْحِ حَــرْفِي قَمَرُ
وَ حَنَانٌ آسِرٌ يَنْهَــــمِرُ
طِفْلَةُ النُّورِ قَصِيدٌ هَـارِبٌ
لَمْ يَصِدْهُ فِي الـرَّوَابِي بَشَرُ
هِيَ أَحْلَامٌ مِنَ الـرُّوحِ طَفَتْ
خَطَّهَا الشِّعْرُ، فَنَاحَ الْوَتَــرُ
كَانْهِمَارِ الرُّوحِ فِي حَـضْرَتِهِ
مَطَرٌ، لَيْتَكَ لِي يَا مَطَــرُ !
كُنْ رِدَائِي فِـي شِتَاءٍ نَازِفٍ
أَوْ سِوَاراً فِي يَـدٍ تَنْتَظِــرُ
لاَ تَغِبْ لَيْسَ لِدُنْيَــايَ غَدٌ
دُونَ عَيْنَيْكَ فَأَنْـتَ الْقَدَرُ
رُبَّمَا فِي رَسْمِكَ الْـوَهْمُ سَمَا
يَا مَجَازاً نَبْضُهُ مُــسْتَعِـرُ
مُرَّ بِي هَاكَ جُــنُونِي أَرَقاً
كَنُجُومٍ يَشْــتَهِيهَا السَّهَرُ
لَا تَثِقْ بِي فَغَداً أَنْسَى غَدِي
وَصَبَاحِي لَيْــسَ فِيهِ الزَّهَرُ
ثَمِلٌ لَيْلِي , غِنَائِي ســكرٌ
وَالصَّدَى فِيهِ مَـتَى يَنْكَسِرُ
سَرْمَدٌ لَا مُنْتَـهىً لَا مُبْتَدىً
لَمْ يَكُنْ فِي مُـشْتَهَاكَ الْخَبَرُ
لَمْلَمَ النُّورُ شَـــظَايَاهُ وَمَا
أَخْرَسَ الْهَمْـسَ هُنَاكَ الْحَذَرُ
فَاشْتِيَاقِي بِالْمَنَافِي مُــوحِشٌ
مَاجَ بَحْراً أَنْتَ فِيــهِ الْجُزُر
فَانْثُرِي يَا مُــفْرَدَاتِي فَرْحَةً
كَفَرَاشٍ بِالْمَــــدَى تَنْتَشِرُ
أَيُّهَا الْعَاشِـــقُ رَتِّلْ آيَةً
كَيْ يُطِيلَ الـصَّلَوَاتِ النَّظَرُ
أَفَلاَ تَنْظُرُ مَا أَوْحَــى وَمَا
عَنْكَ أَخْفَى خَافِقِي الْمُنْصَهِرُ
أَرْجِعِي لِي مُلْهِمِي يَا سُبُلِي
فَإِلَى عَيْنَيْــــهِ تَاهَ الْأَثَرُ
خَمْرَةُ الْوَصْلِ لَهَا أَقْدَاحُهَا
مِنْ حَنِينٍ وَالسُّكَارَى كُثُرُ
كُلَّمَا جِئْتَ تَرَى الْمَنْفَى هُدىً
كَمْ جَمِيلٌ فِي مَــدَاكَ السَّفَرُ !