الرئيسية |
أخبار |
المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة يناقش في ندوته “الإبداع الفني وسؤال التحرر”
المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة يناقش في ندوته “الإبداع الفني وسؤال التحرر”
متابعات
تحتضن قاعة ندوات الخزانة السينمائية الريف بطنجة يوم الأربعاء 26 أكتوبر 2016 على الساعة الرابعة مساء ندوة “الإبداع الفني وسؤال التحرر“، وذلك ضمن فعاليات الدورة العاشرة من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي تنظمه كل المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، وجمعية العمل الجامعي يؤطرها الباحث محمد العناز، ويشارك فيها مجموعة من الباحثين: سعاد مسكين ” الإبداع الأدبي بين القيد والتحرر”، و محمد برزوق” Roman et sédition “، ويوسف الفهري” سراب الحرية في الإبداع العربي شعر الغزل عند شواعر العرب أنموذجا”، و عبد السلام دخان”النزعة التحررية في سينما شارلي شابلن”، وعماد الورداني”تحرير الجسد بين التغليف والتمزيق”. وقد جاء في أرضية الندوة ما يلي: يؤكد ألبير كامو في كتابه “الإنسان الثائر” على أن الفن في جوهره رفض للعالم، وتمرد على الواقع. فهو ينشد في الآن نفسه إلى هدمهما أولا وإعادة بنائهما ثانيا. بهذا المعنى، يصبح العمل الفني في كل تمظهراته وسيلة لتحرير الإنسان من كل سلطة تروم بشتى الطرق تهجين فكره، وتسطيح وعيه، وإخضاع قدراته الخلاقة لقراراتها السالبة، وجعل خياله حبيس التكرار وإعادة الإنتاج للبنيات نفسها. نعلم جيدا أن العولمة الآن تنشد عبر وسائلها العديدة، كالإعلام السمعي البصري مثلا، إلى أن تفرض على الإنسان معنى واحدا ووحيدا للعالم؛ أي “سَلْعَنة” الكون، وفرض نوع جديد من العلاقات بين الشعوب تنبني أساسا على منطق السوق والتبادل الحر وفكرة الربح والخسارة. هنا تكمن أهمية العمل الفني ورسالاته التحررية وفلسفته ذات البعد الإنساني. فبدلا من قيم البورصة يريد الفن إقامة قيم إنسانية غنية بين مختلف الحضارات والثقافات واللغات؛ بحيث يؤسس لعلائق قوامها الاختلاف، والتنوع، والفهم المتبادل، والحوار البناء. يمكن الفن إذن المرور من الرؤية ذات البعد الواحد إلى الرؤية المتعددة الأبعاد، من العولمة إلى الكونية، من الاستعباد إلى التحرر، من الانسداد إلى الانفتاح، من الهوية المنغلقة إلى الغيرية المضيافة بتعبير عبد الكبير الخطيبي. الفن والتحرر يشكلان معادلة معقدة تعطي للوعي بالواقع والعالم ذلك البعد النقدي الرصين، وتحصن الفكر الحر من كل استلاب وتفتح أمام العقل المتنور آفاقا واسعة بعيدا عن كل تزمت وعصبية تشدد. يصبو الفن بالمحصلة لتغيير نظرة الإنسان لهذا العالم وذلك بدفعه إلى طرح أسئلة حول شرطه الوجودي، وغائيته الأنطولوجية، وعلاقته بالموت والقدر.
2016-10-24