الرئيسية | أخبار | ” النمر الفيتنامي ” لحسن بحراوي رواية فانتستيكية تنضاف إلى الخيال المغربي

” النمر الفيتنامي ” لحسن بحراوي رواية فانتستيكية تنضاف إلى الخيال المغربي

الموجة

 

غلاف حسن بحوراويعن منشورات سليكي إخوان، صدر للباحث الأكاديمي المغربي حسن بحراوي، في 140 صفحة من القطع الصغير، عمله الروائي الأول الذي يحمل عنوان ” النمر الفيتنامي “. ويأتي هذا المقترح الإبداعي بعد سلسلة من الإصدارات النقدية الهامة، التي راكمها الأستاذ بحراوي في مجالات النقد الأدبي والترجمة والثقافة والأغنية الشعبيتين والسيرة الذاتية وأدب السجون والمسرح وفن السخرية وغيرها من الموضوعات الطريفة، التي كرست اسمه كواحد من أبرز الباحثين المغاربة داخل الجامعة المغربية.

وعلى الرغم من انشغال الأستاذ حسن بحراوي، ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن، بأسئلة وقضايا النقد الحديث في جانبها النظري، إلا أن بداياته الأولى كانت مطبوعة، في أوائل السبعينيات، بميل واضح نحو تجريب الكتابة الشعرية والقصة القصيرة بتأثير من كل رواد القصيدة العربية الحديثة وأعلام القصة في العالم العربي. وعلى الرغم من اشتراطات العمل الأكاديمي، التي أرغمته على ” الابتعاد ” عن هذا العشق الأول، إلا أنه ظل مصرا، في قراءاته ومتابعاته، على تشذيب ذائقته الإبداعية، إلى أن حان الوقت لإعلان بعض نماذجها للقارئ المغربي.

من هنا جاءت رواية ” النمر الفيتنامي ” ثمرة لهذا الإصرار على الإبقاء على جدوة الكتابة الإبداعية مشتعلة، من خلال ما تقترحه من عوالم فانتستيكية متخيلة، راهنت على موضوع  طريف يكاد ينأى بنفسه عن الموضوعات المطروقة والسيارة في مجال السرد المغربي والعربي على حد سواء.

وتحكي قصة الرواية المركزية عن قط وجد تائها بأحد الموانئ المغربية جيء به ليتربى في كنف إحدى الأسر الشعبية، لكن سرعان ما سيتحول، مع مرور الأيام، إلى نمر صغير سيلتهم كل دواجن الحي ويخلق الرعب في صفوف الجيران. هذا التحول المفاجئ سيدفع المصالح البلدية، بسبب وشاية أحد الجيران، بإيداعه حديقة حيوانات المدينة، التي سيفر منها قبل أن تتجند فرق خاصة لتصفيته، وينتهي جثة محنطة بقبو العائلة التي كانت تملكه، ثم مزارا للفضوليين الذين خلقوا ألفة معه وأثارتهم قصته الغريبة.

ويحدث، في سياق أحداث الرواية، أن يقتل الواشي بتحول القط، في ظروف غامضة، مما سيفتح مسار الحكي على عدد من الأسئلة ذات الصلة بواقع حال الحي والمدينة والوطن، من خلال إثارة بعض القضايا الشائكة ذات الصلة إن بحقوق الإنسان أو الحيوان على حدا سواء، بما يعري عيوب الواقع المغربي المشحون بالتناقضات والموسوم بالشطط في استعمال السلطة.

إلا أن ما يغري في هذا العمل، إضافة إلى طرافة قصته، هو نوعية الأسلوب الذي كتب به، وهو أسلوب سهل، سلس وبسيط، عدا كونه يراهن، من خلال استثمار خيال جامح وحر، على عدد من المتناقضات التي طبعت حياة شخصيات تاريخية مشهورة وقضايا خلافية تنتمي لتاريخ المغرب قديما وحديثا. حيث يبدو واضحا لجوء الكاتب إلى استحضار مجمل هذه العوالم من خلال صياغته لجمل مفخخة تقول الشيء ونقيضه في نفس الوقت، وهو ما أعطى لهذا العمل نكهة حريفة ساهمت في صنع تميزه. وبهذا العمل يكون حسن بحراوي قد حاز انتسابه المستحق إلى قبيلة الكتاب المبدعين في مجال السرد الروائي المغربي، في انتظار أعمال إبداعية تخييلية أخرى في القادم من الأيام.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.