أسماء الجلاصي
المَسافةُ من غرفتي إلى مدينتكُم مليئةٌ بالمخاطِر
لا أعرفُ كيفَ نجوتُ منها مرارًا …
أجلِسُ مَعكُم خائِرَةَ النَّفسِ
و بيْنما كُنتُم تملؤُون الهَواءَ بأحَاديثٍ لا أَسمَعُها
كان هناك غُرابٌ
يَنْبُشُ رأسي و يقتَاتُ أفْكارِي
أنا لستُ تلك المرأة التّي تَرَوْنها عادةً بين الحُشُودِ
أنا امرأةٌ أخرى تعيُش وحيدةً بين جُدرانِ غُرْفتهَا
دُون أحمرَ شفاه و لا حمّالةَ صدر
بسيطةٌ كمنديلٍ أبيض…
أجْعلُ من أزرارِ حاسوبي آلةً للعزفِ
و أنقُرُ مع “رخمانينوف” كونشرتو البيانو
أدعُو مجموعةً من الصعاليكِ إلى فراشِي
لنُغنّي أغاني “نينا سيمون” و “بينك فلويد”
و أرقُصُ مع كائناتٍ تقطع براري إفريقيا ليلا، فقط لتزورني
ثمّ أبكي بحرقةٍ
كُلّماَ تذكّرتُ أنّي سأسلُكُ نفسَ الطريقِ إليكم
و عنْدمَا يأوِي الجميع إلى النومِ
أطّلُ من نافذتِي
لأقرأَ قصيدةً قُبالةَ عمودٍ كهربائيٍ شارَفَ علَى الخميسن
فيَنطفئُ ضَوؤه حتَّى أنتهي
و في الصباحِ،
حينَ يلوّحُ لي “كلود مونيه” من وراءِ الشمسِ
أتفقدُ بعضَ قصائد خبأتُهَا تحت الوسادةِ
خوفًا من أنْ تطيَّرهَا الرّيحُ كسَابقاَتِها
و أشُّدُ طريقِي إليكم