يتكون هذا الكتاب من أربعة فصول ، وهي كالتالي :
الفصل الأول : الحداثة العربية
الفصل الثاني : الحداثة الغربية
الفصل الثالث : البنيوية وسجن اللغة
الفصل الرابع : التفكيك والرقص على الأجناب.
لتحميل الكتاب
في الفصل الأول استعرض الكاتب مذهبي الحداثة (البنيوية والتفكيك) في نسختها العربية عبر مقولات أبرز دعاتها وسدنتها في العالم العربي، (حكمت الخطيب، وكمال أبو ديب، وجابر عصفور ..) ثم كر على تلك المقولات بالنقض والتفنيد، وأسس نقده على تبصير القارئ بحجم الهوة الفكرية التي تفصل المجتمع العربي الغارق في الفقر والجهل والأمية، وبين المجتمع الغربي المترفل في حلل النعيم المادي والتقني، ثم يخلص من تلك المقارنة إلى اتهام الحداثيين العرب بتضليل وعي الإنسان العربي، عبر نشر العبثية في المسرح كما فعل توفيق الحكيم، وإعادة قراءة الشعر الجاهلي على ضوء البنيوية التي تقوم على نفي القصدية، وموت الشاعر، كما فعل أبو ديب، متناسين أن الحداثة الغربية ما هي إلا متداد طبيعي لحالة الشك والعبث التي سيطرت على أوروبا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بسبب سطوة العلوم التجريبية، وتضاؤل حجم الإنسان أمام الوحش المادي الذي تفرد بصناعة المشهد، ونحى الإنسان جانبا، مورثا إياه الشكوك وعدم الثقة بذاته، وهذا ما يتجاهله الحداثيون العرب عن عمد لتنفق سلعتهم في السوق العربية !
في الفصل الثاني استعرض الكاتب البنيوية والتفكيك في نسختها الأم، عبر وصلها بتاريخ الفلسفة الغربية، وأشار إلى حجم التغيير الذي طرأ على النقد، حين خرج من عباءة الأدب، والتحم بالفلسفة، وكان نتيجة هذا الالتحام أن أصبحت الرؤية الأدبية النقدية رؤية شاملة للوجود، بدل أن تكون رؤية مقتصرة على النص فقط، ومن أطرف المقولات التي تؤكد هذا التوجه هي مقولة هيدجر السخيفة :
(اللغة سابقة للوجود ).
تأمل أخي القارئ حجم السخف والتناقض الذي تنطوي عليه هذه المقولة، وكيف يعدها بعض المتثقفين العرب عندنا ضربا فريدا من الإبداع الفلسفي ؟!
في الفصل الثالث شرح المؤلف المنهج البنيوي وشرح مقولاته الشائعة على وجه مفصل: (النموذج اللغوي)، (الثنائيات) ، (الدال والمدلول)، ( مناطق الصمت والفراغ)، ثم أسهب في نقد تلك المقولات، تارة بالمواجهة المباشرة مع رموز البنيوية، وتارة بالإستشهاد بمقولات نقدية ترجمها الكاتب عن خصوم البنيوية، والمحصلة التي يستنتجها القارئ من تلك النقود هي أن قراءة النص الأدبي على ضوء النقد البنيوي يخلق فوضى عجيبة داخل النص ويجعل تحقيق المعنى أمرا مستحيلا.
من أطرف ما وقفت عليه في هذا الفصل هو مطالبة البنيويين بتحويل النقد الأدبي إلى نص أدبي ، ليدخل هو الآخر في عملية النقد، فيصبح عندنا نقدا للنقد، ثم يتحول هذا النقد الثاني إلى نص ، وهكذا إلى ما لا نهائية ، تبقى النصوص مفتوحة ، قابلة لكل القراءات، وكل قراءة هي إساءة قراءة !
في الفصل الرابع، وضح الكاتب كيف أن المؤلف قد مات على يد بارت في مرحلة البنيوية قبل أن يصل إلى مرحلة التفكيك، فمقولة مؤت المؤلف التي نادى بها رولان بارت _الناقد الذي بدأ بنيويا وانتهى تفكيكيا_ ، ليست بدعة مستحدثة في استراتيجة التفكيك، بل هي تحققت في البنيوية تحققا تاما ، كل ما في الأمر أن دريدا سيطبقها هنا على نحو أكثر عنفا وتطرفا ، وسيتحول القارئ إلى ثور هائج، يرقص مع المؤلف على أجناب النص.