الرئيسية |
شعر |
العصفور لا يحدّق في السّماء بل يطير إليها | باسم سليمان
العصفور لا يحدّق في السّماء بل يطير إليها | باسم سليمان
باسم سليمان (سوريا):
الظّلال طيور
في الصّباح تكون حمامات
في الظهر حساسين
في المساء نوارس.
الظّلال طيور
والشّمس قفصٌ كبير.
***
طائر مالك الحزين
الذي بنى عُشّه من الأغصان
التي أسقطتها العاصفة
يقف على رجل واحدة كقلم.
***
الدوري عصفور الدّخان
كما الفينيق طائر النار
الدوري يبني عشّه في المدخنة
كما الفينيق يبني عشّه في المخيلة
الدوري عصفور الصغار
كما الفينيق طائر الكبار
الدوري عصفور البيت
كما الفينيق طائر المكتبة
الدوري لا يكترث بالذي أخطّه
يلتقط كسرة خبز ويطير
كما الفينيق يهتم بالذي أكتبه
عن حماقة قيامته من الرماد
ثم تسفّه الرّيح
كخطوط في الرّمل
لا فأل لها.
***
السنونو
يرتجل في طيرانه
كشمس تعود من مغربها
كأنه نَرْد بأكثر من ستة وجوه
قديما قالوا لأن جانحه مكسور
كعاشق.
السنونو يرتجل في طيرانه
كشاعر مبعد من حظيرة عبيد الشعر.
السنونو يرتجل في طيرانه
كما الخفاش
كلاهما يأكل البرغش.
***
للنعامة ساقا عارضة أزياء
ساقان طويلتان كالسيجار الكوبي
ومشدودتان كوتري كمان
مشيتها واثقة كنمر يترصّد غزالة
يليق بهما خلخال كطارة طاسة الرَعْبة
إلّا أنّ النعامة طائر فقير
لذلك سرقوا ريشها النّاعم
وملؤوا مخدات وأسرّة الجنّة به.
النعامة لا تأويل لها كالأفعى
التي طارت أرجلها وحسداً صارت تلدغ أعقاب الناس
لكنّ النعامة ظلّت قصيرة الجناحين رغم داروين الأحمق
ومن خجلها تدفن رأسها في الأرض
وإن سُئلت تجيب المؤودة: أبحثُ عن دودة!
ومع ذلك تظلّ النعامة أنثى
يُفرح قلبها نسيج الدانتيلا
كما سَعدتْ مَريم بالنعمة السّماوية.
***
الببغاء مهرّج الغابة
هو لا يقلد أصوات الحيوانات
بل
صوت إنسان الغابة
العصفور لا يحدّق في السّماء بل يطير إليها باسم سليمان* 2016-03-08