الموجة الثقافية
عن دار ابي رقراق صدر للشاعرة المغربية عائشة عمور، ديوان شعر تحت عنوان “ترانيم لمدارج الروح”.
تتوزع المجموعة التي طبعت بدعم من وزارة الثقافة المغربية، على 103 صفحة من القطع الصغير، يتصدرها تقديم للشاعر محمد بوجبيري بعنوان “قصائد للعشق والعرفان”جاء فيها : تجربةُ الشاعرة برزخٌ بين الجُوّاني والبرّاني، بين الانتماء لجسد يعشق ماهيته الأولى كماءٍ وطينٍ، كما يعشق ماهيّته كتعالٍ يسْمُو إلى مدارج البوْح. ذات قلقة ومتشظّية، لكنها يقظة ككل ذات حاملة لفانوس المعنى في الليل البهيم لهذا الوجود، الذي لا يسْتوي له فَهْمٌ، ولا يستقيم إلا إذا فهمناه ( إلى حدّ ما ) على نحو خاصّ غير المُسَطَّر في كُتًب الأوّلين. لذا نجد الشاعرة تتمرّد على المُتعارف عليْه، وعلى الجاهز في الأعْراف، وتبْحث لنفسها عن فهمٍ يليق بكيْنونتها الخاصة، فهي ذات تغرف من عيْن العشْق، كما تقول في قصيدتها “ابن الفارض”. عشق تتجاذبه الأرْض والسماء، فهو حينا عشق بالجسد، واللغة ساعتها تكون على لسان الشاعرة، لغةَ الإيحاء والرمز كما هو في قصيدة شذرة: “أنا الأنثى التي ، كالرّاكض على النّارِ، أو الجمرِ، أمتصُّ الرَّحيقَ ما بين الصُّلبِ والتّرائب”، وحينًا آخر عشق على لسان أهل العرفان المتصوّفة، وهم، كما جاء في الديوان، الحلاج وابن الفارِض وابن عربي والنفري (أوقفتني في السّين)، وهؤلاء اتّخذتهم الشّاعرة أقنعة ومَرَايا للتعبير عن المُتسامي في الرّوح، والصّاعدِ منها ترانيمَ تهفو لبوْح مدارجها.
كما يقول الناقد خالد بلقاسم في شهادة على الغلاف، أن الشاعرة “تدمج مرجعية ذات صلة شديدة بالشعر، وتحرص في هذا الإدماج على تجريد المرجعية الصوفية من أي بعد ديني، مع استثمار الآليات التخييلية التي تتيحها هذه المرجعية. هكذا تحول الرافد الصوفي، في المجموعة الشعرية، إلى سند لاستغوار الذات والكشف عن حالات وجودية عديدة”.
وتقول الشاعرة في نص:منْ مقامِ الوَجْد
الطريقُ أوْلَى من الطّريقهْ.
لا حرائقُ تدقّ البابَ
يكفي قلبي لحالِ الصّبابة التي
تدقّ، تدقّ، تدقّ …دَقْ…دَقْ …دَقْ ، دْ…
في اللّوْحِ
ذُقْ شهوتَها فيكَ إليكَ بكَ وَلَكْ.
طوّحْتُ
لوّحْتُ بكلّ أعْرَافي،
لا الطّينُ يطُولُها
و لا السّماءْ.
هو البَهاءُ في رَجْعِ الصّدَى،
هو مُوسى العليمُ بخواء الكلمهْ.
ألِهذا أخذتْ طريقَها سَرَبَا؟