خالد خشان
1
لقد أسرفنا كثيراً في مدح من نحبهم
ومثل خيط شفيف يسيل من القلب، ذلك الأسف.
يوم كانت الأيام وظلالها تتعثر في صوتكِ
كنتِ نذراً وقد نسي تماماً في ازدحام النجوم التي شاخت في جيوبي، وها أنا أمامكِ بكل وضوح في ربوتي أقشر أيامي بما علق بها من أسمائكِ ووجوهكِ العديدة.
المياه التي تركناها خلفنا، المياه التي غطت قلوبنا في يوم ما، يوم تبنينا دوي العاصفة وبإفراط وكخسائر يومية أصافح الأفق الفارغ منكِ وأغلق يَديٌ الفارغتين بطمأنينة ولست بعيداً عن اليابسة.
2
كشباك في انتظار ان يفتح ذراعيه، لاحتضان الهواء العليل، أفتقدكِ دائماً، الشوق وحش عما قريب سيفتك بنا، فمن رش على جرح غيابكِ ملحاً؟
كيف صنعت لنفسك كل هذه الوحدة؟ تلك روحك أتبعها أينما تحترق ولا تتوارى من دمها، القلب ان لم يعد يتذكر يداً لوحت له في يوم ما، تخلى عنه أيضا.
وحيداً أغني، روحي موتاً هلامياً يكبر ينقر أيامي يحاصرني.
3
في يوم مولده، قبلة على صليبكِ وهو يتدلى في مراعيك، مدي ذراعيك كجناحي طير واستنشقي الهواء عميقاً، وتذكري بأن هذا هو وقتنا المتبقي والذي سال منه الكثير أمام أعيننا ولم نفعل شيئاً
هل لديك يدان قادرتان على احتضان من تحب؟
رهبان كثر خلفكِ، يقلدون صلاتكِ وقد أخفقوا في جمع ضوء يديك، تنهض المدن، المحطات، دوائر البريد السريع الى أعيادها وأنا برفقة اسمي الوحيد، أنتظر سطوع جبينكِ الأغر.
4
بعتمتهِ، مطلق في السماوات الغريبة وكأنه ظلك الأخير أيها الوجه
في حروبنا العديدة، الحروب المجاورة للقلب
أعود إليها متأخراً كل ليلة، وكنجم نحيل كالأيام في سقف الغرفة، نعلّق أمنية ونصلي لها كي تكبر، لكننا نخسرها معاً في الصباح الأكيد.