الموجة الثقافية – رشيد الطلبي
تتشرف الموجة الثقافية في نطاق الملف المفتوح حول “القراءة بالمغرب الواقع و الآفاق” أن تتقدم بإجراء حوار سوسيوثقافي مع المؤطرة التربوية” و رئيسة فرع شبكة القراءة بالرباط “نجية مختاري ، حول شبكة القراءة في علاقة بفعل القراءة بالمغرب وأثرها على المدرسة المغربية. يجري الحوار عضو هيئة التحرير “رشيد طلبي”الحامل لبطاقة الهوية الصحفية رقم59-15.
-
الأسئلة الحوارية المقترحة:
-
“نجية المختاري” المؤطرة والفاعلة الجمعوية
-
البدايات ودور المجتمع المدني في نشر فعل القراءة
-
أهم محطات جمعية “شبكة القراءة بالمغرب”
-
“نجية المختاري”: أهم أهداف الشبكة والوسائل الناجعة لنشر عادة القراءة
-
علاقة شبكة القراءة بالمغرب ومشاريع وزارة التربية الوطنية
-
مشاريع الجمعية والمقصديات غير المتحققة. ما العمل؟
-
القراءة والتعليم بالمدرسة المغربية العلاقة والأفق المستقبلي؟
-
القراءة والرقمنة: الأفق المفتوح، وكيفية بناء وعي قرائي بالمغرب
-
نجية المختاري: آراء حول القراءة بالمغرب
1 البدايات ودور المجتمع المدني في نشر فعل القراءة:
حسب ما أبانت عنه تجارب دول تحقق نسبا عالية في فعل القراءة بكل مكوناته بدءا بالتأليف والنشر والقراءة ورواج المكتبات وانتشار القراءة في كل الأوساط، أن فعل القراءة ليس من اختصاص المجتمع المدني لوحده، ولا يمكنه ذلك وإن أراد، لأن فعل القراءة هي قضية أمة وهي استراتيجية الثقافة العامة، لذلك مثلا في فرنسا يضطلع بها مفكرون ومبدعون ومختصون في إطار مراكز بحث ضخمة، وتنظم لها حملات، فقد خلقوا منها تخصصا قائم الذات ضمن تخصصات علم الاجتماع يسمى سوسيولوجيا القراءة، وأنجزت دراسات علمية تخضع لمعايير ومؤشرات يقاس بها مستوى القراءة في المجتمع ونوعيتها والفئات الأكثر إقبالا على القراءة تتجدد على مدى كل عشر سنوات أو ثماني سنوات (انظر الدراسة التركيبية التي أصدرتها مديرية الكتاب والقراءة بفرنسا Sociologie de la lecture en France : état des lieux, Juin 2000) وهذه المؤشرات تتطور باستمرار بحسب الأهداف المرسومة لهذه الدراسات، وأدوار المجتمع المدني تتجسد في معالجة الاختلالات المرصودة في هذه الدراسات مثل ضعف القراءة في العالم القروي أو العمال… بينما ينتظر من المجتمع المدني في المغرب أن يحل محل مسؤوليات الدولة والمؤسسات المعنية بالقراءة بشكل مباشر. علما أنه لا يتوانى بالفعل عن العمل في مجال القراءة، بل كل ما تشهده الساحة الحالية من دينامية في القراءة فالفضل يعود بالدرجة الأولى إلى المجتمع المدني سواء منه ما هو متخصص في القراءة كما هو الشأن بالنسبة للشبكة، أو ما شكلت القراءة بالنسبة له رافدا مكملا لمركز اهتمامه. ولا يمكن إنكار مفعول الدعم والشراكات في إنجاح مشاريع المجتمع المدني في مجال القراءة.
