الحكايا التي تطيل العمر | عبد الله الساورة
عبدالله الساورة
هناك حكايا تطيل العمر… وبالمقابل هناك حكايا تنهي العمر غمة وكآبة دفعة واحدة. من بين هذه الحكايا التي تطيل العمر وهي وصفات طبية رشيقة الظل وخفيفة على النفس .. ما أحوجنا إليها..آخرها هذه الفتوى الشهيرة…
إذا أردت ألا تموت ” فقم بتربية كلب في بيتك أو ضع صورة أو علق جرسا فقد قال التراثيون أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة أو جرس .وبذلك لن يدخل ملك الموت لقبض روحك ولن تموت … “…
لذلك بمجرد أن سمعت بهذه الفتوى الجميلة وضعت صورة كبيرة لكلب ألماني ظللت طيلة النهار أبحث عنه في صور غوغل الكثيرة حتى اهتديت إلى صورة الكلب الذي له هذه المواصفات … وفي الغد ذهبت لإقتناء كلب بسلسلة حديدية ورباط أنيق بجرس على العنق حتى لا يخرج من منزلنا أبدا … وإن مات سنقيم له قبرا حتى تظل روحه هائمة في المكان..
خبر أخر يطيل العمر… عطسة أحلام … التي تابعها المعجبون ووصلت إلى أكثرمن 13 مليون مشاهد على موقع يوتوب… ما السر في عطستها… عطسة تطيل العمر وتجعلك تضحك حتى يغمى عليك… عطسة لا تقدر بثمن فقط لأن صاحبتها أحلام ذات الصوت الرائع والرخيم… لذا نصحني أحد أصدقائي الصحفيين المعجبين بالخرجات الإعلامية لأحلام أن أتابع أخبارها باهتمام بالغ وردودها وكيف تغيض حاسديها لذلك اخترت صورة لأحلام ووضعتها في منزلنا بجانب صورة الكلب الألماني… حتى أن أبي قال أنه لا يعارض تعليق صورتها بجانب الكلب…بينما أصر فرد من عائلتنا لا أريد أن أحرجه بوضع اسمه في هذا الحكي … أن أحلام يجب أن تكون صورتها فوق الكلب لا بجانبه لما فيها من اساءة بليغة لها … فهي شخصية مؤثرة تزهو بفساتينها المزركشة والمصممة من طرف أغلى المصممين العالميين، وهي بطبيعة الحال عربية مسلمة والأخر كلب كافر ألماني…
بينما أصر أخي الأصعر أن نضع صورة الكلب فوق صورتها لأنه حيوان وفي وأليف وغير عنصري…
لا يزال النزاع محتدما بين الأطراف والخصومات لاتزال على أشدها في انتظار فتوى ننتظرها من مفتي خليجي شهير أفتى بجواز شرب بول الناقة فيه شفاء من كل مرض خبيث… فقد مات صديقنا المفتي في المغرب رحمة الله عليه… الذي أفتى أن يعاشر الزوج زوجته الميتة في أخر لقاء جسدي بينهما وفاء ومحبة…
بدوره الاعلامي السعودي داود الشريان أهدى ليلى علوي حصانا خشبيا لأنها من أشد المدافعين عن الأحصنة والحيوانات وأن يموت الانسان قتلا وتنكيلا في سوريا .. بغداد … طرابلس…عدن … فهم حفنة من قطاع الطرق لا يستحقون الحياة… الحيوان يبقى بطبعه أليفا ووفيا أحسن من الانسان مئات المرات… بمعية الإدمان على قناة الجزيرة واستنشاق رائحة الموتى والدم التي تنشرها بشكل يومي دفاعا عن القتلة المأجورين المتأسلمين…
حكايا تطيل العمر من بينها فتوى يمكن للمراهقة والمرأة عموما أن تضع جزرة تختارها بعناية وعلى طريقتها في عضوها التناسلي كلما اشتد بها وقع الحاجة… من متابعتي لهذه الحكاية الظريفة كيف وجدت دعما وانتشارا من نساء من مختلف الأعمار ولقيت استحسانا … وكانت وصفة طبية رائعة للكبت الذي نحياه ليلا ونهارا في الوطن العربي…
حكاية أخرى عن ثري عربي اشترى سروال الداخلي لبطلة العالمية السابقة في رياضة التنس … سروال داخلي بملايين الدولارات… لأنه يشتاق إلى رائحة عرقها المتصبب وأن من يشتم من ذاك السروال الداخلي لا خوف عليه ولا هم يحزنون…
حكاية ظريفة أخرى تطيل العمر أن حكامنا باقون بالإنتخابات وبدونها … وكذلك كثرة المنتحرين فينا وكثرة الدم ونبد ثقافة الاختلاف وكرهها… فكلما كثر عدد المنتحرين فينا… ازدننا حماسة بشدة وبأس اسلامنا وقوته واقتربنا من المولى… كذلك أن نترجم ونشاهد كل ما هو ردئ في العالم من مسلسلات وأفلام ورياضة… تطيل العمر وجرائد محشوة بأخبار أغنية ” لاعلاقة ” ليس لها معنى أو توجه… ما أحوجنا إلى هذه الحكايا التي تطيل العمر… ما أسعدنا في العالم العربي بهذه الحكايا وكثرة حسادنا على هذه النعم التي لا تنتهي… نحمد الله ونشكره على نعمه…
الكلاب مراهقة 2016-07-16