خوسيه بيرو
ترجمة : أحمد أصبان أحمد
كنت هناك، هناك
وضعت قدماي.
لكن الرب وحده يعلم
أني لن أكون هناك
عندما ينادونني.
يشبه الحلم الموت:
تترك الروح الجسد،
تخرق القضبان، تهرب،
لتطير في أمكنة أخرى.
لكن أين المفر،
أين اليد التي ستصافح
يدي غير المحسوسة،
أي حياة ستغمرني،
أي ظل أتشبث به
أي هواء أستنشقه…
أفرّ، لكن
أين المفر…؟
(يحترق باليسترينا
عند عزفه على الأرْغُن.
إنه غابة من الأشجار الرائعة.
فأس تهد أبوابا من حديد،
مطر يهطل من الغموض،
صوت العوالم حين تنتظم.)
أين المفر وما العمل؟
بأي لحظة أتمسك،
بين أي الأطلال أسير،
في أي من البحار أبحر،
بين أي سحب
وأي رياح نقية أطير؟
كان خيالا،
أعرف، لكن،
أيستوعب حلم قصير
كل هذه الحياة…
أتجر الحقائق كل هذا الإحباط،
كل هذا الموت والدم والليل…!؟
يوما بعد يوم، حلما
بعد حلم، شكلتُ لحمه.
أقسم لم تراودني قط وساوس؛
اللحم تشكل بالحلم،
والروح بطلقات من دم؛
لكن اللحم والروح كانا
لحم وروح الكل ولا أحد؛
نورا تلاشى عند
أول هبة هواء.
تغمض عينيك لحظة
فتأتيك في الحلم.
إنها الأم الكونية،
حبيبة الكل ولا أحد.
ثغر يقبله الجميع
ولا يقبل أحد.
جسد يلمسه الجميع
ولا يلمس أحد.
حياة يحيها الجميع
ولا أحد.
كانت حلما
لكل من ود أن يحلم به.
بما أن ليس لها ثغر
لم أستطع تقبيل ثغرها.
بما أن ليس لها عينان
لم أستطع رؤية عينيها.
بما أن ليس لها جبهة
لم أستطع لمس جبهتها..
بما أن ليس لها لحما…
أقسم لم تراودني قط وساوس.
وحده الرب يعرف
– هو وحده يعرف –
النوتة السحرية:
إنها أشبه بحبيبة كونية،
أم فتية، بطن مثقل بالربيع،
لحم أتى من أحلام.
أحلام ولدت لحما…
دون أن تُكسَر أو تُدنَس،
دون أن أُكسَر أو أُدنَس.