2 أهم محطات جمعية شبكة القراءة بالمغرب:
شبكة القراءة بالمغرب منذ تأسيسها في دجنبر 2013 انطلقت من رؤية واضحة وهادفة، فهي مدركة تمام الإدراك موقعها في إطار المجتمع المدني المدافع عن حقوق الإنسان، والمرافع عن الحقوق المدنية والشأن العام وحقوق الفئات، كما حددت أهدافها بدقة عندما حددت المجال الذي تشتغل فيه وهو القراءة مع إدراك لامتداداته وكل ما يحيط به، من تحديد المعنيين بتنمية القراءة والمسؤولين عن ذلك، والكتاب بكل أشكاله ولغاته وأجناسه بدءا من التأليف إلى الطبع والنشر والتوزيع وصولا إلى القراء بأصنافهم وأعمارهم والفضاءات التي يتواجدون فيها، ومكتبات خاصة وعمومية وفضاءات الكتاب عموما… لهذا ومن منطلق هذه الرؤية الشمولية والموسعة لا غرابة في تعدد الأنشطة والأدوار التي تقوم بها الشبكةـ وبالتالي فمحطاتها متعددة ومواكبة، بل تلاحق الزمن حتى تكون دوما في الموعد، ومع ذلك يمكنني أن أذكر بعضا منها مثل:
-
الندوة الوطنية التي نظمتها الشبكة في ماي 2014 بتعاون مع شركاء ذوي الصلة بالقراءة، وهم معنيون بترسيخ القراءة على أنها حق من الحقوق، وقد حضرها مسؤولون وممثلون عن هذه الجهات (وزير الثقافة، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ممثل عن وزارة الشباب والرياضة، ممثل دور النشر والتوزيع، فعاليات إعلامية، وجمعوية…)، وقد خرجت بمجموعة من التوصيات تسعى الشبكة إلى الوفاء بواجباتها في حدود مجال اشتغالها؛
-
إحداث برنامج سنوي خاص بالقراءة في المؤسسات التعليمية، عبر نوادي القراءة، بشراكة مع الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية للتربية والتكوين، ومن خلالها يتم التحفيز على القراءة وارتياد المكتبات المدرسية، وتنفيذ برنامج القراءة الذي يراعي بعض المناسبات العالمية مثل اليوم العالمي للمدرس واليوم العالمي لحقوق الإنسان ، واليوم العالمي للمرأة ، واليوم العالمي للكتاب… وفي إطاره تنظم الجائزة الوطنية للقراءة التي تعلن عن نتائجها في المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، حيث تعد هذه المحطة من أبرز التتويجات الاحتفالية بالقراءة والقراء؛
-
المساهمة في أنشطة المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، وقد كان برنامج هذه السنة مكثفا تضمن توقيعات وقراءات، وندوات، وعرض أفلام، واستقبال ضيوف الشرف؛
-
تنظيم جائزة القراء الشباب للكتاب المغربي، بتعاون مع الأكاديمية الجهوية الرباط سلا القنيطرة، في نسختها الأولى 2016، صنف الرواية، وقد فاز بها الكاتب عبد الرحيم لحبيبي عن روايته “تغريبة العبدي المعروف بولد الحمرية”، وأعلنت الشبكة عن النسخة الثانية 2017، صنف القصة القصيرة وأدب السجون؛
-
برنامج القراءة في المخيمات الصيفية بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة، أنجز لحد الساعة في دورتين؛
-
تنظيم ورشات قرائية ومسابقة أحسن قارئ الشهر ولقاءات شهرية بالمكتبات العمومية؛
3 أهم أهداف الشبكة والوسائل الناجعة لنشر عادة القراءة:
الهدف الأساس للشبكة هو خلق مجتمع قارئ، تقوم على أساسه التنمية البشرية بمختلف اختياراتها، ولن يتأتى ذلك بدون تخطيط استراتيجي للقراءة وفق رؤية شمولية، تترجم في شكل أنشطة قرائية هادفة ومتكاملة، وبطرق علمية معززة بالدراسات الميدانية، وبالحملات الإعلامية والتحسيسية، والمرافعات على جعل القراءة شأنا عاما يدرج وجوبا في التخطيط الاستراتيجي للبلد.
4 علاقة شبكة القراءة بالمغرب ومشاريع وزارة التربية الوطنية:
منطقيا تعد وزارة التربية الوطنية هي الحاضنة الأولى للقراءة وإن كانت ليست الوحيدة المعنية بها، لذلك ينتظر منها الكثير، وهي منشغلة بأولوياتها، ومع ذلك هناك أكاديميات عقدت شراكات مع الشبكة وكان لها الفضل في تسهيل وإنجاح العديد من المشاريع، والشبكة من جهتها منفتحة على ما تراه يخدم قضية القراءة.
5 مشاريع الجمعية والمقصديات غير المتحققة. ما العمل:
عن طريق الاستمارات التي توزعها الشبكة على القراء للمشاركة في الجائزة الوطنية للقراءة، في دوراتها الثلاثة، أو في الجائزة الجهوية للقراءة، في دورتها الأولى، أو جائزة القراء الشباب للكتاب المغربي، أو جائزة القارئات للكاتبات المغربيات، يتبين لنا من خلال تحليل المعطيات الوضعية العامة لعادات القراء في المغرب وميولاتهم، وأين يكمن التقصير في القراءات، وبالتالي تفرض هذه الوضعية على الشبكة توجهات معينة في الاشتغال مثل:
-
العديد من المشاركين في هذه الاستمارات يقصون من الفرز الأولي لأنهم لا يبلغون العدد الوافر من القراءات، أو لا ينوعون من قراءاتهم، أو لايتمكنون من قراءة نقدية لما يقرأون، وهذا لا يعني أنهم ليسوا قراء، لهذا تحرص الشبكة على العناية بقرائها، وتبقى على اتصال مباشر معهم في كل المناسبات، وتتيح لهم فرصا أخرى للمشاركة وتتابعهم في نوادي القراءة بمؤسساتهم؛
-
الملاحظ أيضا أنه رغم الجهود المبذولة في تعبئة القراء لاكتشاف الأدب المغربي، فما زالت القراءات مقصرة في حق الكاتبات المغربيات، وهذا يفرض على الشبكة عملا نوعيا للتعريف بالأدب النسائي أكثر وأكثر لأن ما ينشر في هذا المجال من إصدارات يستحق القراءة والعناية الفائقة؛
-
وبحكم اشتغالنا مع الإطفال لترسيخ القراءة لديهم منذ سن مبكرة، فالملاحظ أن الكتابات لهذه الفئة العمرية ما زالت بحاجة إلى كثافة كمية ونوعية، وفي هذا السياق نظمت مسابقة شارك فيها كتاب شباب لفن القصة الموجهة للأطفال؛